العاصمة

التوازن بين العمل والأسرة

0

 

بقلم د : سهير بنت سند المهندي

استاذ اكاديمي بكلية عبدالله بن خالد ال خليفة للدراسات الإسلامية

 

تم عرض ورقة بحثية اعدتها الدكتورة سهير بنت سند المهندي استاذ اكاديمي بكلية عبدالله بن خالد ال خليفة للدراسات الإسلامية والقضائية قسم الدراسات المساندة وهي اعلامية وباحثة اكاديمية ودكتوراه في الدراسات التربوية علم نفس تربوي وماجستير علوم جنائية ذكاء اصطناعي وماجستير اعلام رياضي.

 

تحقيق التوازن بين العمل والأسرة: مفتاح النجاح في الحياة المهنية والشخصية

في عالم متسارع تزداد فيه المتطلبات اليومية، يواجه الكثيرون تحديًا كبيرًا في تحقيق التوازن بين العمل والأسرة. يؤدي هذا الاختلال إلى الضغط النفسي، وضعف الأداء الوظيفي، وتراجع جودة الحياة الأسرية. فكيف يمكننا تحقيق هذا التوازن دون التأثير سلبًا على أحد الجانبين؟

أهمية التوازن بين العمل والأسرة

تشير الدراسات إلى أن تحقيق التوازن بين العمل والأسرة يرتبط بتحسين مستوى السعادة والرفاهية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الضغط الناتج عن عدم التوازن يؤدي إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب بنسبة تصل إلى 30%.  كما أن المؤسسات التي توفر سياسات مرنة لموظفيها تحقق مستويات رضا وظيفي أعلى بنسبة 40%، بحسب تقرير لمنظمة العمل الدولية.

أبرز التحديات التي تواجه تحقيق التوازن

  1. ساعات العمل الطويلة: تؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية، حيث تؤدي إلى انخفاض الوقت النوعي الذي يقضيه الأفراد مع أسرهم.
  2. التكنولوجيا والاتصال المستمر: تسببت وسائل الاتصال الحديثة في طمس الحدود بين العمل والحياة الشخصية.
  3. الضغوط الاقتصادية: تدفع الحاجة إلى تحقيق مستوى معيشي مرتفع الكثيرين إلى العمل لساعات أطول.
  4. الأدوار الاجتماعية والثقافية: بعض المجتمعات تعزز أدوارًا غير متوازنة بين الجنسين فيما يتعلق بالمسؤوليات الأسرية.

إحصائيات دولية حول التوازن بين العمل والأسرة

  • اليابان: يعمل الموظفون في المتوسط  45-50  ساعة أسبوعيًا، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الاحتراق الوظيفي بنسبة 35%  وزيادة معدلات الطلاق بنسبة 20%.
  • الولايات المتحدة: أ ظهرت دراسة لمؤسسة Gallup أن 66%  من الموظفين يعانون من الإرهاق المرتبط بعدم التوازن.
  • ألمانيا: خفضت ساعات العمل إلى 35 ساعة أسبوعيًا، مما أدى إلى تحسين رضا الموظفين بنسبة 50%.
  • السويد: اعتمدت نموذج العمل لست ساعات يوميًا، ما رفع معدلات الرضا الأسري بنسبة 60%  وخفض إجهاد الموظفين بنسبة 25%.

التأثير على الصحة النفسية والأداء الوظيفي

يؤثر غياب التوازن على الصحة النفسية ويزيد من مستويات التوتر والاحتراق الوظيفي. في المقابل، أظهرت دراسات أن الاستقرار الأسري يعزز الإنتاجية، حيث يزيد الرضا الوظيفي ويقلل من النزاعات الأسرية.

استراتيجيات تحقيق التوازن بين العمل والأسرة

  1. إدارة الوقت بذكاء: وضع أولويات واضحة باستخدام مصفوفة أيزنهاور لتحديد المهام الأكثر أهمية.
  2. التواصل الفعّال مع العائلة: تخصيص وقت نوعي للأسرة وتعزيز الحوار المفتوح.
  3. المرونة في العمل: تبني سياسات العمل عن بعد أو الساعات المرنة عند الإمكان.
  4. تعزيز الدعم الاجتماعي: الاستفادة من شبكات الدعم مثل الأصدقاء والعائلة للمساعدة في إدارة المسؤوليات.
  5. الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية: ممارسة التمارين الرياضية والاسترخاء كجزء من الروتين اليومي.
  6. إعادة توزيع المهام الأسرية: مشاركة الأعباء المنزلية بين أفراد الأسرة لتخفيف الضغط.
  7. فصل العمل عن الحياة الشخصية: تجنب العمل خلال أوقات الراحة الأسرية لضمان بيئة متوازنة.

تجارب دولية ناجحة

  • السويد: توفر إجازات أبوية مرنة تصل إلى 480  يومًا مدفوعة الأجر.
  • ألمانيا: تعتمد سياسات عمل بدوام جزئي مع حماية وظيفية.
  • كندا: تشجع العمل عن بعد وتعتمد إجازات أبوية سخية.
  • اليابان: أطلقت برامج للحد من العمل الإضافي وتحفيز الشركات على منح إجازات عائلية.

نتائج الأبحاث العلمية

أظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد حول تأثير سياسات العمل المرنة أن:

  • 75% من الموظفين الذين لديهم مرونة في العمل أفادوا بتحسن علاقتهم الأسرية.
  • زيادة الإنتاجية بنسبة 20%.
  • انخفاض مستويات التوتر بنسبة 30%.
  • ارتفاع معدلات الرضا الوظيفي بنسبة 40%.

الخاتمة والتوصيات

تحقيق التوازن بين العمل والأسرة ليس مستحيلًا، بل يتطلب وعيًا فرديًا ودعمًا مؤسسيًا. من خلال تبني استراتيجيات مرنة، يمكن تحسين جودة الحياة وتعزيز الإنتاجية في آنٍ واحد. ولتحقيق ذلك، يجب على الحكومات والشركات والأفراد التعاون لضمان بيئة متوازنة ومستدامة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار