العاصمة

إيمان الطحان تكتب:ترامب وزيلينسكي.. درس في الإهانة العلنية واستعراض النفوذ

0

 

 

لا أنصح أي رئيس دولة بأن يخطو إلى البيت الابيض للقاء دونالد ترامب. فبعد مشهد لقائه بزيلينسكي، كل رئيس دولة عليه ان يتحسس احترامه لذاته وتقديره لنفسه ولشعبه. ترامب لم يكتف بإهانته، بل هزأ به علنا وطرده حرفيا امام الكاميرات، في تصرف لا يمت لاصول السياسة او الدبلوماسية الرئاسية بصلة.

 

لم يكن هذا المشهد جديدا على ترامب، فهو مهووس بالسلطة واستعراض النفوذ، لا يتردد في اهانة الرؤساء الذين يعتبرهم ضعفاء، بل ويستمتع بإذلالهم على الهواء مباشرة، وكأن العلاقات الدولية ساحة استعراض شخصي. رأيناه يفعلها مع بعض القادة العرب، واليوم يعيد المشهد مع زيلينسكي، في تأكيد واضح ان من يعتمد على امريكا، نهايته معروفة، فالقاعدة واضحة “المتغطي بالامريكان عريان”.

 

ترامب يتعامل بمنتهى النرجسية، لا مكان للضعف أمامه ، وأي رئيس يهان أمامه فهو يهين شعبه ودولته قبل نفسه، لأن الرئيس في النهاية هو الممثل الرسمي لوطنه. ما حدث مع زيلينسكي ليس مجرد تجاوز، بل هو نموذج فج لطريقة تعامل أمريكا مع الدول التي تستند إليها. درس جديد في الاذلال السياسي العلني.

 

أما عن بايدن، فلا اعلم لماذا يتباكى على اموال دفعها لاوكرانيا ؟؟ وكأنه لم يكن يعلم ما يفعله! هل هناك من اجبره على ذلك؟ ام ان كل ما حدث كان لتحقيق اهدافه ومصالحه الخاصة، والان يريد استرداد ما انفقه وكأن العلاقات بين الدول تحولت الى معاملة تجارية بحتة؟

 

التاريخ شاهد على هذه السياسات الامريكية المتكررة:

 

دعمت صدام ثم حاصرته ثم قتلته.

صنعت جورباتشوف ثم اسقطت الاتحاد السوفيتي من خلاله.

تلاعبت بالشرع في سوريا واحتلت الجولان، وما زالت تستكمل مخططها.

حاولت تنفيذ السيناريو نفسه في مصر وفشلت.

مزقت ليبيا وقتلت القذافي، وسلمت البلاد للفوضى.

استغلت تيارات الاسلام السياسي في عدة دول، دعمتهم ثم انقلبت عليهم وقتلتهم.

وها هي اليوم تبتز الملوك والرؤساء علنا، وكأنهم موظفون لديها، ان لم يدفعوا او ينفذوا اوامرها، فمصيرهم الاطاحة!

اي نظام عالمي هذا الذي تدعيه امريكا؟ لقد تحول الامر الى بلطجة دولية، لا علاقة له بدولة عظمى او قوة مسؤولة، بل مجرد استعراض فج للقوة والابتزاز العلني.

 

وفي النهاية، يبقى افضل قرار اتخذه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، انه لم يذهب لمقابلة هذا الرجل، الذي لا يفهم سوى لغة السلطة المطلقة، ولا يتردد لحظة في اهانة من يظن انهم بحاجة اليه.

 

الحمد لله على مصر، التي ستظل دائما حائط صد أمام مخططاتهم، رغم كل شيء.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار