
«القصر الطائر».. هدية قطر الفاخرة لـ«ترامب» تثير أزمة جديدة مع معارضيه: «وصمة عار»
إيمى عمرو
دافع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الاثنين، عن خططه لقبول طائرة رئاسية جديدة كهدية، بعدما ذكرت تقارير إعلامية عن تقديم قطر طائرة من طراز بوينج فاخرة لتستخدم كـ «إير فورس وان»، في إشارة إلى طائرة الرئاسة الأمريكية، رغم القوانين الصارمة التي تنظم منح الهدايا لرؤساء الولايات المتحدة.
ورجحت شبكة «آيه بي سي نيوز» الأمريكية التي كانت أول وسيلة إعلامية تورد الخبر أن تكون الطائرة- وهي من طراز «بوينج 747-8 جامبو»- أثمن هدية تتلقاها حكومة الولايات المتحدة على الإطلاق، حيث وصفتها بأنها «قصر طائر».
وكتبت «آيه بي سي نيوز» في تقريرها اليوم الاثنين: تستعد إدارة ترامب لقبول طائرة جامبو فاخرة من طراز بوينج 747-8 من العائلة المالكة القطرية- وهى هدية ستكون متاحة لاستخدام الرئيس دونالد ترامب كطائرة الرئاسة الجديدة.
وكان من المتوقع الإعلان عن الهدية، خلال زيارة «ترامب» لقطر في أول رحلة خارجية له خلال ولايته الثانية، وفقًا لمصادر مطلعة على الخطط، لكن مسؤولًا كبيرًا في البيت الأبيض صرّح بأن الهدية لن تُقدّم أو تُهدى أثناء وجود الرئيس في قطر هذا الأسبوع.
من جهته، شن ترامب، في تدوينة عبر منصته «تروث سوشيال» لم يشر فيها إلى قطر، هجوما حادا مدعيا أن الطائرة «هدية» مؤقتة ستذهب إلى وزارة الدفاع وستحل مكان طائرة عمرها أربعة عقود.
وقال ترامب إن العملية «شفافة»، منتقدا الديمقراطيين الذين يرغبون في إنفاق المال على طائرة رئاسية جديدة دون داع- وفقا له.
ونقلت تقارير إعلامية عن الملحق الإعلامي في سفارة دولة قطر في واشنطن، على الأنصاري، قوله: «إن النقل المحتمل لطائرة للاستخدام المؤقت كطائرة إير فورس وإنه قيد الدراسة حاليا بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأمريكية»، مؤكدا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.
وأثار قبول الهدية تساؤلات أخلاقية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إذ إنه يخرق على ما يبدو القوانين القائمة لمنع الفساد الحكومي.
بدورها، اعتبرت حليفة ترامب اليمينية المتشددة، لورا لومر، أن قبول الطائرة القطرية سيكون «وصمة عار» على الإدارة.
في سياق متصل، اعتبرت «اللجنة الوطنية الديمقراطية» أن الخطوة دليل على أن ترامب يستغل البيت الأبيض لتحقيق مكاسب مالية شخصية.
وقالت اللجنة في رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلتها إلى أنصار الحزب الديمقراطي: «بينما تستعد العائلات العاملة للتعامل مع ارتفاع التكاليف والرفوف الفارغة، مازال ترامب يركز على إثراء نفسه وداعميه من أصحاب المليارات».
وندد عدد من الديمقراطيين بالخطة، إذ وصفها السيناتور كريس ميرفي بأنها «غير قانونية إطلاقا» بينما اعتبرت النائبة، كيلي موريسون، أن هدية من هذا النوع ترقى إلى «فساد سافر» و«رشوة» غير أخلاقية ولا دستورية.
ويشعر الرئيس الأمريكي منذ فترة طويلة بعدم الرضا عن طائرتي الرئاسة من طراز «بوينج 747-200B» واللتين تم إدخال تعديلات كبيرة عليهما.
ويحظر الدستور الأمريكي تحت بند المكافآت، على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا «من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية»، لكن ترامب يسعى للالتفاف على القانون عبر تسليم الطائرة إلى مكتبته الرئاسية عقب مغادرته المنصب.
لكن البيت الأبيض ووزارة العدل الأمريكية يعتبران أن الهدية قانونية لأنه لم يتم منحها مقابل أي خدمة أو إجراء معين، ما يعني بالتالي أنها ليست رشوة، وفق ما ذكرت مصادر شبكة «آيه بي سي نيوز».
كما أن الخطوة غير منافية للدستور، على حد قولهما، لأن سلاح الجو الأمريكي سيتسلمها أولا قبل تسليمها إلى مكتبة ترامب الرئاسية، وبالتالي لن تمنح لأي شخص.
وكان ترامب قد قام بجولة في الطائرة، التي تم تصميمها بشكل فخم للغاية حتى إنها تُعرف باسم «القصر الطائر»، عندما كانت متوقفة في مطار ويست بالم بيتش الدولي في فبراير الماضي.
Discover more from بوابة العاصمة
Subscribe to get the latest posts sent to your email.