بقلم ياسر الفرح : جواهر مصرية… في قلوب يمنية
في صباح هذا اليوم، تنفح أجواء النقاش بيننا ( مجلس إدارة مؤسسة الشفاء الطبية ) حول مخططاتنا لتنفيذ القوافل الطبية والمخيمات الجراحية المجانية في السنوات القادمة في ظل التحديات والصعوبات السياسية والعسكرية مما يمر به وطنا الحبيب اليمن، والتي قمنا بنجاح بتنفيذ العديد منها خلال السنوات الماضية.، وخلال نقاشنا عادت بنا الذكريات للحظات الإنسانية التي شاركناها مع أطباء اجلاء من مصر الغالية، الذين كانت لهم بصمة كبيرة في قلوب اليمنيين.
من بين الأسماء التي تبرز في ذاكرتنا، هناك الدكتور ذو الروح الرائعة أ. دكتور جراحة تجميل وتشوهات أسامة عنتر ، عميد كلية الطب جامعة قناة السويس( سابقا) أ. دكتور/ ناجي إسكندر ، أ. دكتور/ عصام محمود ، الذين بذلوا جهودًا جبارة وكان عملهم يتسم بالإخلاص والمحبة للشعب اليمني. لقد كانوا خير سفراء للإنسانية، وجسدوا مفهوم العطاء بلا حدود، ساعين دائمًا لتقديم يد العون في أحلك الظروف.
ولن ننسى الحبيب أ.دكتور ياسر مدين (تقبلة الله في واسع رحمتة) ،فقد كان له تأثير عميق في النفوس. تمر ألأيام وتبقى الذكرى عطرة، وفي تلك اللحظات المؤلمة، خيم علينا الحزن، وامتلأت عيوننا بالدموع عند تذكره. لقد ترك أثرًا لا يُنسى، إلى جانب زملائه من الاطباء الاجلاء، فجبال ووديان اليمن تشهد لهم جميعاً، بل سيبقى ذكرهم متجذرًا في قلوب المرضى الذين تعافوا بفضل الله على أيديهم الحانية.
إن مصر ليست مجرد بلد عريق بتاريخها وثقافتها، بل هي رمز للإنسانية والتضامن. المصريون ذوو همم عالية وقلوب نقية، وكما استقبلت أرضهم الكثير من البشر الذين ضاقت بهم الأرض، ان مصر فعلاً كما يقال ام للمسكين.
أنتم يا أهل مصر، بالنسبة لنا نحن اليمنيين، *جواهر مصرية في قلوب يمنية*. اليمن تحمل الكثير من الحب والتقدير لمصر وشعبها، نتوجه بالشكر والعرفان لكل طبيب مصري قدم الدعم لنا، ونسأل الله أن يتغمد برحمته الدكتور/ ياسر مدين، وستظل ذكراه خالدة في قلوبنا.
عندما نتحدث عن التعاون والتضامن بين الشعوب، نجد أن تجربة الأطباء المصريين في اليمن هي مثال حيّ على ما يمكن أن تحققه الإنسانية عندما تتحد القلوب في حب الخير والعمل من أجل مصلحة الآخرين. برغم التحديات والصعوبات، ستظل الجسور قائمة بين مصر واليمن، وتبقى الذكريات مشتركة، ونترك للأجيال القادمة الأمل في مزيد من التعاون والتآزر.
