
خلية كايرو فستيفال: هل هي شبكة مخدرات… أم خيوط أعمق من ذلك؟
ايمان العادلى
في عملية أمنية تحمل كل ملامح الغموض والبراعة، نفذ جهاز الرقابة الإدارية المصري ضربة مفاجئة طالت شخصيات من قلب المؤسسات الرسمية، في واحدة من أكثر القضايا إثارة وغموضًا هذا العام.
ثمانية ضباط من وزارة الداخلية ينتمون إلى رتب وقطاعات مختلفة جرى القبض عليهم في توقيت متزامن داخل أحد أكثر الأماكن العامة شهرة في العاصمة: كايرو فستيفال مول بالتجمع الخامس.
في المشهد ذاته، أُلقي القبض على المستشار أحمد الشاذلي، المحامي العام لنيابات المنوفية، المعروف سابقًا بانضباطه المهني وبعده عن أي شبهات.
ما يجمع هؤلاء؟ بحسب مصادر مقربة من التحقيق، فإن الرابط المشترك قد يكون شخصًا واحدًا: المنتجة الفنية سارة خليفة.
خليفة تقبع رهن الحبس الاحتياطي منذ أسابيع، بتهم تتعلق بقيادة تشكيل عصابي لإنتاج وترويج مادة الحشيش الصناعي في واحدة من أكبر قضايا المخدرات الصناعية التي تشهدها مصر.
التحقيقات كشفت عن ورش سرية، معدات تغليف، أموال ضخمة، وسيارات فارهة، فيما تُقدّر قيمة المضبوطات بما يفوق 400 مليون جنيه.
لكنّ التحقيق لا يتوقف عند حدود المخدرات.
ما وراء الممنوعات: شبكة علاقات… أم خيوط ابتزاز؟
القبض على عناصر أمنية وقضائية رفيعة داخل مركز تجاري، وفي لحظة واحدة، أثار شكوكًا واسعة حول طبيعة العلاقات التي جمعتهم.
فهل نحن أمام خلية إجرامية تقليدية، أم أن هناك شبكة علاقات شخصية، وربما حسّية، جمعت هذه الأطراف في ما يشبه تحالفًا مصلحيًا متبادل النفوذ؟
تسريبات محدودة تتحدث عن:
• رسائل شخصية وتسجيلات بين خليفة وبعض الضباط،
• تحقيقات موسعة في طبيعة الاتصالات بين المستشار الشاذلي والمتهمة،
• واحتمالات بوجود علاقات غير رسمية شكّلت الأرضية “الناعمة” لتحالف كان يعمل من خلف مؤسسات الدولة نفسها.
مصادر قريبة من الملف أشارت إلى احتمال استخدام هذه العلاقات – سواء الحسية أو العاطفية – في التأثير على قرارات إدارية، أو توفير غطاء أمني ولوجستي لأنشطة التهريب والتوزيع.
ومع امتداد التحقيقات إلى الخارج، عبر ملاحقات دولية لعناصر مشتبه بها هربت من البلاد، فإنّ هذه القضية مرشحة لتكون واحدة من أخطر ملفات الفساد الجنائي والاجتماعي خلال السنوات الأخيرة.
❗ سؤال مفتوح:
هل خلية كايرو فستيفال مجرد شبكة مخدرات تحت غطاء النجومية والنفوذ؟
أم أنها قصة أعمق… تداخلت فيها السلطة، والرغبة، والمال، في خيوط لا تزال النيابة تفككها حتى اللحظة؟
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.