العاصمة

الخداع الاستراتيجي لحرب أكتوبر

0

إيمان العادلى

الحلقة الحرب على الابواب ” ، وهذا ما دفع العدو الصهيوني ، الي تجنب مثل تلك الخطابات ، فقد سأم

من كثرة تردد مصطلح ” الحرب ” ، وكان الاسرائيليين يقولون ” السادات لا يملك إلا لسانه الثرثار فقط ” .

الثانية

لعل افضل ما قد استهلُ منشوري الثاني اقتباس من الكتاب الشهير ” اعترافات جولد مائير ” رئيسة وزراء اسرائيل ابان حرب 1973م ، حيثُ تقول ” كان الرأي الذي اجتمع حولهُ جميع من حضر اجتماع

الشخصيات السياسية البارزة الذي عقد قبل الحرب بيومين ، ان الموقف العسكري ، يتلخص بان

اسرائيل لا تواجه خطر هجوم مصري – سوري ، اما القوات المصرية المحتشدة على جنوب القناة ، لا يتعدى دورها القيام بمناورات تدريبية معتادة ..! ” .

تحدثنا على اثر التظليل الاعلامي الذي امتهنه الجيش المصري ، لقلب موازنات الحرب ، ولكن هل كان هناك اسباب اخرى ادت الي ايقاع ” اسرائيل ” في الفخ .. ؟ ، وهل يمكن تجميع عشرات الالاف من

الجنود والعتاد من دون ان يلفت ذالك انتباه الاسرائليين ؟ ، في الفترة الاخيرة ، ظهر ” انور السادات ” القائد الاعلي للقوات المسلحة المصرية ورئيس الجمهورية المصرية ، كثيرا في وسائل الاعلام ، وكان

يردد دائما ” ان ومن ناحية اخرى ، قام الجيش المصري بتجميع الجنود على ضفة جنوب القناة ، بتكتيك ذكي جدا ، كان التجمع عبارة عن تكتلات صغيرة ، لتوهم المحتل ان تجمع ا لجنود المصريين لمجرد “

مناورات اعتيادية ” ليس اكثر ، وهذا ما اكده جواسيس ” العدو ” في مصر ، اذا فالجيش المصري اعتمد

الية ” التضليل الاعلامي و العسكري وحتى الاقتصادي ” ، استفاد الجيش المصري من خبرة ” الاتحاد

السوفيتي ” ، في الامور العسكرية والإستراتيجية ، قد منح الاتحاد السوفيتي ” الجيش المصري ” الكثير من الاسلحة المتطورة ، التي لم تكن عند ” الولايات المتحدة ” حتى..! .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، متى علم الجانب الاسرائيلي بنشوب الحرب او باقترابها ؟ ، كان

التخطيط الدقيق لمجريات الحرب ، فعال لدرجة لا توصف ، حتى ان رئيسة الوزراء الاسرائيلي “

جولدمئير ” تقول ” لم نكن نعلم ان هناك حرب على الابواب ، لقد علمنا باحتمال نشوب حرب ، قبل 5 ساعات فقط ، وهذا ما جعل من المستحيل ، تجميع الاحتياط ، والمعدات ، الموجودة داخل اسرائيل ،

وتحريكها باتجاه سيناء ، وفي يوم 5 اكتوبر عام 1973م ، عقدت مائير اجتماعا اخر للقادة السياسيين

في الحكومة الصهيونية ، وخلال الاجتماع اقترحوا لتفويض جولدمائير ، ووزير الدفاع سلطة ” اعلان

التعبئة العامة ” واستدعاء الاحتياط ، ولكن جولدمائير وحسب المؤشرات لم توافق على اعلان التعبئة ،

لان الواقع يقول ” استحالة نشوب حرب ” ، وهنا تقول جولدمئير ” كان عليا ان استمع لقلبي ، وان ابدا

بالتعبئة العامة للجيش ” ، ثم تقول ايضا ” لم يكن منطقياً ان اامر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية ، وتقرير قادتنا العسكريين التي تنفي أي نشاط معادي ” .

دقت ساعة الصفر ، وكانت الساعة الرابعة من فجر يوم السبت 6 اكتوبر عام 1973م ، حين تلقت “

مائير ” ، معلومات ” بان الجيش المصري والسوري ، سيقومون بشن هجوم مشترك ، على الظهيرة

من نفس اليوم ” ، هل يعقل ..! ، الجيش الصهيوني باستخباراته ، وقوته لم يعلم ان الحرب قد نشبت فعلا ، ولعل الفخ الاصعب الذي القى به الجيش المصري ، في ساحات الوحوش الضارية ، انهم قد

اختاروا يوم السبت 6 اكتوبر ، للبدا بالحرب ، وكما هو معروف بيوم ” يوم الغفران ” ، فقد استغلوا

انشغال العدو بالاحتفالات ، وأيضا لم تتخيل اسرائيل ، ان العرب يمكن ان يخوضوا حربا شديدة ، في

شهر رمضان ” المقدس ” عند المسلمين ، كل الامور كانت مُهيئة للأفضل من الجانب المصري ومدروس بعناية شديدة .
يتبع أن شاء الله

المصادر

مجلة أكتوبر


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار