العاصمة

0

الصفحة الاولى

مقال أساسي

ديوان العرب للنشر والتوزيع، مفاجأت لا تنتهي

سطع في الأعوام الماضية نجم ينبض في ساحة النشر والأدب العربي، حيث استطاعت دار ديوان العرب للنشر والتوزيع والتي تأسست في نوفمبر عام ٢٠١٨ وتحمل رقم ١٠٦٧ في اتحاد الناشرين أن تفرض سيطرتها على ساحة الكتاب العربي والمترجم.

فقد اتخذت الدار برئاسة الدكتور محمد وجيه _ رئيس مجلس الإدارة _ والسيدة فادية محمد هندومة _ مدير عام _ منهجًا قويمًا في سبيل دعم الثقافة العربية، حيث تبنت الدار سياسة تحقيق الحلم المستحيل لدعم المواهب الناشئة والتي تسعى لأجل الوصول إلى القمة، واليوم يمكن القول أنها بالفعل قدمت عدة أقلام عربية تتمتع بالقوة التي تؤكد أن الأدب العربي ينافس العالمي إذا لم يسبقه بمهارة نابعة من الإيمان بقدرات الكاتب.

وتعتبر ديوان العرب الدار الوحيدة التي قدمت العديد من المسابقات بشفافية معلنة منذ نشأتها في تبني سياسة النشر المجاني والتي لا تتوقف على أي متطلبات غير جودة الكلمة التي يقدمها الكاتب في عمله.

وفي تلك الآونة التي تخشى فيها الدور المجازفة بفنون الشعر أو حتى مع الكّتّاب المغمورين؛ قدمت الدار عشرات وعشرات الدواوين الشعرية في صنوف الشعر العربي المنظوم والحر، حتى أنها دعمت تصنيف الكتب النثرية بالخاطرة والتي يعتبر المجازفة فيها مجال غير محمود لدور النشر.

ولم يتوقف إنجاز الدار في النشر فقط بل شاركت بتلك الأعمال في المعارض الدولية والمحلية على نفقتها الخاصة وبأسعار كانت هي الفيصل في حديث رواد المعارض ومحبي القراءة، وعند النظر لإنتاج الدار ستجد أنك تتعامل مع مؤسسة نافست وبقوة دور معروفة بعدد فاق ٥٠٠٠ كتاب في ما يقرب من ثلاث أعوام، ويجدر الذكر أنها كانت تعرض في معرض القاهرة الدولي الأخير ما يقرب من ٣٠٠٠ كتاب متنوع ما بين الدراسات الأكاديمية والديني المتخصصة، بجانب جميع أقسام الرواية والقصة العربية والقصة الموجهة للطفل.

وبالرغم من نشاط الدار المعروف عنه لدعم الكيانات الأدبية التي استطاعت اكتشاف عشرات المواهب الغير معروفة من الشباب فهي لم تتوقف عن تقديم الدعم لصاحبة الجلالة المقالات، حيث حظت الكتب المقالية بحظها في الدار وهذا لم تجده في العديد من الدور الكبرى.

ويعتبر من أهم أنشطة الدار هو أنها ترعى المسابقات الأدبية مثل “أوسكار المبدعين العرب” منذ تأسسها بجانب أنها تقدم المسابقات بأسماء الأدباء والمفكرين الراحلين لتكريمهم وشكرهم على مشوارهم الأدبي وحتى يطّلِع النشء على فكرهم من خلال البحث عنهم.

وآخر تلك المسابقات هي دورة الراحل الأديب محمد عزام والتي نالت شهرة في التنافس، فقد وصل عدد المشاركات بها بما يزيد عن ١٠٠٠ عمل في أسابيع قليلة والتي أعلنت فيها الدار اعتذارا رسميا عن الأعمال التي وصلت بعد غلق وقت التقديم، وكان إجمالي عدد المشاركات 657 عمل في تصنيفات المسابقة المتنوعة من شعر وخاطرة ومقالات، كما بلغ عدد مشاركات الرواية ٣١٥ مشاركة، وعدد مشاركات الكتب التخصصية ١٤١ مشاركة، وعدد مشاركات القصة القصيرة ٢٠١ مشاركة.

وسيتم الإعلان عن الأعمال الفائزة في حفل قد خصصته الدار للفائزين بتلك الدورة يوم الجمعة الموافق 31 /5 / 2024 القاهرة _ مقر هيئة خريجي الجامعات في تمام الساعة الخامسة مساءً، تكريما لهؤلاء الأدباء لما قدموه من أعمال قد حرصوا على بروز فصاحة اللغة العربية بها ومرونتها في تقديم روائع الأدب العربي، وسيتضمن الحفل العديد من الفقرات الغنائية والموسيقية والفقرات الشعرية والفقرات المتنوعة حيث سيحي الحفل المطرب محمد جاسر، والمطرب باسم أسامة.

كما أطلقت الدار مسابقة أخرى بالتعاون مع جائز الكاتب أحمد مصطفى معوض والتي تدعم الكتاب بنصف الثمن حيث يتم تقديم عدة جوائز تشجيعية ومالية فيها.

أما بالنسبة لنجاحات الدار المتتالية والتي جعلتها مصطفًا لرواد الأدب فقد شاركت الدار في المسابقات الدولية وكان لديوان العرب الحظ بالفوز في كتارا في (رواية ميلانين للكاتبة فتحية دبش) لعام ٢٠٢٠،

ووصول (رواية بحر ميمون للكاتبة الزهراء سعيد) للقائمة الطويلة في كتارا ٢٠٢٣، كما أن الدار حصدت تكريم اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ٢٠٢٠ لجهودهم الواضحة والمختلفة في مشوارها الأدبي ودعمها الثقافة والمعرفة.

حيث أكد العديد من الأدباء المشاركين في الدار أن الدار والقائمين عليهم لم يحيدوا عن أهداف ديوان العرب الثابتة من نشأتها ولهذا يشاركون بها مطمئنين على حقوق الأفكار التي يقدمونها بمؤلفاتهم، فإذا سألت أي من رواد الدار أو كُتابها عنها أو عن فكرة التربح الخيالي من سعر الكتب التي تجدها تلتهم سوق الكتاب، سيخبرك بكل ثقة “المال ليس الهدف، بل الربح الحقيقي في إيصال الكتاب والمعرفة للقارئ لمواجهة العولمة التكنولوجية بشكل ينهض بالأمم ويدعم الفكر”.

ولهذا تجد أن خريطة توزيع الدار تمتد بشكل واسع داخل نطاق مصر وخارجها، سواء بتواجدهم في المكتبات أو المنصات الإلكترونية والتوزيع المباشر، كما المشاركة بالمعارض الدولية والمحلية.

ويبدو أننا مع نهاية هذا المقال سنجد في الفترة القادمة مفاجأت لا تنتهي بالفعل من دار ديوان العرب والتي تعلن في كل أسبوع تقريبا عن عروض شبه خيالية لدعم سعر الكتاب ليصل للقارئ أو حتى تلك العروض التي تقدمها لدعم الكاتب.

كتبتها/ أميرة إسماعيل / مصر

اساسي

نشيدُ الحياة

ألا يا طبولَ الوغىٰ فاقرَعي

وعانِقْ أُخَيَّ المدىٰ وارجعِ

سنتلو نشيدَ الحياةِ الجديدَ

فأَعْلِنْ نَفيرًا.. وردِّدْ معي:

علىٰ الأرضِ شعبٌ يريدُ الحياةْ

كريمٌ.. أبيٌّ.. عَلِيُّ الجباه

إذا قام قَوْمَةَ ليثٍ غضوبٍ

تردَّدَ في الكونِ حُرًّا صداه

فِلَسْطينُ يا مُلتقىٰ الأنبياءْ

ويا مُرتقىٰ الرُّوحِ نحوَ السَّماءْ

ستبقينَ رغمَ الصُّروفِ العَوادي

منارَ البطولةِ.. رمزَ الإباءْ

هُنا غَزَّةُ العِزِّ.. يافا.. الجليلْ

وبيسانُ.. حِيفا.. جِنينُ.. الخليلْ

وللقدسِ قُدسيَّةٌ نفتديها

بجيلٍ يُدافِعُ مِن بعدِ جيلْ

فلا عاشَ أو كانَ مَن يعتدي

هُنا الأرضُ حقٌّ لنا سَرمَدي

فمهما تطاولَ ليلٌ كئيبٌ

لنا موعدٌ معْ شروقِ الغَدِ

إذا العُرْبُ مَدُّوا لبعضٍ يدا

وقاموا معًا رجلًا واحدا

لهانتْ لجمعِهِمُ النَّازلاتُ

ودانتْ بذُلٍّ رقابُ العِدا

فهيَّا رفاقي لدربِ العُلا

كَسا المجدُ مَن يغتدي أوَّلا

فإمَّا انتصارٌ وإمّا انتصارٌ

وعَيْشَةُ عِزٍّ وإلَّا فلا

هُنا الموتُ يَرْهَبُهُ المُعتَدونْ

لنا فيهِ ما لا -هُمُ- يرتجونْ

لنا فيهِ جنَّاتُ خُلدٍ ونُعمَىٰ

وخَطْوٌ علىٰ الدَّربِ لو يعلمونْ

فأرواحُنا للوقودِ الشَّررْ

وأجسادُنا للفَخارِ المَمَرْ

وتاريخُنا شاهِدٌ بالمَعالي

وقادِمُنا بالسَّنا مُسْتَطَرْ

هَلُمُّوا هَلُمُّوا لفجرٍ وَليدْ

لعَوْدٍ وبُشرىٰ وعهدٍ جديدْ

يدٌ بيدٍ والفدا بالفداءِ

لنُرجِعَ غابِرَ مجدٍ تليدْ

سينصرُنا اللّٰهُ لو بعدَ حينْ

لنا مِنهُ وعدٌ بنصرٍ مُبينْ

فبالحقِّ نمضي وبالحقِّ نرمي

بعزمٍ قويٍّ وبأسٍ مَتينْ

بلادي بلادي وحتَّىٰ الأبدْ

وإنْ طالَ بالعادِياتِ الأَمَدْ

حَلَفْنا تُفَدِّي دِمانا ثراها

بحقِّ الإلهِ العَلِيِّ الأَحَدْ

بقلم/ رشا لطفي / مصر

الاقتحام ما قبل الأخير

مشيتُ أتلمَّسُ الخُطى، في طريقٍ عبَّدتْهُ الحروبُ و الأضغان، بكيتُ فيه بيتاً كان بنورهِ وطناً للأديان، تحسَّرْتُ على مقهىً كان يُثيرُ فضولَ الفناجينِ؛ فتُثرثرُ بذكرى الأمس، وتتناجى بشيءٍ من الهمس؛ خوفاً من قبضةِ سجّان، يلتهمُ قهوتها ويكسرُ جدرانها ثم يطبعُ على جبينها (نازحٌ بلا وطن)، هرولتُ هنا و هناك… بحثتُ عن بصيصِ أملٍ يُعيدُ الدمَ للشريان، طرقتُ أبوابَ الحرية التي كانت مضرجة بالدماء، لم تُجبني! صرختُ بأعلى صوت، أما زلتِ عطشى إلى هذا الحد؟! أما من قرابينَ تكفيكِ؟!

لم تجبني؛ فسرتُ أتخبطُ طريقي كمجنون، بل أنا كذلك، مشيتُ مترنحاً أهذي وسط الركام؟ أبحثُ عن جاري وصديقي، عن قاطني المدينة، فما وجدتُ سوى صدى الخواء، وفي بقعةٍ ما محاصرون بين شهيدٍ ونازح! أحقا سننجو وستلتهمُ الأرض كل ذاكَ الألم؟!

ربما…

صحيح، ما رأيكم بهذه الإطلالة؟! راقتكم أليسَ كذلك؟! هوّة عظيمة تجعلك تحتسي أقداحاً من الحسرة على غبارِ أريكةٍ اتخذت من الشظايا دِثار! تجعلكَ في كل صباح تُمعنُ في الخرابِ ذاك؛ فتلعنَ ألف مرةٍ كلّ ذي كلمةٍ أحالته كفُّه المغموسة بالعار إلى أبكمٍ أصم!

بقلم/ أريج دكا الشرفا/ فلسطين

الصفحة الثانية

لوحة سريالية بعين الإبداع

مجموعة قصصية للمبدع القاص/ محمد كامل حامد

تقع المجموعة في كتاب مطبوع

عدد صفحاته ٧٤ صفحة

ومجموع العناوين 29 تسع وعشرون عنوانا

ما بين القصة والقصة القصيرة والومضة

صادرة عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع

بداية من لم يعرف من هو( محمد كامل حامد)

أنه ابن الصعيد تحديدا محافظة أسيوط بلد المبدع درويش الأسيوطي وجمال عطا و اللواء البطراوي

الذي تشبع منهم فن السرد والنقد لقد أبهرني في كتابه الأول محاولة ناجحة وزاد إبهاره لي في “لوحة سيريالية “.

ومن لم يعرف الفن السريالي فهو فن يرسم فيه الفنان مكنون ذاته وما يجيش في نفسه في خطوط ودوائر و رتوش فنية تتقاطع وتتوازي وتلتف حول نفسها ليعطي رسما ديموجرافيا للطبيعة البشرية من خير وشر وحب وحقد وعشق وكراهية.

فهذا هو كاتبنا.

عنون كتابه بهذا الاسم ليعطي لنا انطباع عن أسلوبه الذي تميز به، بل قل برع به واظن تفرد به

فهو يكتب القصة بطريقة اللوحة السريالية، حيث الحقيقة غير متكشفة وتبحث بين ثناياها عن الرسالة المراد بثها إليك، فإنه برع أن يرسم صورًا لا أن يكتب قصصا، مستباح مضمونها مكشوف أحداثها، يركز علي الخط الجمالي أكثر من الخط الدرامي

فعندما تدلف إلى القصة، تجد نفسك واقفا أمام رسام سيريالي ولا بد لك من فك تلك الخطوط المتشابكة،

أديبنا يتميز بهذا الأسلوب، فكل قارئ يبحث عن جمال وروعة الأسلوب ودقة الأداء؛ فعليه قراءة “لوحة سيريالية ” لما فيها من جمال اللفظ والمعنى والمضمون دون إسفاف أو تحلل من تقاليد الفن الرصين أو قواعد المجتمع.

خالص تحياتي للمبدع القاص محمد كامل.

كتبه /أحمد أبو تليح / مصر

طريق مهجور

أنا الباني سدود م الخوف

وأعود أعبرها كالملهوف

سؤال….

ربطوا في علامته حروف

فعاش معزول جوه كهوف

قتل فيها الكلام الصمت

إجابة ضريره مش بتشوف

في كل سطورها كلمة ذنب

وقعة شاطر فيها ألوف

ضاع منه حروف العطف

في الحرب…. أنا الهربان

في اللعبه…. أنا الخسران

نجاح يكبر ومن غير فرح

وجع ينزف ما يعرف جرح

أنا حكاية ماتتكررش

وغلطتها ماتتصلحش

بُكى محبوس فيه الدمع

صراخ مكتوم يسد السمع

يقف مصدوم

عاجز يمشي طريق مهجور

سكت مذعور

عنيه للسما مقهور

كأنه عاصي من غير ذنب

هزم روحه في عز الحرب

ونام مكشوف في عز البرد

أمان زايف

صبح خايف

فقام يبني سدود م الخوف

يعود يمشيها كالملهوف

ويعزل نفسه جوه كهوف

لا يتكلم ولا بيشوف

بقلم/ مي حسام / مصر

قصة قصيرة

استحياء وحياء

لم يفصل بيني وبين المرأة المقبلة نحوي باتجاه السوق سوى خطوات ثلاث. هذا ما قدّرته ببديهتي.

لم أجرؤ على التحديق بها جيداً، لكن نظراتي تركزت بما عليها من ثياب تحمل مظاهر الورع والتدين، نعم… نالت إعجابي بثوبها الأسود والحجاب الذي بالكاد يكشف بعض قسملت وجهها.

كانت تسير باتجاهي وبالأحرى إلى السوق، وأنا باتجاهها خارجاً من السوق، وكلانا نحاذي بسطة خضار طويلة متعدية على أسفلت الشارع وفوق ذلك متجنية على رصيف المشاة بأكمله.

كانت الحيرة مشتركة بيني وبينها، ومن مِنّا سيفسح الطريق للآخر، وبدأت أستشير عقلي المتأرجح بين الحال المذّل الذي باتت تعاني منه شوارع المدينة… وبين يساري المقفل تماماً ببسطة الخضار التي تمنعني من التحرك يساراً ولو بشبرٍ على الأقل، بينما يمينها مقفل للسبب نفسه، ولا تستطيع التحرك يساراً بسبب حركة السيارات.

وكأني بدأتُ أقرأ أفكارها، حين رأيتها تحدق بوجهي بنظرات حيية… فهمت من خلالها أنها تنتظر نتائج حركتي المتباطئة الحائرة.

وربما كانت تتساءل مع نفسها، هل سيبقى هذا الرجل في المسار نفسه؟ أم سيتنحى يميناً بحيث أبقى سائرة في اتجاهي نفسه؟. وهذا سيتيح لها المرور بحرية محاذرة لمسي ومتحاشية أن يلمس ثوبها الأسود حتى معطفي الشتوي الأسود أيضاً.

كانت المرأة ترتدي الزي الديني المتعارف عليه، من التنورة السوداء حتى غطاء الرأس الأسود المشارك بتغطية أسفل الوجه حتى منتصف الأنف.

بادلتها النظرات للسبب ذاته، لا لجمال وجهها الذي كان يعكس بريق الشمس، ولا لحسن صباها وجمال ما يظهر من صفحته، ولا للثمتها التي تغطي فمها بالكامل، وتدل على تمسكها بأهداب الحياء والدين، أو حتى بأعماقه.

ولم أكن أجهل بأن ضيق خطواتها وتقاربهم لسحرٍ في كهولتي، ولا لأني أثير فيها مشاعر تزيد عن حاجة الوضع الراهن، ومع ذلك استقرأت من عينيها ابتسامة رجاء مغلفة بالحياء الشديد،ووقع المستهاب.

فجأة تلوت المرأة مكانها، وبسرعة خاطفة سبق رأسها بقية جسدها إلى الأمام، وبفعل عدم توازن قامتها انحنت، وبدأ نصفها الأعلى يسابق قدميها.

لقد تعثرت المسكينة بشيء لم أعرفه في البداية. فكل ما همني من حالها أنني أشفقت عليها حين سمعتها تردد (يا ألله، يامُنجّي). وفي الوقت نفسه مندفعة صوبي بسرعة مذهلة!. في الحقيقة داخلني الرعب والخوف، ودفع بعقلي للعمل بأقصى طاقته!.

المرأة توشك على السقوط لا محالة. هنا تضاعفت سرعة عمل عقلي، فأخرج كل مالديه من بداهة وحذَر.

كانت خطوة واحدة مني أو أقل إلى الأمام كافية لأن تصلني وتتشبث بي، وربما تظن أنها ستنجو من السقوط… هذا ما قدّرته بعقلي الذي قدم لي خيارات ثلاث خلال أجزاء من الثانية، فرضها عليه الموقف المفاجئ!.

الأول أنني بمرحلة عمرية بالكاد أستطيع أن أوازن نفسي فكيف بقدرتي على صد أنثى سمينة بأوج صباها مندفعة عشوائياً نحوي!. كانت فاقدة لتوازنها، وقد تقوس ظهرها وأصبحت قامتها تطلب الأرض أكثر من الإعتدال والانتصاب!.

واالثاني، فيما لو خطوت أنا الخطوة المتبقية نحوها فستتشبث بي، وربما لن تنجو من السقوط… بل من المؤكد أنها ستسقطني معها، أما الخيار الثالث وهو الأهم.

من سيصدق براءتي وصفاء نيّتي من بين جمهور الباعة الذين يشغلون الأرصفة على الجانبين وأجزاء من الأسفلت لدى رؤيتهم لرجلٍ تحت امرأة أو فوقها!.

وحدثتني نفسي من خلال برقية اختزلها عقلي… ربما سيظنون أنني أنا من رميت نفسي عليها لأمر أبيّته في نفسي، وبالتالي ربما هناك من سيدّعي معرفتي كشرير فاسقٍ، بل من الممكن أن يتغلب الحماس على أحدهم، فيبالغ بالدفاع عن الشرف والكرامة حتى وإن كان لا يعرفها، وبالتالي سيدفع بالأخرين ليكونوا أكثر منه حماسة وحماقة.

ولا شك أن أحداً لا يجهل النخوة المبطنة التي ستطب في رؤوس بعضهم، فتسبق لكماتهم تبريراتي، لذلك تخاذلت وتوقفت مكاني، ولحسن الحظ أيضاً لي وللمرأة أنها تكومت على الأرض قبل أن تصلني بأقل من نصف خطوة، حينها طلبت لها السلامة بصوت عالٍ، ثم تقدمت وأمسكتها من ساعدها كي أعينها على الوقوف.

الحقيقة شعرت بأنني أمسك بلحمٍ مكتنز في عضدها، فأرخيت يدي. وتخليت فوراً عن المساعدة، بسؤالها إن كانت تستطيع النهوض وحدها.

وخلال ثوان تعاون الباعة والمارة برفعها، ما بين نافضٍ لثوبها، ومتأبط لذراعها… واهتم بها كل بطريقته.

بينما انسحبت أنا من المكان بسرعة الناجي من مصيبة، لكن صوت المرأة ظل لعدة خطوات يصلني مردداً الشكر الشديد لموقفي الذي كنت أعتبره تخاذلاً لسببٍ فهمه عقلي بكافة تفاصيله، وربما ليس أكثر من تنبؤات أقولها:

_ لأنني احترمت أنوثتها وزيها وتدّينها خاصة فيما لوحاولت إيقافها بجسدي أو رفعها عن الأرض!.

والشيئ بالشيئ يذكر ويذكِّر، قبل سنوات تعثرت ببلاطة مكسورة فوق أحد الأرصفة الذي يشغل منتصفه بائع خضار، وبالطبع اندفع جسدي العلوي بقوة وتسارعت خطواتي، في محاولة مني كي أستعيد توازني لكن ثِقل نصفي الأعلى الذي تقوس إلى الأأمام وأصبح يشد بي نحو الأرض، فزاد من فرصة سقوطي!. كما حدث للمرأة مجال قصتنا

وظل بيني وبين السقوط خطوة أخيرة، إلَّا أن أحد المارة من الشباب كان قادماً باتجاهي وكان مساره تحت الرصيف مباشرة،

صاح الشاب سلامات… الله… الله، وقفز أمامي بقوة الشباب وعنفه، وساعده على إسنادي وعدم سقوطنا معاً عمود الكهرباء الذي كنت قد أوشكت الوصول إليه أو ربما صدّمه برأسي، وانتهى الأمر بكلمة الحمد لله على السلامة وهو يشد بيده على ظهره المتألم ومني له كلمة شكر بدون معرفة مسبقة أوحالية.

بقلم/ جهاد نصر مقلد/ سوريا

مقالات احتياطي للصفحتين

مثل وله حكاية

100 فل و14 _ عند المدح_

دة ابن 60 …….. _ عند القدح _

سمعنا كلنا في شوارعنا و حورينا ناس زمان بيقولوا 100 فل و 14 عليك لما يحبوا يمدحوا حد أو يثنوا في أداءه أو عمله، وبيقولوا ده أبن 60 كذا لو حبوا يسبوه أو يهينوه أو حتى يقلل من قيمة عمله،

طب ليه 114 بالتحديد لا أكتر ولا أقل بيستخدموها في المدح؟

وليه 60 بيستخدموها في السب؟

أرقام محددة ولا بتزيد ولا بتنقص !!

حاجة فعلا غريبة!، أكيد فيه سر ، وفيه حكاية!

أيوة الأرقام لها حكاية.

والحكاية عند المصري القديم أيام الفراعنة، طبعا كلنا عارفين قدرة المصري القديم علي الرسم والنحت، وتسجيل الأحداث والتاريخ على حوائط المعابد، وأبداع المصريين خلاهم متميزين فكان الرسام اذا حب يرسم إنسان على أي حائط يقسم الحائط ل 114 مربع ويرسم فيهم الإنسان كامل، ومن هنا جاء المدح يعني الصورة كاملة وواضحة وجميلة.

طب ا حكاية ال 60 في السب والقذف، الموضوع له حكاية، وهي أنهم لو حبوا يرسموا حيوان (كلب مثلا ) بيقسموا الحائط إلى 60 مربع ، ومن هنا جاء رمز 114 للمدح ورقم 60 للذم ودى أصل الحكاية، و100 فل و14 عليكم جميعاً ..

بقلم / د. عادل سالم/ مصر

حكاية سلطانة تركية في مصر

امرأة رفعتها الأقدار لمنزلة سامية لا تبارى ..مال وجاه وسلطان ..لكنها الأيام حين تتبدل والخطوب حين تقسو والأحوال حين تتأزم فإذا بسلطانة الأمس تعيش ضنكا وضياعا وبؤسا وشقاء وتغدو نهايتها مأساوية ..حكايتنا عن السلطانة سنية هانم زوجة السلطان العثماني محمد السادس ونبدأ قصتها من مشارف النهاية ففي مجلة العروسة عام ١٩٢٦م ومن خبر محاولة انتحار سلطانة تركيا السابقة الأميرة سنية على زكريا نقف على أعتاب قصتها .. ولدت سنية هانم في سينوب عام ١٨٨٩ م وهي شركسية ووالدها زكريا بك من عائلة معروفة في قفقاسيا وبحسب المجلة فقد عرفها السلطان وحيد الدين إذ رآها تتنزه مع خالها في بستان قصره فأعرب له عن رغبته في الاقتران بها وكانت زوجته الثانية ولكنها افترقت عنه بعد خمس عشرة سنة..

وهنا تقع المجلة في خطأ في رواية اللقاء الأول بين سنية والسلطان فبحسب لقاء الأستاذ “علي أحمد هيكل بك المحامي” معها والذي نشرته مجلة ” كل شىء والعالم” في عام ١٩٢٧ حيث وصفت سنية لقاءها الأول بالسلطان بالغريب فقد كانت في السابعة من عمرها حينما رافقت أمها التي كانت صديقة لوالدة السلطان لقصر “ضولمه باغجه” وهو قصر التتويج وهناك وقع نظر السلطان عليها فتعهدها بالرعاية والتربية وبلغ اهتمامه بها أنه من كان يخلع أسنان طفولتها اللبنية بنفسه !! ولما شبت عن الطوق وبلغت الثالثة عشرة من عمرها تزوجها في ٢١ ذي الحجة ١٣٢٤ هجرية (أي ١٩٠٧م) وأصبحت من وقتها “حرمتلو عصمتلو سنية خاتم انشراح افندم” …

كان السبب في الانفصال بحسب روايتها هو جمود أفكار السلطان واستبداده بينما كانت تعشق الحرية ومبادئها وهو ما خشى منه السلطان أن يتسرب لسكان قصره .. فأقامت منفردة بين قصرين : في الصيف قصر “جنكل كدى” والشتاء قصر ” ضولمه باغجه” ..

وبحسب مجلة العروسة العدد المشار له آنفا فقد رتب لها السلطان بعد الانفصال مرتبا شهريا بقيت تتناوله حتى “اعتزاله” ورحيله إلى الآستانة ومعه أخاها “زكي بك ” ثم اعتلت صحتها فسافرت إلى إيطاليا ومنها جاءت إلى مصر لتقيم بها طويلا ولكن السلطان مات أثناء ذلك وقطع عنها الراتب ونفذ ما معها ..

أعتقد أن المجلة قد جانبها الصواب أيضا في هذه المسألة فانقطاع السلطان عن النفقة ربما بدأ في نهايات حياته فمأساته كانت أعظم من مأساة زوجته بكثير …

كان السلطان محمد السادس والمعروف بالسلطان “وحيد الدين” هو السلطان ال٣٦ لدولة الخلافة العثمانية..تسلم الحكم والبلاد في أتون حرب عالمية أرهقت بلاده ولم تجن منها شيئا سوى هزائم مدوية وضياع فلسطين وسوريا واحتلال أجزاء من الأناضول وأصبح واضحا أن خلاص أوروبا من “رجل أوروبا المريض” قد أوشك…في مؤتمر الصلح بباريس في ١٨ يناير ١٩١٩م تكشف للسلطان المطامع اليونانية في السيطرة على “إزمير” وعلى الباب العالي عدم المقاومة وهو الإذلال الثقيل عليه بحكم العداء التقليدي بين البلدين ..

تفتق ذهن السلطان ورئيس وزرائه “فريد باشا” أن بإمكانهما اصطناع حالة من المقاومة الوطنية في شرق الأناضول للتمرد بشكل غير مباشر على الشروط المجحفة التي فرضها الحلفاء على الدولة العثمانية في مؤتمر الصلح وأن خير من يوكل له المهمة: “مصطفى كمال أتاتورك “المساعد الفخري للسلطان وبالفعل عينه السلطان مفتشا عاما على الجيوش وله سلطة إصدار الأوامر بالأناضول كلها ..لكن ثقة السلطان لم تكن في محلها فسرعان ما قلب له أتاتورك ظهر المجن فبعد نزول الجيش اليوناني بإزمير بيومين ظهر أتاتورك بها معلنا تمرده على السلطان ومتسلحا بالتفاف الحركة القومية حوله وتمخضت الحركة عن إنشاء “مجلس الأمة التركي” …وبدأت المواجهة بين الطرفين وهنا تبدو الصورة ضبابية بين المؤرخين حول دوافع أتاتورك في هذا الانقلاب على السلطان بين من يتهمه بالتواطؤ مع انجلترا في الخفاء ضد السلطان وبين من يراه قائدا لحركة وطنية إصلاحية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مع انبطاح السلطان لشروط الحلفاء المهينة ..

كانت القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون هي ظهور بنود معاهدة “سيفر” للعلن والتي قلصت من صلاحيات الدولة العثمانية وسيادتها بشكل غير مسبوق وأجبرت الدولة العثمانية على توقيعها في ١٠ أغسطس ١٩٢٠ م حيث سارت المعاهدة في مبادئها على خطى “سايكس بيكو ” لتتقاسم أملاك الدولة العثمانية بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا علاوة على اليونان وقد اشتملت المعاهدة على منح الأكراد حكما ذاتيا وكذلك اليهود في فلسطين .. فثار الوطنيون الأتراك ضدها واتهموا السلطان بالخيانة ولم يكن أمام السلطان محمد السادس سوى الفرار بحياته بضمانات بريطانية وذلك تزامنا مع إعلان الحلفاء في مؤتمر لوزان في نوفمبر ١٩٢٢ م عن اعترافهم بمجلس الأمة التركي ممثلا شرعيا للشعب التركي ومعه أدرك السلطان أن الخلافة العثمانية أصبحت في مهب الريح وقاب قوسين أو أدنى من الزوال ..

غادر السلطان اسطنبول في ١٧ نوفمبر ١٩٢٢م من قصر يلدز على متن السفينة الإنجليزية “مالايا ” إلى منفاه الاختياري بمالطا ومنها إلى مكة بدعوة من الشريف حسين الذي كان قد شق عصا الطاعة للباب العالي في هذه الآونة ثم الطائف ثم بعدها غادر الحجاز كله إلى ايطاليا ربما بعد أن يأس أن يهيىء له ” الحجاز “أسبابا للعودة مرة أخرى لمقعد الخلافة وهو ما لم يكن ممكنا مع بسط بريطانيا نفوذها هناك…

اشتدت الضائقة المالية بالسلطان وحيد الدين ومع إلغاء الخلافة العثمانية عام ١٩٢٤م ولم شمل عائلته إلى جواره تضاعفت ديونه بشكل كبير لدرجة أنه حين وفاته في ١٦ مايو ١٩٢٦م رفضت السلطات الإيطالية دفنه لحين سداد ديونه البالغة ٢٠٠ ألف فرنك لأصحاب المتاجر مما اضطر ابنته “صبيحة” لبيع مجوهراتها وفاءا لدينه وليستقر جثمانه بمسجد السليمانية بدمشق في نفس العام بناء على وصيته ..

ومن السلطان السابق نعود أدراجنا مرة أخرى لسنية السلطانة السابقة والتي ضاقت بها السبل في مصر وحاولت أن تشتغل بالتصوير لتعيش ولكنها لم توفق في عملها واشتد بها الضنك ولم تجد مرتزقا وكانت تطاردها الهواجس أن هناك جواسيس يتتبعونها وينقمون عليها اشتغالها بالسياسة وقت سلطنة زوجها ويبغون إيذائها فلجأت إلى أحدى الكنائس تطلب مأوى تقيم به بقية أيامها ولكن رئيسة الكنيسة أرسلتها إلى ملجأ الغرباء فأقامت به تقاسي مرارة اليأس والأحزان حتى تملكها القنوط وفي سبتمبر ١٩٢٦ م خرجت إلى الجزيرة الصغيرة وألقت بنفسها في النيل مؤثرة الموت على الحياة لكن بوليس الدورية وأحد أصحاب المراكب نجحا في إنقاذها وأعيدت إلى الملجأ ..

يبدو أن مأساة السيدة وتناولها بالصحف قد كان بمثابة الحجر الذي حرك المياه الراكدة فسعى محمود صدقي باشا محافظ العاصمة في صرف مرتب لها من وزارة الأوقاف فتسنى لها بعد خروجها من ملجأ الغرباء أن تستأجر منزلا بسيطا بحلوان شاكرة له صنيعه “لأنه صان شرفها”..

أما عن نهاية السلطانة فتزعم الروايات أنها نجحت في الانتحار أخيرا بإلقاء نفسها في مياه النيل في ١٠ يونيو ١٩٣٠ م ونقل جثمانها بعد سنوات لتدفن في مقبرة أمير سلطان في مدينة بورصة التركية…

د.محمد فتحي عبد العال

كاتب وباحث وروائي مصري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار