العاصمة

دور الدراما في تشكيل العادات والتقاليد وتأثيرها السلبي علي التاريخ الاجتماعي للأسرة المصرية

0
بقلم د : آمال إبراهيم
استشاري العلاقات الأسرية
لطالما كانت الدراما مرآة تعكس واقع المجتمعات، فهي توثّق العادات والتقاليد وتنقلها عبر الأجيال، سواء من خلال الأفلام أو المسلسلات أو المسرح. لعبت الدراما دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي الجمعي، إذ ساهمت في ترسيخ قيم اجتماعية معينة، كما ساعدت أحيانًا في تغيير أنماط التفكير، سواء الايجاب أو بالسلب.
الدراما كأداة للحفاظ على العادات والتقاليد
– قدمت الدراما عبر العقود قصصًا تحكي تاريخ المجتمعات موثقةً للعادات الشعبية، الأزياء التقليدية، والاحتفالات الخاصة بالمناسبات الاجتماعية المختلفة.
– بعض الأعمال الدرامية ساعدت في إحياء التراث وتعريف الأجيال الجديدة بالعادات القديمة، مما جعلها وسيلة فعالة للحفاظ على الهوية الثقافية.
– على مستوى الوعي الاجتماعي، ساهمت الدراما في مناقشة قضايا مجتمعية مثل الزواج، التربية، والأخلاق العامة، مما عزز بعض القيم الإيجابية.
الأثر السلبي للدراما على المجتمع
ورغم هذا الدور التوثيقي والتوعوي، فإن بعض الأعمال الدرامية أثّرت سلبًا على المجتمع، خاصة عندما ركزت على السلوكيات السلبية وسوّقت لها بطريقة غير مباشرة، ومن أبرز هذه الآثار:
الترويج للمخدرات والعنف
– كثرت في السنوات الأخيرة الأعمال الدرامية التي تظهر تعاطي المخدرات على أنه جزء من حياة الشخصيات الناجحة أو القوية، مما قد يخلق صورة خاطئة عند الشباب.
– بعض المشاهد تجعل المخدرات تبدو وكأنها “موضة” أو “طريقة للهرب من الواقع”، مما يؤثر على سلوك المراهقين ويشجع البعض على التجربة.
نشر ثقافة الرقص والابتذال
– هناك موجة من المسلسلات والأفلام التي تعتمد بشكل كبير على الرقصات الاستعراضية والمشاهد الجريئة مما يقلل من القيمة الفنية للعمل ويجعله مجرد وسيلة للترفيه الرخيص.
– تحول بعض الفنانين إلى “أيقونات للرقص الاستعراضي” أدى إلى تغيير معايير الجمال والنجاح عند الشباب، حيث أصبح التركيز على المظهر الخارجي وليس على القيم أو المواهب الحقيقية.
تشويه صورة المجتمع والأسرة
– في بعض الأعمال، يتم تقديم العائلات المصرية والعربية بطريقة تظهرها وكأنها تعاني من التفكك والخيانة والعنف دائمًا، مما قد يعطي صورة مشوهة عن المجتمع الحقيقي.
– تكرار النماذج السلبية قد يجعل بعض السلوكيات مقبولة بمرور الوقت، مثل الخيانة الزوجية، الغش، أو حتى العنف بين الأفراد.
كيف نستعيد دور الدراما الإيجابي؟
لتقليل التأثيرات السلبية للدراما، يجب التركيز على إنتاج أعمال تقدم محتوى هادف يعكس القيم الإيجابية للمجتمع، مع الابتعاد عن تسليط الضوء على السلوكيات المنحرفة دون تقديم رسالة واضحة ضدها. كذلك، يجب أن يكون هناك رقابة فنية مسؤولة تضمن أن المحتوى لا يشجع على العادات الضارة. وجود استشاريين من علماء النفس والاجتماع لقياس الأثر النفسي والمجتمعي ويضمن عكس الصورة الحقيقة وليست المشوهة وأدوار الرجل والمرأة بالشكل الحقيقي …لما له من أثر في التاريخ الاجتماعي للمجتمع المصري .
في النهاية، تبقى الدراما سلاحًا ذا حدين، فإما أن تُستخدم في بناء المجتمع وتعزيز قيمه، أو أن تتحول إلى أداة تهدم العادات الإيجابية وتزرع سلوكيات دخيلة على ثقافتنا.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار