العاصمة

في رحاب الصحبة الصالحه

0

كتب اسلام محمد
الشيخ/ مصطفى عبد السلام محمد :الشخصية السوية تتسم بأسمى معاني

الإنسانيةوأعلى درجات الوطنيةد/ عمرو الكمار :الصاحب الحق مرآة أخيهيحثه على الخير وينهاه عن الشر

برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة , وفي إطار الرسالة

التثقيفية والتنويرية التي تقوم بها وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني , ونشر القيم

الإسلامية العظيمة التي تسهم بشكل كبير في بناء المجتمع ، ومن خلال التعاون

والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ، نظمت وزارة

الأوقاف ندوة دينية من مسجد ” السيدة زينب (رضي الله عنها)” بمحافظة القاهرة

بعنوان : ” الصحبة وأثرها في بناء الشخصية ” ، حاضر فيها كل من : الشيخ/ مصطفى

عبد السلام محمد إمام مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) ، ود/ عمرو محمد الكمار

بديوان عام وزارة الأوقاف ، بحضور جمع غفير من رواد المسجد ، وأدار الندوة وقدم لها

الإعلامي أ/ عمر حرب الذي أشاد بعنوان الندوة ، وبأن موضوعها يسهم بشكل كبير في

بناء شخصية الإنسان , وتوثيق أواصر المحبة بين أفراد المجتمع .

وفي كلمته أكد الشيخ مصطفى عبد السلام أن الإنسان اجتماعي بفطرته ، يحيا في

مجتمعه ، يتأثر به ويتفاعل معه ، من خلال سماته الشخصية التي تختلف عن غيره ،

فإن للمجالسة والمقارنة أثرها الواضح الفعال في فكر الإنسان وسلوكه ، وهي سبب

في تحديد مصيره وسعادته في الدنيا والآخرة ، ولا خلاف أننا نحتاج إلى شخصية سوية

 

تتسم بأسمى معاني الإنسانية ، وأعلى درجات الوطنية ، حتى يخرج لنا جيل يبني ولا

يهدم ، يعمر ولا يخرب ، يقدم مصلحة الوطن العامة على أية مصلحة أخرى ، موضحا أن

للصحبة الصالحة أهميتها البالغة في بناء شخصية سوية ، نافعة لدينها ، ووطنها ،

ومجتمعها ، وهذا ما ربَّى عليه النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صحابته الكرام ، وفي

مقدمتهم سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) الذي ضرب أروع المثل في حسن الصحبة والوفاء بحقها ، وذلك حين قال له أهل مكة : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به

الليلة إلى بيت المقدس ، ثم عاد ، فقال بثقة ويقين في صاحبه (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

: إن كان قال فقد صدق ؛ إني أصدِّقه فيما هو أبعد من ذلك ، أصدِّقه في خبر السماء .

وفي ختام كلمته أشار إلى أن الشرع الحنيف كما حث على مصاحبة الأخيار ، كذلك

حذر من مصاحبة أهل السوء فقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ” إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ

وَالْجَلِيسِ السّوءِ ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ : إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ

رِيحًا خَبِيثَةً”، فصاحب السوء لا يعرف حقًا لأب ، ولا لجار , ولا لمعلم ، ولا لوطن ، ولا يريد أن يجعلك على خير أبدًا ، قال تعالى ” وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي

اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً” .

وفي كلمته أكد د/ عمرو الكمار أن الشريعة الغراء أمرت بحسن بناء الشخصية ، لتكون

شخصية واعية ، تدرك المخاطر ، وتحسن مواجهة أعباء الحياة ، وتتقي الفتن والشبهات

، قال تعالى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً } ، كما وجهت الشريعة

أيضا أن يكون الإنسان صاحب شخصية واثقة ، غير مترددة ، تعي الصواب النافع ، وتتبع

الحق ، ولا تخوض مع الخائضين ، يقول النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ؛ تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ

النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا) ، ولا شك أن من أهم الأمور التي لها أثرها البالغ في بناء شخصية الإنسان : الصحبة ، فإنّ المرء يتأثر بجليسه ويصطبغ بصبغته

فكرًا ومعتقدًا وسلوكًا وعملا ، مبينا أن الصاحب يعلو بصاحبه ، فما علا صحابة النبي إلا بسبب صحبتهم للنبي ( صلى الله عليه وسلم) ، فالإنسان إذا صاحب الأخيار علا معهم ،

وإذا صاحب الأشرار نزل معهم، قال النبي ( صلى الله عليه وسلم) :” لا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ” ، والصحبة الصالحة لها أثرها في الدنيا والآخرة ، فمنها

أنها سبب في حب الله والفوز بالجنة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : “أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى

مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ ، قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ، قَالَ :

هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ : لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ) ، قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ” .

وفي ختام كلمته أشار إلى أن الصاحب الحق مرآة أخيه ، يحثه على الخير ، وينهاه عن الشر ، ويحب له ما يحب لنفسه ، قال تعالى : {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا

الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، وعن أنس (رضي الله عنه) عن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال : (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) ، قلنا : يا

رسول الله ، نصرته مظلومًا ، فكيف أنصره ظالمًا ؟ قال : (تَكُفُّهُ عَنِ الظُّلْمِ ؛ فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ) .


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار
ترامب بعد فوز زهران ممداني: الإغلاق الحكومي أثر على الانتخابات.. والوضع لم يكن جيدا للجمهوريين جهاز حماية المنافسة يثبت مخالفة شركة أدوية لإساءة توزيع مستحضر للحقن المجهري وأطفال الأنابيب سبق تداولها بين 2013 و2016.. مصدر أمني يوضح حقيقة وجود ممارسات سلبية لبعض رجال الشرطة والزعم بأنها ح... نجاح أول قسطرة علاجية لسحب جلطة حادة بالمخ بمستشفى العاصمة الإدارية رسميا.. الأعلى للإعلام يحفظ شكوى الزمالك ضد مجلة الأهلي بي آر إي جروب تحصل على تمويل لمشروعها التجاري- الإداري ZAG بالقاهرة الجديدة بقيمة مليار جنيه من تحال... إحالة مها الصغير للمحاكمة في واقعة سرقة اللوحات العالمية بجلسة 22 نوفمبر المحكمة في حيثيات حبس ميدو شهرا بتهمة سب البنا: منشوراته لم تكن بغرض النقد الرياضي البنك المركزي يبلغ البنوك باستمرار سريان أسعار عائد مبادرات التمويل العقاري بنسبة 3% نادى هليوبوليس يستقبل وفداً من وزارة الشباب والرياضة والنيابة الإدارية ووزارة التخطيط ومديرية الشباب...