حماس ترفض مقترح المبعوث الأمريكي الخاص إلى المنطقة “مقترح أمريكي أم طرح إسرائيلي”؟
كتب حاتم الورداني علام
في ظل تعثر التوافق لإطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته تتبنى مقترح المبعوث الأمريكي الخاص إلى المنطقة ستيفن ويتكوف كمرحلة انتقالية في الاتفاق، بينما رفضت حركة حماس المقترح كونه يخدم الهدف الإسرائيلي في تمديد المرحلة الأولى، مما ينذر بعودة ممكنة للقتال في القطاع التي بدأت أولى بوادرها بالظهور.
وكان مكتب نتنياهو من أعلن الخطة الأمريكية ونسبها إلى المبعوث الأمريكي ويتكوف، كخطة انتقالية بين المرحلتين الأولى والثانية.
وبموجب خطة ويتكوف، يلتزم الجانبان بـ “وقف إطلاق نار مؤقت” في قطاع غزة خلال فترة شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
ويتوجب على حركة حماس الإفراج عن نصف الرهائن المحتجزين في غزة من الأحياء والأموات في اليوم الأول من دخول الخطة حيز التنفيذ، على أن يتم الإفراج عن النصف الآخر إن تم التوافق على وقف إطلاق النار دائم بين الجانبين، وفقاً لما صدر عن مكتب نتنياهو.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد منتصف ليل الأحد أي فور انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق بشكل رسمي، أن ويتكوف طرح مقترحه لإعطاء مزيد من الوقت لإتمام محادثات الاتفاق، بعد استحالة التوفيق بين مواقف حماس وإسرائيل وتمسكهما بشروطهما التي حالت دون إطلاق المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي كان من المفترض دخولها حيز التنفيذ، يوم الأحد.
إسرائيل تبنت الاقتراح وتوعدت حماس إن لم توافق عليه
وأكد بيان مكتب نتنياهو، أن إسرائيل “تعتمد خطة المبعوث الرئاسية ويتكوف لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان” وخلال عيد الفصح اليهودي في منتصف أبريل/نيسان القادم.
وأضاف البيان الإسرائيلي أن حكومة نتنياهو مستعدة لبدء مفاوضات فورية “حول كل تفاصيل خطة ويتكوف إن غيرت حماس موقفها”
وعلق مكتب نتنياهو على موقف الحركة من المقترح الأمريكي، وحذر حماس من “عواقب أخرى” إن استمرت برفض المقترح، وجاء في بيان إسرائيلي “إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن”.
وترى حركة حماس أن المقترح الأمريكي هو بمثابة تمديد للمرحلة الأولى من الاتفاق التي انتهت عملياً عند منتصف الليلة السابقة، كما تسعى إسرائيل لضمان إطلاق سراح الرهائن دون الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
وبينما تم الإعلان عن الخطة الأمريكية من مكتب نتنياهو، وفي حين لم يذكر أي التزامات من جانب إسرائيل سوى المتعلقة بوقف إطلاق نار من كلا الطرفين، رفضت حركة حماس يوم الأحد المقترح الأمريكي.
وأكد مسؤولون في الحركة لوكالة فرانس برس رفضهم لـ “الاقتراح الإسرائيلي الحالي بتمديد المرحلة الأولى” وأن لا مفاوضات جارية حالياً بشأن المرحلة الثانية منه.
وقال محمود مرداوي إن بيانم مكتب نتنياهو هو “إشارة واضحة إلى أن إسرائيل تحاول التهرب مرة أخرى من الاتفاق الذي وقعت عليه”.
وأصرت حركة حماس على موقفها الثابت من المضي قدماً في المرحلة الثانية بعد انتهاء مدة 42 يوماً للأولى المتفق عليها، ومن شأن المرحلة الثانية أن تضع حداً للحرب من حخلال انسحاب القوات الإسرائيلية ن كافة منطاق القطاع ووقف إطلاق نار دائم والبدء بمرحلة إعادة الإعمار والإفراج عن الرهائن.
يجدر الذكر أن مكتب نتنياهو أعلن عن الخطة الأمريكية غداة اجتماع أمني عقده نتنياهو في إسرائيل، لدى عودة الوفد المفاوض من القاهرة دون إحراز تقدم في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
حيث يريد نتنياهو الإفراج عن أكبر عدد من المحتجزين في إطار تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، ويشدد في كل مناسبة على حق إسرائيل في العودة إلى القتال ولو بشكل مؤقت إن لم تتخل حركة حماس عن حمل السلاح في القطاع.
الأمر الذي يثير مخاوف في الشارع الإسرائيلي من أن العودة إلى القتال قد تودي بحياة من تبقى من الرهائن الأحياء المحتجزين في القطاع، وتستمر الاحتجاجات المناهضة لرغبات نتنياهو في شوارع إسرائيل من قبل عائلات وأصدقاء والمتعاطفين مع الرهائن، الذين يرون أن نتنياهو “يدفن المحتجزين من أجل حفنة من المتطرفين” و”يضحي بالأسرى على مذبح البقاء السياسي” وفقاً لما نقله إعلام إسرائيلي عن منتدى عائلات الأسرى الإسرائيلين في غزة.
