
ترامب يتراجع عن تهجير الفلسطينيين.مناورة سياسية، هل فشل الرهان على الصمت العربي ؟
بقلم إيمان الطحان
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً ،أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ بأن خطته المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ليست قراراً ملزماً ، بل مجرد “مقترح”، معبراً عن دهشته من ردود الفعل الرافضة لها، و خاصة من جانب مصر بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني الهاشمي
ترامب: الخطة كانت مجرد توصية
خلال مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، وقد أعرب ترامب عن استغرابه من رفض مصر والأردن لمقترحه، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تقدم لهما مليارات الدولارات سنوياً. وأضاف أنه لا ينوي فرض خطته، بل سيكتفي فقط بطرحها كتوصية،معتبراً أن “غزة حالياً غير صالحة للعيش، وإذا منح سكانها الخيار، فسيختارون مغادرتها”.
وقد كان ترامب قد كشف في يناير الماضي عن خطته التي تتضمن تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن كجزء من مشروع لإعادة إعمار القطاع، الأمر الذي قُبل برفض واسع على المستويين العربي والدولي. وقد أكدت مصر في أكثر من مناسبة أنها تمتلك خططاً لإعمار غزة دون تهجير أي من سكانها، و مشددة على رفضها القاطع لأي محاولات لتغيير التركيبة الديموغرافية للقطاع.
في ظل هذه التطورات، تستعد القاهرة لاستضافة قمة عربية لمناقشة سبل التصدي لهذا المخطط الأمريكي-الإسرائيلي، خصوصاً بعد ترحيب جهات إسرائيلية بالخطة واستعدادها للمضي قدماً في تنفيذها.
يظل مستقبل غزة محور نقاشات دولية مكثفة، بينما تتواصل الجهود الدبلوماسية للحفاظ على حقوق الفلسطينيين ومنع أي مخططات تهدد استقرار القطاع وسكانه
من وجهة نظري لا شك أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ثم تراجعه لاحقاً ووصفها بأنها “مجرد مقترح”، يعكس تخبطاً سياسياً واضحاً في التعاطي مع القضية الفلسطينية أو بشكل أصح مناورة سياسية . فمثل هذه الخطط، التي تمس حقوق الشعوب وتهدد استقرار المنطقة، لا يمكن أن تطرح كمجرد توصيات أو أفكار عابرة، خاصة عندما تصدر من رئيس دولة بحجم الولايات المتحدة.
مستغربة أيضاً أن ترامب يعبر عن دهشته من الرفض المصري والأردني، وكأن تقديم المساعدات المالية يبرر قبول مخطط يتعارض مع مبادئ السيادة الوطنية والحقوق الإنسانية.
و موقف الدول العربية كان واضح منذ البداية، فمصر على سبيل المثال أكدت مراراً أنها تدعم إعادة إعمار غزة لكنها ترفض أي تهجير قسري لسكانها، وهو موقف مبدئي يعبر عن مسؤوليتها القومية والأخلاقية.
الأدهى هو الترحيب الإسرائيلي بهذه الخطة، مما يكشف عن النوايا الحقيقية وراءها، وهي تفريغ القطاع من سكانه وفرض واقع جديد يخدم المصالح الإسرائيلية.
و في النهاية، أرى أن القضية الفلسطينية ليست مجال للمساومات أو المقترحات المؤقتة، بل هي قضية حقوق شعب يناضل من أجل البقاء على أرضه. وأي خطة لا تأخذ في عين الاعتبار حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ستظل مرفوضة، مهما حاولت القوى الكبرى فرضها تحت مسميات مختلفة..