مات من يستحق الحياة !!!

بقلم …. سحر شوقي

مشهد تشييع جثمان ١٨فتاة من خيرة بناتنا ، مشهد يهتز له الفؤاد ،إن حادثة موتهم بهذا الشكل البشع تطرح تساؤلات كثيرة ،أولها كيف تخرج فتاة صغيرة في عمر الزهور للعمل منذ الصباح الباكر ،لاجل الحصول علي مبلغ زهيد لا يتخطي ال ١٣٠جنيه فقط هي قيمة اليومية الواحدة ،حيث كن يعملن في حقول لقطف العنب ،ولم يكن يعلمن أن أعمارهن ستخطف في لحظة ، ومن المحزن ما رواه أهالي الضحايا عن بناتهم ،كيف كن يعملن ويكافحن لمساعدة ذويهم لتخفيف أعباء المعيشة عليهم ، مما جعلهم يلقون بأنفسهم في التهلكة مقابل ملاليم زهيدة ،كان فيهن من تدرس في كلية الهندسة وآخري تستعد لعرسها وأخريات يعملن لستر أنفسهن من السؤال ومد اليد ،الحقيقة الدامغة في تلك الواقعة أنهن فتيات عفيفات لكن القدر لم يمنحهم فرصة العيش رغم صعوبة الحياة وقسوة الظروف .

والسؤال هنا لماذا يترك من في مثل أعمارهن للعمل ؟

لماذا لا يكون هناك بحث إجتماعي دقيق يوفر لمثل هؤلاء دخل شهري يكفل لهن حياة كريمة .

مصر دولة كبيرة وما يحدث من تكرار هذه الحوادث لا يليق بمصر ولا يليق ببنات مصر ونحمد الله أنه رغم قسوة ظروف الضحايا انهمن ماتوا شهيدات لقمة العيش والسعي وراء حياة شريفة ولم يذهبن إلي طريق الرزيلة كما يفعل بعضهن .

لذلك يجب التحقيق في تلك الحادثة حتي لا تتكرر المأساة ،وألا تمر هذه الواقعة مرور الكرام ،لقد من الله علينا بثروة هائلة من الشباب ،ولا يجوز أن نهدرها بالأهمال والتجاهل ، رحم الله شهيدات الكفاح والهم ذويهم الصبر والسلوان …