العاصمة

خادمة من جهنم

0

ايمى عمرو

 

هذه القصة ليست خيالًا ولا مشهدًا من فيلم رعب بل واقع أسود تسلل داخل بيت آمن.

.في إحدى المناطق الهادئة التابعة لمحافظة الجهراء في الكويت، كان “راشد” وزوجته “نورة” يعيشان حياة بسيطة ومليئة بالرضا. وبعد سنوات من الانتظار، رزقهما الله بطفلهما الأول، “فيصل”، الذي أضاء حياتهما. فرح راشد بالطفل فرحًا شديدًا، وقرر أن يساعد زوجته ويخفف عنها، فأتى لها بخادمة تُدعى “ساجيتا”، فتاة شابة تبدو مهذبة وطيبة، تعمل في البيوت مقابل أجر زهيد. مرت أيام قليلة، وبدأ الطفل فيصل يبكي بشكل متواصل، نحيب غريب لا يهدأ، كأن هناك شيئًا يعذبه من الداخل. ذهب به والداه إلى الطبيب، وبعد فحص دقيق، أكد الطبيب أن الطفل لا يعاني من شيء ظاهر، ربما نزلة برد بسيطة. وصف له علاجًا، وعادوا للبيت، لكن الطفل لم يهدأ. وبعد ثلاث ليالٍ فقط، توقف قلبه الصغير، .

بكاء نورة عليه لم يتوقف، وراشد ظل يردد: “قضاء الله وقدره…”. وبعد عام، رزقهما الله بطفل ثانٍ، سموه “عبدالله”، وحرصوا عليه بكل ما يملكون من حب وحذر. لكن… ما هي إلا أسابيع، وبدأت نفس الأعراض تظهر: بكاء مرعب، عينان ذابلتان، أنين مستمر، حتى ما-ت عبدالله كما ما-ت شقيقه قبله. ظلت الأسرة غارقة في الحزن، والمصيبة الأكبر أنهم لم يشكوا يومًا أن القا-تل يعيش بينهما… داخل المنزل.

شاء القدر أن تزورهم جارتهما القديمة “أم طلال” لتعزيهم وتواسي نورة، وكانت بصحبتها خادمتها “ليشا”، فتاة ودودة وكانت تحمل طفلة صغيرة على ظهرها، والطفلة تضحك وتلعب. هنا اقتربت “ساجيتا” منها، وهمست لها: “كيف بتخلي الأطفال يصرخوا فوقك كده؟ ده إزعاج لا يُطاق!”، فردت “ليشا” ببساطة “ده شغلنا، وده أكل عيشنا لازم نتحملهم. ضحكت “ساجيتا”… لكنها لم تضحك ببراءة قالت بصوت خافت أقرب للهمس أنا كنت زيك، لكن لقيت طريقة أسهل. تخلصني من نباحهم. تجمدت “ليشا” في مكانها، وسألتها: “تقولي إيه؟” فأجابتها “ساجيتا” دون خجل، كأنها تحكي وصفة طبخ: “فيه نقطة طرية فوق راسهم، مكان رقيق زي ورقة مبلولة، لو دخلتي فيه إبرة طويلة… الطفل مش هيصرخ كتير. بيغمض عينه، ويسكت… للأبد.” أدركت “ليشا” أن ما سمعته لم يكن مزحة. ركضت إلى صاحبة البيت، وصرخت بما سمعته. انهارت نورة، لم تصدق في البداية، لكن عند التحقيق، اعترفت “ساجيتا” بكل شيء… وقالت إنها كانت ترى الأطفال “كلابًا نجسة تصرخ بلا توقف”، وإنها فعلت ذلك في بيتين قبلهم، ولم يشك بها أحد. تم القبض عليها، ووجدت الشرطة في غرفتها دبابيس طويلة ملفوفة بقطعة قماش، وبعضها ما زالت عليه آثار د-م جا-ف. هكذا، اكتشف راشد ونورة أن ما ظنوه “قضاء وقدر”… كان جر-يمة بشعة تسللت إلى بيتهم بهدوء. نصيحة لكل أم وأب. لا تسلموا أغلى ما تملكون لأي يد، مهما كانت تبدو طيبة. الرقابة ليست شكًا، بل حماية. وقد تكون في بعض الأحيان الفرق بين الحياة والمو-ت💀

 

المصادر ،تقرير نشرته جريدة الوطن الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 14 نوفمبر 2009، تحت عنوان: “الخادمة القاتلة… مأساة عائلة من الجهراء

. وثائقي قصير عرض على قناة الراي ضمن برنامج “ملفات غامضة”، الحلقة 17: “قا-تلة الأطفال بصمت

 

 


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار