العاصمة

أصل العيدية إيمان العادلى

0
العيدية هي أحد أهم طقوس الاحتفال بالعيد التي ينتظرها الأطفال في مختلف البلدان العربية، فهي عادة تجمع بين عديد الدول في العالم العربي، إذ يتجمع الأطفال يوم العيد حول آبائهم أو أجدادهم وكذلك أقاربهم للحصول على بعض النقود والهدايا.
وتشتق كلمة “عيدية” من كلمة عيد وتعني “العطاء” أو “العطف”وهي لفظ اصطلاحى أطلقه الناس على النقود والهدايا التى كانت توزعها الدولة خلال موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف وقد أختلفت الأسماء التي أطلقت عليها على مدار العصور.
أصل العيدية
يعود تاريخ ظهور العيدية إلى مصر وبالتحديد للعصر المملوكي حيث كان من عادة كل سلطان مملوكي أن يصرف راتباً لكلّ من الأمراء والجنود وموظفي الدولة وكان المماليك يطلقون على العيدية اسم “الجامكية”
وتشير روايات تاريخية إلى أن العيدية ظهرت في مصر في العصر الفاطمي وكانت تعرف بأسماء عدة آنذاك من بينها على سبيل المثال “الرسوم” و”التوسعة”وكان الفاطميون يحرصون على توزيع النقود والثياب على المواطنين خلال فترة الأعياد
وكانت عيدية السلطان للبعض طبقا يمتلئ بالدنانير الذهبية وتُقَدَّمُ للبعض دنانير من الفضة ومع الدنانير كانوا يُقدِّمون الأطعمة الفاخرة المميزة
وفي أيام العثمانيين صارت العيدية تُقَدَّم للأطفال على شكل نقود وهدايا مختلفة وهو ما استمر إلى أيامنا هذه
وتذكر المصادر التاريخية ان المعز لدين الله الفاطمي حمل في رحلته من المهدية في تونس إلى القاهرة ثروة ذهبية هائلة سبكها على هيئة أحجار الطواحين الضخمة لتحمل على رواحل الجمال
وإلى جانب الذهب الافريقي كانت المناجم المصرية في وادي العلاقي بالصحراء الشرقية تزود الفاطميين بمعدن الذهب وذلك فضلا عن حلي الذهب التي كانت تستخرج من مقابر الفراعنة بواسطة حفنة من المغامرين تشرف الدولة على أعمالهم ويعرف هؤلاء بإسم ‘المطالبين’.
وقد حرص الفاطميون على توزيع “العيدية” مع كسوة العيد بخلاف ما كان يوزع على الفقهاء والقراء بمناسبة ختم القرآن ليلة عيد الفطر، من الدراهم الفضية.
وعندما كان الناس يذهبون إلى قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة، كان الخليفة الفاطمي ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلى احد أبواب قصر الخلافة.
والاهتمام الأكبر ‘بالعيدية’ والمعروفة باسم ‘الرسوم’ كان يقع في عيد الأضحى لأن عيد الفطر كان يعرف لديهم بعيد الحُلل ‘الكسوات’ وقد رصدت لتلك الرسوم في سنة 515هـ ثلاثة آلاف وثلاثمئة وسبعة دنانير ذهبية.
وهم من أطلقوا اسم عيد الحلل علي عيد الفطر المبارك حيث كانوا يتولون كساء الشعب وخصصوا لذلك16 ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك وذلك في عام515 هـ أما بالنسبة للكعك فقد تم تخصيص عشرين ألف دينار وتم إنشاء دار حكومية في العصر الفاطمي تحت اسم دار الفطرة التي كانت تعمل منذ شهر رجب حتي النصف من رمضان وتستخدم مقادير هائلة من الدقيق والعسل والفستق المقشور وكان أكثر من مائة عامل يتولون صنع الكعك
وظلت “العيدية” موجودة خلال العصر المملوكي أيضاً لكنها كانت تعرف بإسم مختلف حيث كان يطلق عليها “الجامكية” وهي كلمة تعنى “المال المخصص لشراء الملابس وبعد ذلك تم تحريفها لتصبح “العيدية”
أما خلال العصر العثماني فقد أختلفت طريقة تقديم العيدية بشكل كبير إذ أنه بدلاً من أن يتم تقديمها للأمراء على هيئة دنانير ذهبية أصبح يتم تقديمها في صورة هدايا ونقود للأطفال.
واستمر هذا التقليد حتى وقتنا الحالي لكن أصبح يتم تقديمها بطرق مبتكرة وجذابة تخطف الأنظار وتعلم الآباء بدورهم منح بعض المال للأطفال من باب إسعادهم في هذه المناسبة ومع مرور السنوات ترسّخت العادة وصار الأطفال يطالبون بها كطقس إجباري وضريبة من الآباء
المصدر
الدكتور ابراهيم العناني

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار
الرئيس السيسي يبحث مع نظيره الإيراني توقيع اتفاق التعاون النووي وتطورات غزة مجمع إعلام الجيزة ينفذ لقاء حول دور رجال الدين بالتوعية بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة والسكة ال... رئيس هيئة النيابة الإدارية يستقبل رئيس مجلس إدارة نادي قضاة مصر وأعضاء مجلس إدارة النادي لتقديم الته... لتأكيد مقتله.. شقيق أحمد الدجوي يستعين بخبراء طب شرعي يستندون لـ11 سببا ينفي الانتحار انتصر أولاد محمود عبد العزيز.. جهات التحقيق تطالب بوسي شلبي بتغيير بياناتها من أرملة لـ مطلقة التعاون الإسلامي:عدوان إسرائيل على قطر يهدد أمن المنطقة واستقرارها قال موقع أكسيوس إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة صدم البيت الأبيض وأثار غضب بعض كبار مستشاري ترامب. الأردن يؤكد على عدم عبور أي طائرات إسرائيلية المجال الجوي الأردني لمهاجمة قطر أطلق محتجون مؤيدون لفلسطين هتافات ضد ترامب خلال تواجده وأعضاء من فريقه بمطعم في واشنطن. أعلنت هولندا أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي ووزير المالية سيتم منعهما من دخول الدول الموقعة على اتف...