” الشرق الأوسط ” يعاني من آثار ظاهرة تغير المناخ
الرياض زبيدة حمادنة
يتسبب تغير المناخ في زيادة مخاطر الحرائق في الشرق الأوسط، وتعتبر التكنولوجيا والابتكار ضروريين للتكيف مع هذه التحديات، حيث سيكون هذا التحدي محوراً رئيسياً لمؤتمر مكافحة الحرائق والإنقاذ في إنترسك 2025، إذ سيناقش نخبة من أبرز خبراء الحماية من الحرائق كيف تؤدي درجات الحرارة المرتفعة وندرة المياه والظروف الجوية الشديدة إلى توليد تهديدات جديدة للمناطق الحضرية والصناعية في المنطقة.
يعاني الشرق الأوسط بالفعل من آثار ظاهرة تغير المناخ، حيث تشير آخر التوقعات إلى حدوث ارتفاع شديد بدرجات الحرارة خلال أيام فصل الصيف، وبحلول عام 2050 من المتوقع أن تشهد الإمارات العربية المتحدة ما بين 133 و144 يوماً من أيام الحر الشديد سنوياً، في حين ستواجه المملكة العربية السعودية ما بين 108 و124 يوماً فقًا لأبرز السيناريوهات المناخية المتوقعة، وإلى جانب الجفاف المطول ونقص المياه، تفرض هذه الانماط ضغوطاً كبيرة على عمليات مكافحة الحرائق وتزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات، حتى في المناطق ذات الغطاء النباتي المحدود.
وفي حديثها قبل المؤتمر، أكدت دانا ناصيف، مستشار أول في مجال سلامة الحياة والحماية من الحرائق في دبليو إس بي الشرق الأوسط، على التحديات المتزايدة قائلة: “تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والجفاف إلى زيادة مخاطر الحرائق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما تشكل ندرة المياه تحدياً كبيراً لنظم مكافحة الحرائق، خاصة مع توسع المناطق الحضرية، حيث سيتطلب معالجة هذه المخاطر استراتيجيات مستدامة للمياه وتقنيات مكافحة حرائق متقدمة تستخدم الذكاء الاصطناعي والنمذجة التنبؤية والتركيز على المرونة في تصميمات المباني”.
وتشير دراسة أجرتها شركة ثينك هازارد في عام 2020 إلى أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من المتوقع أن تواجها مخاطر عالية بسبب ندرة المياه، حيث من المتوقع حدوث حالات جفاف بمعدل كل خمس سنوات في كلا البلدين.
وقد أبرز بول جينينغز، مساعد مفوض الإطفاء وخدمات الإطفاء والإنقاذ، والعمليات لدى شركة البحر الأحمر الدولية، التعقيدات المتزايدة لسلوك الحرائق مع تعرض المناطق لظروف أكثر حرارة وجفافاً قائلاً: “يعد ضمان سلامة ورفاهية عملائنا من أهم أولوياتنا في شركة البحر الأحمر الدولية، ونحن نأخذ هذه المسؤولية على محمل الجد، لذا قمنا بتطبيق بروتوكولات شاملة للاستجابة للطوارئ داخليًا لمعالجة أي مواقف محتملة بسرعة وفعالية كبيرة”.
وأضاف جينينغز قائلاً: “إن أحد المكونات الرئيسية لهذه الاستراتيجيات هو مبدأ التجديد الذي نتبعه والسعي إلى تقليل تأثير مشاريعنا على المنطقة، ومن خلال الاستفادة من التقنيات المتقدمة، مثل النمذجة التنبؤية، وأطر الحوكمة القوية، يمكننا حماية النظم البيئية والبنية الأساسية وأرواح البشر”.
وقد اتخذت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية خطوات استباقية لتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة تغير المناخ ومخاطر الحرائق المرتبطة به. ويشكل استثمار المملكة العربية السعودية بقيمة 6 مليارات دولار في 200 مشروع مائي لمعالجة الجفاف واستراتيجية الأمن المائي 2036 في الإمارات العربية المتحدة مبادرات بالغة الأهمية تهدف إلى إدارة ندرة المياه.
هذا وسيتناول مؤتمر الحرائق والإنقاذ في إنترسك 2025 التطورات والاستراتيجيات التي تشكل مستقبل الحماية من الحرائق، وستناقش الجلسات الرئيسية الأخرى دور تقنيات التنبؤ بنشوب الحرائق وكيفية الوقاية منها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتحديات ندرة المياه لعمليات مكافحة الحرائق، والامتثال لكود المباني القائمة في أبوظبي، فضلاً عن دمج نظم الاستجابة للطوارئ الآلية في القطاعات الرئيسية مثل النفط والغاز.
وبهذه المناسبة قال غرانت توشتن، مدير عام مجموعة المعارض لدى شركة ميسي فرانكفورت ميدل إيست، الشركة المنظمة لمعرض إنترسك:
“سيوفر معرض إنترسك 2025 منصة مثالية لخبراء السلامة من الحرائق ومبتكري التكنولوجيا وصناع القرار لمعالجة مخاطر الحرائق المتزايدة في الشرق الأوسط. ومن خلال عرض الحلول المتطورة وتعزيز التعاون، نحن ملتزمون بتعزيز المرونة والسلامة في جميع أنحاء المنطقة”.
ستقام الدورة السادسة والعشرون من معرض إنترسك في الفترة الممتدة من 14 إلى 16 يناير 2025 في مركز دبي التجاري العالمي.
