العاصمة

” الخداع الاستراتيجي لحرب أكتوبر

0

إيمان العادلى

الحلقة الثالثة

سنلقي الضوء في الجزء الثالث من سلسلة مقالات الخداع الاستراتيجي لحرب أكتوبر على الجاسوس المصري ” أشرف مروان ” ، الذي لعب دوراً مهماً في حرب عام 1973م ، عرفنا سابقاً ان معلومات سرية وصلت الاستخبارات الاسرائيلية ، قبل اعلان الحرب بساعات قليلة ، حيثُ لمعَ اسم ” أشرف مروان ” ، ” مروان ” كان متزوج من بنت الرئيس الراحل ” جمال عبد الناصر ” ، وكان من الرجال المهمين في الدولة ، تقلد العديد من المناصب المهمة في مصر ، ولكن الغريب في الامر ، عندما طلب من سفارة “اسرائيل” ، في لندن ، مقابلة رئيس المُوساد لغرض التعاون ، كانت مفاجئة بالنسبة للجانب “الاسرائيلي” ، ولم يترددو ولو للحظة في انضمام ” مروان” الي جيش الاستخبارات الاسرائيلي ، وأنا اتفحصُ أهم اسرار ذالكَ الشخص ، عثرتُ على روايتين مختلفتين .
ونشرت في وقت سابق سلسلة حلقات عن اشرف مروان من البداية للنهاية ممكن ال لم يتابعنا وقتها يدخل الجروب ويبحث عنها
الرواية الاولى كانت رواية قادة الموساد الاسرائيلي ، وحتى ما كان سائداً عن شخص ” مروان” داخل السياسين المثاليين في الدولة ” الاسرائلية ، والتي تكمن ، أن ذالك الجاسوس ، حضر الي احد مقرات الموساد ، وطلب التعاون معهم ، بغرض تلقي الاموال التي كانت تصل الي 100الف دولار للقاء الواحد ، كانت المعلومات التي يتلقاها الموساد من ” مروان” سرية جداً ، من بينها ، اخبار الاسرائيلين باجلاء الرعايا السوفيت ، وذو الدوبلوماسيين المُهمين ، من مصر بسرعة ، وكان الامر سري جداً ، ونهايةً باخبار اسرائيل موعد الصفر ، فقد طلب من مسؤول الموساد بمقابلته في لندن على وجه السرعة ، وقد اخبرهُ ان الجيش المصري سيعلن الحرب غداً في تمام الساعة ال6 ، اي قبل 12 ساعة تقريباً من موعد نشوب الحرب ، وهذه المعلومات تعتبر ثمينة جداً بالنسبة للجيش الاسرائيلي ، مما اثار حالة من الذهول ، حاول قادة العدو تجميع قوات الاحتياط ، في فترة ما بين تلقي الخبر الي اعلان الحرب بشكل فعلي ، ولكن الغريب في الامر ، ان الحرب بدأت قبل 4 ساعات من موعد اخبار ” مروان” لساعة الصفر وهو يعتبر بطلاً بالنسبة للاسرائليين .

حسب الرواية المصرية ، لم يكن ” مروان” مجرد شخص قدم وثائق سرية الي اسرائيل فحسب، بل كان ما يسمى ب”العميل المزدوج ” حيثُ تلقى اوامر مفادها ، بضرورة ارسال المعلومات الي الجانب الاسرائيلي ، كجزاء من الخطة المتفقة عليها” ولكن ما السبب الذي دفع المخابرت المصرية وعن طريق ” أشرف مروان” ان تُعطي اسرائيل معلومات سرية بهذا القدر ، كان المبرر للقيادة المصرية ، انها تُريدُ من القيادة الاسرائيلية الاعتماد على العاميل المزوج” اعتماد اساسي ، وبذالك تضمن اولاً تعليق كافة الامال على عميل مصري ، وثانياً ، اخبارهم بالمعلومات في وقتها وكما مخطط لها .

الدور الاساسي الذي لعبهُ ” اشرف مروان ” يكمن في انهُ طمأن الاسرائيليين انهُ في حال اندلاع اي حرب سيتمكن من اخبارهم قبل ايام ، وبذالكَ علق الاسرائيلين كافة امالهم عليه ، حتى انهمُ وصلت بهم الحال الي عدم الاعتماد على الردارات ومواقع الرصد الموجودة على ارض الواقع ، فكما يقول احد عناصر قوات الاحتلال الاسرائيلي ، وكان يعملُ في قسم الرادار على الجبهة ، ” كُنا نُخبرهم اننا نسمع صوت المصريين ، وكانوُ يُخبرونا انها مُجردُ مزحة ” ، السؤال لماذا أخبر ” العميل المزدوج” الموساد الاسرائيلي ساعة الصفر بفارق 4 ساعات عن الموعد المحدد ، يقول ضباط الجيش المصري اننا كنا نحتاجُ لكل ساعة ، وكل دقيقة تُشكلُ فارقاً هاماً وقت الحرب ، وكانت الاربع ساعات الفارقة كفيلة باختراق القناة ، قبل البدأ حتى في تحرك قوات الاحتياط من داخل اسرائيل باتجاه الجبهة ، وهذا الامر يدفعنا للتسائل ، كان من الممكن للقيادة المصرية ارسال معلومات مغلوطة وغير مهمة ، عن طريق عميلها المزدوج ، بدلاً من اعطائهم وثائق حقيقة وسرية ، كان مُبررُ القيادة المصرية ، ان لكل عميل مهم ، اخبار مهمة ، ولو كانت الوثائق غير مهمة ، لما علق الاسرائيليون عليه الامال ، وبذالك نجحت المخابرات المصرية مرة اخرى من ابراز مدى حنكتها العسكرية ، مازالت الاسرار كثيرة ،
يتبع أن شاء الله
المصادر
مجلة أكتوبر


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار