العاصمة

ليبيا.. من النهضة إلى تمزق الدولة

0
بقلم: ناصر السلاموني
هذا المقال من مجموعة مقالات تتحدث عن البلاد التي تحيط بنا وكيف يستغلها أعداؤنا لخنق مصر. لم تكن ليبيا مجرد صحراء تسكنها القبائل وتعيش على البترول، بل كانت مطمعًا لأوروبا، وخاصة إيطاليا التي استنزفتها وقتلت ونفت أحرارها، حتى غربَت بوجهها القبيح، واستعادت ليبيا كرامتها، وتولى السنوسي ملكًا على البلاد فاستقرّت، ثم تحرّرت من الملكية بهدف الثورة والحرية.
تحوّلت ليبيا خلال حكم العقيد معمر القذافي إلى دولة ذات ملامح نهضوية واضحة، تتجه بثبات نحو الاستقلال السياسي والاقتصادي، وتصنع لنفسها هوية أفريقية قوية، حتى صارت شوكة في حلق الطامعين، وهدفًا مشروعًا لمخططات التقسيم والاحتلال، فانتهى بها الحال إلى دولة ممزقة، ثرواتها منهوبة، وسلاحها بيد العصابات.
في عهد القذافي، شهدت ليبيا طفرة غير مسبوقة في بنيتها التحتية ومجالات التعليم والصحة والسكن:
النهر الصناعي العظيم: أعجوبة هندسية عملاقة نقلت المياه من جوف الصحراء إلى المدن الساحلية، لتروي الملايين وتحوّل القحط إلى خضرة.
الطرق والمواصلات: شبكة من الطرق الحديثة تربط أطراف البلاد وتُسهّل الحركة التجارية والتنقل.
الجامعات والمستشفيات والمدارس: مجانية التعليم والعلاج كانت مكفولة لكل المواطنين، بل كان الطلاب يُبتعثون للدراسة والإقامة والعلاج في الخارج على نفقة الدولة.
رواتب ودعم غذائي شامل: كانت الدولة توفّر المواد الغذائية الأساسية للمواطنين بأسعار رمزية، وتصرف رواتب ومخصصات تكفل الحياة الكريمة.
لم تكن نهضة ليبيا اقتصادية فقط، بل صاحبها توجه سياسي تحرّري:
دعم القذافي حركات التحرر في أفريقيا، ونسج علاقات متينة مع دول القارة السمراء، بل دعا إلى “الولايات المتحدة الأفريقية”.
كان عدوًا صريحًا لإسرائيل، وكاشفًا لمخططات أمريكا وأوروبا في نهب ثروات الوطن العربي، ولا يهاب أحدًا، وهو ما جعل ليبيا هدفًا لحملة دولية ممنهجة.
مؤامرة الإطاحة: لماذا اغتيل القذافي؟
قبل تنفيذ المؤامرة، تم تهيئة الرأي العام العالمي بأن القذافي يرعى الإرهاب، ولديه أسلحة محرّمة دوليًّا، بل وتهيئة الرأي العام العربي بأنه مجنون ومتخلّف ودكتاتور، وكل العيوب فيه، حتى أصبح مثار السخرية والضحك، ويسهل الانقضاض عليه “لإنقاذ شعبه منه”؛ كل ذلك لأنه كان ذا نظرة ثاقبة كشف مخططاتهم في فلسطين، وتخطيطهم لبناء إسرائيل

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار