العاصمة

مَجالِسُ القاتِ: الدبلوماسية الخفية لفَكِّ العُقَد اليَمَنية

0

بقلم / ياسر الفرح

 

(سَحْرُ السَّاعَةِ السُّلَيْمَانِيَّةِ فِي حَلِّ العُقَدِ الْيَمَانِيَّةِ)

القات في اليمن: أداة للتواصل واتخاذ القرار

تتعدد ظواهر الحياة الاجتماعية في اليمن، ولكن يبقى القات أحد أبرز العناصر التي تشكل الوجدان اليمني وثقافته. يُعتبر القات أكثر من مجرد نبتة تُستخدم للتجمع و المجابرة ؛ فهو يمثل حدثًا اجتماعيًا وثقافيًا يتجاوز مجرد الاستهلاك ليشمل الأنشطة السياسية والاقتصادية.

ميزانية القات: أرقام مدهشة

هل تعلم أن ميزانية القات السنوية في اليمن تتجاوز المليار دولار؟ هذه الإحصائية تعطي فكرة عن أهمية القات في حياة اليمنيين، حيث يُعتبر أحد مصادر الدخل الرئيسة للعديد من الأسر. ومع ذلك، يتطلب ذلك التفكير في الأثر الاقتصادي والاجتماعي لاستهلاك القات المفرط.

مجالس القات: مساحات صنع القرار

تعد مجالس القات الأماكن الرئيسية التي يتم فيها اتخاذ القرارات، بدءًا من القضايا العادية إلى القضايا المصيرية التي تمس مستقبل البلاد. هنا، يجتمع الناس لمناقشة شتى الأمور. وعبر هذه المجالس، يتم تداول الأفكار وتحليل الأوضاع الاجتماعية والسياسية.

 

السياسة والدبلوماسية عبر مجالس القات؛

تظهر أهمية مجالس القات في التأثيرات السياسية التي حدثت عبر السنوات. ففي كثير من الأحيان، كان السفراء والدبلوماسيون من الدول الإقليمية بل و الغربية يشاركون في (مقايل) القات، حيث كانت تُطرح خلالها كواليس الدولة وتناقش الأمور الحساسة. هذه المجالس أصبحت منصة غير رسمية لتبادل الاراء السياسية والعسكرية والاقتصادية، مما أدى إلى ظهور تأثيرات سياسية كانت تُعتبر خفية في سياقات أخرى.

 

المقيل اكثر فعالية من الطاولة المستديرة؛

في خضم الأحداث الجارية، الكثير منا طالب إيقاف الحرب اليمنية- اليمنية التي دمرت البلاد والانسان، وتسخير ما يصرف للسلاح والاقتتال الى بناء البنية التحتية وتحسين عيشة المواطن ، والوصول إلى حلول سلمية. فلا فائدة من استمرار صراع الكل خاسر فيه . لذا، قد يكون مجلس القات اكثر فعالية مع جميع الأطراف المعنية ، وليس الطاولة المستديرة – فالأخيرة أثبتت عدم نجاحها.

فا الساعة السليمانية التي يعرفها كل (مولعي) يمكن أن تُطرح فيها الحلول والمقترحات بطرق أكثر سلمية و ( ضمير ) .فحتى على مستوى تنظيف الشارع نحتاج لضمير قبل المكنسة وما اكثرهما في المقايل.

يبدو ان قياداتنا بحاجة لجلسة نمطية في “المفرج” لتفريج هموم اليمنيين وانتشالهم من هذا الوضع المزري بكل المقاييس .


Discover more from بوابة العاصمة

Subscribe to get the latest posts sent to your email.

Leave a Reply

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار