العاصمة

قصة فبراير كما شهدناها

0
قصة فبراير كما شهدناها
نقل /محمود الاصبح
أحمد صالح العطعطي:
مرحلة الانسداد السياسي قبل فبراير 2011م و تقاسم السلطة والثروة من قبل شبكات مصالح
محددة ومعقدة ومرسومة بعناية ، كان يوحي ويجزم بأن انفجارا هائلا وفوضى عارمة ينتظر
نتيجة السلوك الظالم المتعمد ، والاتجاه الخاطئ الذي يقود اليه نظام الرئيس السابق البلاد، والذي
وصل فيها اليأس والاحباط ذروته، حتى شعر اليمني بالغربة في وطنه ولم يعد ينقصة الا
الحصول على بطاقة كفيل من احد ديناصورات شبكات المصالح والفساد لتكتمل دائرة الغربة التي
وضع النظام شعبه فيها…
كانت الامامة تعد عدتها و ترتقب بكل سرور وشوق لحظة التفكك الاجبارية والحتمية تلك ،
والتي يصنع صيرورتها ذلك النظام العنيد بتزيين من شياطين الامامة ومردتها المجرمين، فجاءت
ثورة فبراير المجيدة في لحظة غير متوقعة ؛ لتقطع الطريق امام طموحات الامامة وتفشل
مخططها الاجرامي ، فكانت بحق لحظة فارقة في التاريخ اليمني ، تجددت فيها الثورة وسرت روحها
في الجسد اليمني ، وولدت الجمهورية من جديد ، وانبعثت الامال من وسط ركام اليأس والاحباط
الذي صنعه نظام صالح ؛ بتزيين ووسوسة مستمرة من قبل شياطين الامامة ومردتها…
لقد افشلت ثورة فبراير مخطط الامامة بالفعل ، وانقذت مكتسبات الثورة السبتمبرية الخالده،
وانتشلت الشعب اليمني من المهانة والاحباط ، ووجهته الى وجهته الآمنة التي يكون نظام صالح
نفسه ابرز المستفيدين منها.
فالتقى المكر الإمامي والاقليمي والدولي ، ليخططوا معا على قطع الطريق امام مسيرة
النجاة اليمانية ، وإعادتها للمتاهات والمهانة من جديد..
وبينما كان الاقليم عبر ادواته الدولية المستأجرة ، واجهزته الاستخباراتية منشغل بتفكيك منظومة
الثورة واليقظة اليمانية ، واعادة تركيبها من جديد بما يتوافق مع أجندته الظالمة في حق هذا الشعب
الطيب ، كانت الامامة قد اشعلت نار الحقد في قلب الرئيس السابق ونفختها بقوة فالتحم معها
مرددا خيار شمشون (علي وعلى اعدائي) فعمل بكل طاقته على وضع منظومة المصالح الهائلة
التي صنعها طيلة عقود من الزمن ، وعناصر القوة المتنوعة التي ولدتها ؛ في خدمة الامامة وتحت
تصرفها ؛ فأسقط معبد الجمهورية واركان الوطن على ساكنيه من الشعب المسكين ؛ وكان هو نفسه
ورفاقه ابرز الضحايا ، فقد خسروا رحمة فبراير ووطنية صانعيه ، ودخلوا في نفق الامامة
المتوحش الذي لا يرحم احدا ابدا..
لقداطبقت الامامة الزيدية على الجغرافياء اليمنية ، وتحالفت مع ايران الفارسية لتساهم في تحقيق
الأجندة الإيرانية الساعية للسيطرة على الاقليم ، وتستفيد هي من قدراتها الجبارة في بناء
منظومات القوة لديها ، والانتقام من الشعب الذي ثار ضدها في عام 1962م كي لا تبقي فيه ولا تذر
اي روح او حياه يمكنه من النهوض والثورة ضدها مرة اخرى…
متناسية ان الشعوب اكبر من كل شي ، واعظم من كل شي ، واقوى من كل شي ، فلا يوجد اكبر ولا
اعظم ولا اقوى منها الا الله الذي خلقها، فلا يستطيع احد قهرها للابد ، وقد تضعف او تغلب
ولكنها لا تموت ، وما دام هناك من يبعث فيها الروح من جديد فإن سبتمبر المجد ، وفبراير العزة
ينتظرنا من جديد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
الله اكبر ، والنصر والعزة للشعب، الخلود والرحمة للشهداء ، والخزي والعار على المتآمرين الظالمين ،
والموت والهلاك للإمامة واذنابها.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار
لتجنب جريمة النشر.. النيابة العامة تحث المواطنين بالإبلاغ عن المخالفات دون نشرها على السوشيال ميديا الحسن عادل يهيمن على صيف 2025.. "كوتي كوتي" يتصدر الترند ويزيح منافسة عمرو دياب وويجزز تفاصيل جديدة في واقعة تسميم 6 أطفال أشقاء ووالدهم بقرية دلجا.. الزوجة الثانية لديها خبرة بالتركيبات ... القومي للطفولة والأمومة يكرم الطفلة "هايدي" وينصبها سفيرة المجلس للرحمة ضبط محطتي وقود بأسيوط بتهمة التلاعب في معايير الضخ والاستيلاء على مواد بترولية دون وجه حق 1000 جنيه.. قفزة في أسعار الجنيه الذهب ومفاجأة في ثمن عيار 21 الآن دفعات 2016 لـ 2021.. 4 قرارات جمهورية بتعيين معاونين ومندوبين مساعدين بالهيئات القضائية معلومات وتحريات قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة إستمراراً للضربات الأمنية لجرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى والمضاربة بأسعار العملات جهود أجهزة وزارة الداخلية لحماية جمهور المستهلكين وإحكام الرقابة على الأسواق