
نتنياهو يستغل استئناف العدوان على غزة لاستمالة اليمينيين والتخلص من الخصوم والتهرب من قضايا الفساد
إيمى عاطف
لطالما استغل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العدوان على قطاع غزة لحل أزماته الداخلية، وكان ذلك واضحًا عند استئناف الحرب مؤخرًا، حيث جاءت الغارات الجوية الليلية وإعلان الجيش استئناف العمليات العسكرية كطوق نجاة له.
فخلال فترة وقف إطلاق النار، واجه نتنياهو تحديات سياسية وقضائية هددت بقاءه في السلطة، لكنه رأى في استئناف الحرب فرصة ذهبية لإعادة توحيد حلفائه السياسيين والتخلص من معارضيه دون عوائق.
وفي هذا التقرير، تستعرض “الشروق”، نقلًا عن صحف جيروزاليم بوست، يديعوت أحرونوت، والتايمز الإسرائيلية، كيف استفاد نتنياهو من استئناف الحرب في 3 قضايا رئيسية:
استمالة اليمين المتطرف
يواجه نتنياهو أزمة في تمرير موازنة 2025 في الكنيست، بسبب تخفيضات مالية أثارت احتجاجات المعارضة، إلى جانب رفض إيتمار بن غفير، العضو اليميني المتطرف، التصويت لصالح الموازنة.
وبما أن بن غفير كان من أشد المؤيدين لاستئناف العدوان على غزة، فإن نتنياهو رأى في الحرب فرصة لاسترضائه وإعادته إلى صف التحالف. ولم يقتصر الأمر على الحرب، بل شملت قرارات نتنياهو أيضًا إقالة النائبة العامة الإسرائيلية غالي باهريف، التي تلاحق بن غفير بتحقيقات قانونية، ما اعتُبر محاولة أخرى لاستمالته.
التخلص من الخصوم داخل الدولة العميقة
قبل استئناف العدوان، أصدر نتنياهو قرارين مهمين:
إقالة مدير جهاز الشاباك، رونين بار
إقالة النائبة العامة، غالي باهريف
كانت هذه القرارات ستؤدي إلى موجة احتجاجات واسعة خططت المعارضة لتنظيمها يوم الأربعاء، ولكن مع اندلاع الحرب، تم تأجيل المظاهرات، فيما تحول الإعلام الإسرائيلي إلى دعم الحكومة بدعوى “الوحدة الوطنية” في زمن الحرب.
استفاد نتنياهو من ذلك بتمرير قرارات الإقالة بهدوء، لا سيما وأن مدير الشاباك والنائبة العامة كانا من أبرز من ضيقوا الخناق عليه في قضايا الفساد.
التهرب من قضايا الفساد والرشاوى
خلال وقف إطلاق النار، تسارعت وتيرة التحقيقات والمحاكمات ضد نتنياهو، وكانت هناك مخاوف من خروجه من المنصب ومحاكمته بمجرد انتهاء الحرب وفق خطة وقف إطلاق النار.
لكن الأزمة تصاعدت أكثر عندما كشف تقرير للشاباك تورط مسؤولين بمكتب نتنياهو في تلقي رشاوى مقابل تسهيل دخول أموال إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، مما أشعل موجة غضب داخل إسرائيل.
في ظل هذه الفضيحة، تزايدت الاتهامات لنتنياهو بالمسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر، الأمر الذي دفعه إلى إقالة رئيس الشاباك رونين بار للتغطية على الفضيحة وإعادة ترتيب أوراقه السياسية.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.