
فريدة المسرح المصري
بقلم/ د.ناهد خطاب
رقيقة القلب والمشاعر ، فنانه سكندريه يمتلأ قلبها بالحب والعطاء ، تتسم بطابع خاص من الهدوء ، جميلة الروح والأخلاق ، هي الفنانه “عايده فهمي” ، والتي نشأت في أسره مصريه محافظه تقدر القيم الأخلاقيه والدينيه ، وانعكس هذا على شخصيتها المتوازنه ، وبالرغم من شهرتها إلا إنها تحرص على احترام خصوصيتها وتفضل عدم الحديث عنها بشكل علني ، تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية ، أُم لشاب جعلها تترك العالم كله لأجله ، فهو كما تقول انه كل حياتها به تتنفس وسعادته هي السبب في نبض قلبها بدون حبه لا توجد حياه ، بعد وفاة والده أصبحت هي والده ووالدته بالرغم من صعوبة هذا كونها أم وهو يحتاج لأب في بعض الأحيان ولكنها استطاعت أن تجعل من حبها له مايذيب الجليد بينها وبين أبنها “عمر حمدي” .
هي شقيقة عمدة نيويورك وهو الفنان الراحل “سامى فهمي” اشتهر بهذا اللقب للمساعدات الكبيرة التى كان يقدمها للمغتربين هناك ، وهو من وضع قدمها على بداية الطريق حيث أنه ساعدها في الالتحاق “بالمعهد العالي للفنون المسرحية “رغم رفض والدهم ، لأنه كان يؤمن أن لديها موهبه تحتاج للتنميه والاهتمام .
جديد بالذكر أن الفنانه عايدة فهمي بدأت مسيرتها الفنية في الثمانينات ، قدمت أدوار متنوعة في المسرح والتلفزيون والسينما والأذاعه ، ولم تنسى الأطفال من اعمالها فلقد قدمت لهم العديد من الأعمال في التلفزيون والمسرح ، حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة أفضل ممثلة من المهرجان القومي للمسرح عن مسرحية “حريم النار” ، وأيضاً جائزة أحسن ممثلة بمهرجان جرش للمونودراما بالأردن وذلك عن مونودراما فريدة التي شاركت بها في كثير من المهرجانات العربية والدولية ولازالت تجوب العالم وتمثل مصر بها حتى الان وشاركت بمهرجانات أوربية منها بلغاريا ، سوف تعرض في الإسكندرية قريباً ، بالإضافة لمجموعة كبيرة من التكريمات عن تاريخها بالمسرح .
تعتبر من أهم الفنانات اللاتي يمتلكن مسيرة كبيرة سواء بالمسرح أو الدراما والسينما ، وعملت أيضاً بالإذاعة والدوبلاج والإخراج وانتجت أيضاً بعض الأعمال ، تولت إدارة المسرح الكوميدي في عام 2011 مع بداية الثورة الي عام 2015 ، ونجحت في النهوض به من خلال تقديم عروض مسرحية جمعت بين الكوميديا الهادفة والرسائل الاجتماعية المهمة ، حيث أنتجت مسرحية “أنا الرئيس” التي أثبتت بها مقولتها أنها كانت حريصه على الوقوف أمام الجهل والظلام لحماية المسرح من التوجيه ، وشهد لها الجميع أن فترة إدارتها كانت من الفترات التي حدث فيها إقبال كبير على المسرح ، مما يدل على نجاحها في هذا المجال .
أما عن أبرز الشخصيات التي جسدتها في المسرح مع الراحل العبقري الفنان “فؤاد المهندس” مسرحية “هاله حبيبتي” وهي مسرحيه كوميدية درامية مصرية تم إنتاجها عام 1985 ” ولا تزال حتى الأن تحظى بمكانه خاصه في قلوب المشاهدين ، يعاد عرضها بين الحين والآخر على شاشات التلفزيون ، وكانت هذه التجربة هي نقطة انطلاق في حياة الفنانه عايده فهمي حيث دفعتها نحو مزيد من النجاحات ، وأسهمت أيضاً في تشكيل مسيرتها الفنية الحافلة بالأعمال ، وقدمت أيضاً لعبة الحب ، هي في حياة الرسول ، روايح ، خداع البصر ، اخطف واجري ، رصاصة في القلب ، ع الرصيف ،جواز بالكمبيوتر ، مصيدة المجانين ، سنو وايت وعصابة الأقزام ، ديوان البقر ، كلام خواجات .
شاركت أيضا في بعض السهرات التليفزيونيه منها
بدون تحقيق ،يا فرحه ما تمت ، وعادت زوجتي ،غاوي رعب ، حادثة قطار ، الجلياط ، البر بالوالدين ، من الحياة .
ومن المسلسلات الاذاعيه التي قدمتها البكوات في باريس ، زمن العطش .
أبرز أعمالها السينمائية ديل البرابر ، كتيبة الإعدام ، ولو بعد حين ، النداهة ، الهروب ، النعامة والطاووس .
قدمت للتليفزيون العديد من المسلسلات الدرامية والكرتونيه وأهم هذه المسلسلات مسلسل “أرابيسك” الذي تم عرضه عام 1994 من المحطات البارزة في مسيرتها الفنية ، لأن من خلال دورها في المسلسل أثبتت موهبتها وقدرتها على تقديم شخصيات معقدة بمهارة عالية ، ويظل هذا العمل شاهدًا على إبداعها وإسهامها في إثراء الدراما المصرية بأدوار مميزة ومؤثرة منها “أم العروسة ، الوعد الحق ، جزيرة غمام ، سوق الكانتو ، حكيم باشا ، فهد البطل، قلع الحجر ج2 “قبايل الصخرة”، الحشاشين ، حق عرب ، وتر حساس ، العودة ، ستهم ، صوت وصورة ، في كل أسبوع حكاية “حكاية تاكسي” ، وبينا ميعاد ، آية ودعاء ، بيت فرح ، جزيرة غمام ، وجوه “حكاية ميتا فيرس” ، إلا أنا ج2 “حكايه حلم حياتي” ، خارج السيطرة “حكاية مدد” ، نجيب زاهي زركش ، الفراجنة “سين و شين” ، فولانيا ، نوح ، أمر واقع ، يوسف الصديق ج 1,2 ، آدم عليه السلام، بنات شقية ، فطوطة وتيتا مظبوطة ، رمانة الميزان ، قمر ، وعادت القلوب ، الملك فاروق ، بنت النور ، عقدة ماما عزيزة ، لحظات حرجة ، الحب بعد المداولة ، تامر وشوقية ج 1,2 ، حدائق الشيطان ، أحلام سارة ، سوق الزلط ، أشرار وطيبين ، الإمبراطور ، سيف اليقين ،
فارس العرب ، آمال وأقدار ، عيال محظوظة ، اللي فات سات ، أوراق مصرية ج 1,2,3، عيون الحب ، السرايا ، أهالينا ، أيام المنيرة ، الاختبار ، صور ملونة ، سر الأرض ،
عيون الاخرين ، المزاد ، الوعد الحق ، ناس ولاد ناس، ديك البرابر ، كارت أصفر ، وداعًا يا ربيع العمر .
بالرغم من ابتعادها لفترة إلا أنها عادت بقوة شديده إلى الساحة الفنية ، وظهرت من خلال مشاركتها في أعمال مميزة ، أبرزها دورها في مسلسل “جزيرة غمام” عام 2022 ، حيث قدمت شخصية “الخالة مليحة ” التي نالت استحسان الجمهور والنقاد ، أكد هذا العمل أنها عادت بنفس حيوتها وأنها قادرة على تقديم أدوار متنوعة بتميز كما تعودنا منها ، وهذا ما أكدته لنا في رمضان 2025 حيث قدمت شخصيات مختلفه في أكثر من عمل منهم دورها فى مسلسل “فهد البطل” والذي جسدت فيه شخصيه غير مؤلوفه على الجمهور ولم تخشى من النقد لأنها كانت تحارب بهذا الدور المفاهيم الخاطئة لدى الناس وايضا لفت انتباه المسئولين لمثل هذه الحالات من الأطفال الذين يعيشون في الملجأ ولضرورة الاهتمام باسمائهم وتوضيح صلة الرحم بين هؤلاء الأطفال ، حيث قامت بدور سيده أقدمت هي وزوجها على تبني طفل من الملجأ ، وعندما وقع اختيارهم على طفل اخبرهم أن لديه اخت في الملجأ ولكن اسم والدهم مختلف ولا يوجد مايثبت أنهم أخوات لأن المسؤولين لم يهتموا بالأسماء ولا بتوثيق صلة الرحم كما أمرنا الله ، لم ترفض هي وزوجها تبنيهم معاََ ، بالرغم من وجودهم في حي شعبي يهتم بأدق التفاصيل ، لم تهتم بكل هذا وقررت أن تحتفظ بالطفلين ، وبالرغم من المصاعب التي قابلتها من أهل الحاره إلا أنها قاومت وحافظت على الطفلين .
جذبت انتباه الجمهور أيضاً في مسلسل “حكيم باشا ” حيث قدمت دور العمه “عظيمه” وهي السيده الصعيديه التي ترفض المال الحرام وترفض أن تعيش بقصر وتفضل العيش في بيت بسيط ولكنها في نفس الوقت كانت تحافظ على أولاد أخواتها وتهتم بهم وتحاول الإصلاح من شأنهم ، ومن براعة أدائها للدور جعلت الجمهور يتمنى أن يكون لديه عمه مثلها .
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.