العاصمة

“دولة الامارات” تدعو المجتمع الدولي لتعزيز صمود اللاجئين في يومهم العالمي

0

 

بقلم د : خالد السلامي

يعتبر “اليوم العالمي للاجئين” هو يوم عالمي تحتفي به الأمم المتحدة لتكريم اللاجئين وتعزيز التكاتف الدولي معهم. ويصادف الجمعة 20 يونيو كل عام، ويُسلّط موضوع هذا العام الضوء على “التضامن مع اللاجئين” حيث  يمثل اليوم العالمي للاجئين، الذي يحل في 20 يونيو من كل عام، مناسبة عالمية تُذكّر بالمعاناة التي يعيشها ملايين البشر الذين اضطروا لمغادرة أوطانهم هرباً من الحروب والاضطهاد، وتجدُّد الدعوة إلى تعزيز التضامن الدولي مع هذه الفئة المهمشة، وضرورة دعم حقوقهم الإنسانية الأساسية.

وفي هذا الإطار، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أبرز الدول التي قدّمت دعماً ثابتاً ومستمراً لقضايا اللاجئين، ليس فقط عبر المساعدات الإنسانية، بل أيضًا من خلال حلول مستدامة وتعزيز قيم الإنسانية والعدالة والتعاون الدولي. وفي الواقع، فإن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات حريصة على جعل العمل الإنساني أحد مرتكزات سياستها الخارجية، لإيمانها بأن الإنسان هو محور التنمية، وأن مساعدة المحتاجين واجب أخلاقي وإنساني لا يرتبط بالحدود أو الانتماءات.

وقد تجلى هذا الالتزام في سياسات الدولة واستجاباتها السريعة للحالات الطارئة، حيث أصبحت الإمارات سندًا للشعوب المتألمة، ومصدر أمل للاجئين في شتى بقاع الأرض. وكانت دولة الإمارات دائماً من أوائل الدول التي تستجيب لنداءات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، لتقديم المساعدات المالية والإنسانية للاجئين في العديد من بقاع العالم، ومنها سوريا، واليمن، والسودان، وعديد من دول أفريقيا.

ويستند هذا الدعم إلى رؤية شاملة تتجاوز فكرة تقديم الغذاء والمأوى، لتصل إلى بناء مشروعات تنموية مستدامة تسهم في إعادة تأهيل اللاجئين وتحسين ظروف حياتهم، مثل بناء المدارس والمستشفيات، وتوفير فرص التعليم والتدريب المهني، ودعم المشروعات الصغيرة لإعادة تأهيل الأسر المهجرة.

ويمكن الإشارة، على سبيل المثال لا الحصر، إلى مبادرات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تمد يد العون لأكثر من 100 دولة حول العالم، وكذلك صندوق الزكاة الذي يوجه جزءًا كبيراً من تبرعاته لمساعدة اللاجئين والمحتاجين في الداخل والخارج. كما أطلقت دولة الإمارات مبادرات نوعية مهمة مثل «عام الخير»، والتي احتوت على دعم مباشر للاجئين، بما في ذلك توفير التعليم للأطفال النازحين، ودعم المرأة والأيتام في المخيمات، وتوفير خدمات الصحة النفسية والدعم المجتمعي.

ومن منطلق إيمانها بأن السلام والاستقرار هما أساس الحلول المستدامة لمشكلة اللجوء، عملت دولة الإمارات على دعم عمليات المصالحة الوطنية وحل النزاعات عبر الحوار، ودعم جهود الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتحقيق السلام في مناطق النزاع. ولا يقتصر دور الإمارات على الجانب المادي فحسب، بل تبنت خطاباً إعلامياً وإنسانياً يعزز قيم التضامن والرحمة والاحترام لكرامة الإنسان، ويحث المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته تجاه اللاجئين، ورفض خطاب الكراهية والتمييز ضدهم.

وقد كان لدولة الإمارات صوتٌ قوي في المحافل الدولية، حيث شاركت بشكل فاعل في مؤتمر القمة العالمي للاجئين التابع للأمم المتحدة، وقدمت التزامات واضحة لدعم الحلول طويلة الأمد لقضية اللجوء، بما في ذلك دعم برامج إعادة الإعمار في المناطق المنكوبة.  وعلى المستوى المحلي، وفرت دولة الإمارات بيئة آمنة ومستقرة لعدد من اللاجئين الذين استقروا على أراضيها، حيث حظوا بفرص العمل والتعليم والرعاية الصحية، في تجسيد حقيقي لروح التسامح والانفتاح التي تتبناها الدولة.

ومن خلال هذه الجهود المتواصلة، تثبت الإمارات أن العمل الإنساني ليس مجرد فعل خيري، بل هو استثمار في مستقبل البشرية، وهو رسالة حضارية تُترجم فيها القيم إلى أفعال، وتُحوَّل فيها الإمكانات إلى فرص حقيقية لحياة كريمة لكل من يحتاج إلى يد العون.

إن ما تقدّمه دولة الإمارات من دعم للاجئين يعكس عمق رسالتها الإنسانية، ويؤكد دورها كقوة ناعمة في العالم العربي والإسلامي، وشريك استراتيجي في تحقيق السلام والأمن والتنمية العالمية. وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين، تتوجّه الأنظار مرة أخرى إلى دولة الإمارات، لا كنموذج للعطاء فحسب، بل كمثال يحتذى به في المسؤولية الإنسانية الجماعية يؤكد أن الإنسانية لا تعرف حدوداً، وأن الكرامة حقٌ لكل إنسان في أي مكان وزمان.

 أن انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للمرة الثالثة مؤخراً يعكس الثقل الدولي المتزايد للدولة ، إن عضوية مجلس حقوق الإنسان هي تتويج لجهود الإمارات في تعزيز حقوق الإنسان والحريات، وهي شهادة عالمية على الأهمية التي توليها الإمارات لحقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والدولي.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار