العاصمة

ياسر الفرح يكتب : السياسة بين الولاء والمصالح قصة ترويها الخلافات

0

 

تُعَدُّ السياسة من أكثر المجالات تعقيدًا وإثارة للجدل، حيث تتداخل فيها العلاقات الإنسانية مع المصالح الشخصية، وتتحول المواقف من الولاء إلى الخيانة في لحظات. هذه الديناميكية تجعل من الأحداث السياسية قصصًا مليئة بالتشابكات والتناقضات، كما حدث في قصة شخصية مثيرة للجدل مثل ياسر عرفات ،الذي لا يزال إرثه السياسي محل نقاش حتى اليوم.

 

في إحدى ليالي الصيف، خلال زيارة إلى كندا، دار نقاش حاد بيني وبين أحد المقربين جدًا من محمد دحلان،الشخصية الفلسطينية البارزة. كان النقاش حول شخصية ياسر عرفات، حيث عبَّرت عن رأيي الشخصي بأن عرفات ارتكب أخطاء جسيمة في تعامله مع القضية الفلسطينية، وهو رأي قابل للخطأ أو الصواب. لكن رد فعل المقرب من دحلان كان مفاجئًا؛ فقد دافع عن عرفات باندفاع شديد، وكأنه يدافع عن وطنه.

لم يكن هذا النقاش مجرد اختلاف في الرأي، بل تحول إلى قطيعةبيننا. المفارقة تكمن في أن هذا الشخص كان يعتقد أن ولاءه لعرفات سيستمر إلى الأبد، لكن الزمن أثبت لاحقًا أن السياسة لا تعرف الولاءات الدائمة. بعد سنوات، توفي عرفات في ظروف غامضة، وظهرت شبهات حول تورط دحلان في وفاته، مما يعكس التقلبات الحادة التي يمكن أن تشهدها العلاقات داخل الساحة السياسية.

 

ما يجعل القصة أكثر إثارة هو أن هذا الشخص يعيش الآن في رغد من العيش، مؤمنًا بالمثل القائل: “الحي أبقى من الميت “هذه القصة تدفعنا إلى التفكير في حقيقة أن السياسة قد تكون قاسية أحيانًا، حيث تضع المحبة والولاء تحت رحمة المصالح الشخصية والتغيرات في الأحداث.

 

قصة ياسر عرفات ومحمد دحلان تذكرنا بأن السياسة ليست مجرد صراع على السلطة، بل هي أيضًا صراع على البقاء. في عالم تتغير فيه التحالفات بسرعة، يصبح الولاء للقضية أو للشخص أمرًا نسبيًا، بينما تظل المصالح هي المحرك الرئيسي. هذه القصة تدفعنا إلى إعادة النظر في طبيعة العلاقات السياسية، وكيف يمكن أن تتحول من الولاء إلى الخيانة في لحظة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار