العاصمة

0

بعد نحو سبعة أشهر من دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن

لإسرائيل في حربها على غزة، أصبحت المتحدثة الناطقة

بالعربية باسم وزارة الخارجية الأمريكية هالة غريط أحدث

دبلوماسية تستقيل احتجاجاً على السياسة الأمريكية تجاه غزة،

والتي ترى أنها ستؤدي إلى انتكاس مصالح واشنطن في العالم العربي على مدار جيل.

 

*الأزمة الإنسانية والغضب العربي

وقالت غريط، خلال حوار مع صحيفة “واشنطن بوست”

الأمريكية أمس الثلاثاء، إنها شعرت بأن التدفق المستمر للأسلحة

الأمريكية إلى إسرائيل كان يُمكِّن الأزمة الإنسانية في غزة

ويلهب الغضب تجاه واشنطن في العالم العربي.

 

وداخل وزارة الخارجية، بحسب قولها، يخشى دبلوماسيون

التعبير عن آراء تتعارض مع السياسة الرسمية، على عكس معظم

القضايا الأخرى خلال فترة عملها، حيث كانت النقاشات القوية

هي السائدة.

 

وذكرت “واشنطن بوست” أن رفض غريط لطريقة تعامل بايدن

مع الأزمة يؤكد كيف أدت إلى انقسام حاد في واشنطن، حتى أن

الديمقراطيين الوسطيين أصبحوا أكثر انتقاداً لممارسات

إسرائيل تجاه المدنيين في غزة، وناقشوا قطع المساعدات

العسكرية إذا لم يتغير السلوك الإسرائيلي.

 

وقالت غريط إن العديد من زملائها يخشون تعرضهم للاستهداف

أو التأديب من جانب وزارة الخارجية بسبب التعبير عن آرائهم

التي تتعارض مع السياسة الأمريكية.

 

ويأتي ذلك بينما وجهت إدارة بايدن بتدفق مستمر من الأسلحة

إلى إسرائيل حتى في الوقت الذي أدان فيه مسئولون أمريكيون

رفيعو المستوى الضربات الجوية التي أودت بحياة موظفو

الإغاثة والأطفال والمدنيين.

 

واستقال موظفان آخران بوزارة الخارجية احتجاجا على سياسة

الإدارة، وهما: جوش بول، موظفي حكومي عمل فيما يتعلق

بالمساعدات العسكرية الخارجية، وأنيل شيلين، التي عملت لمدة

عام كموظفة شئون خارجية في مكتب الديمقراطية وحقوق

الإنسان والعمل التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وكلاهما عاشا

في واشنطن، على عكس غريط.

 

وقالت غريط: “أؤمن بالقدرة على تغيير الأشياء من الداخل.

أؤمن بقوة الخير عبر الدبلوماسية. ما زلت أريد أن أؤمن به. لكن

في النهاية، من الواضح تماماً بالنسبة لي عبر العديد من

المحادثات التي أجريتها أن لا أحد داخل الوزارة-، ربما الوزير

فقط- يمكنه التأثير على أي تغيير.”

 

وانضمت غريط، التي نشأت في نيفادا وكاليفورنيا، وتخصصت

في الشئون الدولية ودراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج

واشنطن، إلى وزارة الخارجية مباشرة بعد إتمام دراستها بكلية

الدراسات العليا في جورج تاون. وقالت: “أردت مساعدة بلدي.

بالتأكيد أردت محاولة تعزيز العلاقات بين الدول الأخرى

والولايات المتحدة”.

 

*حوار استفزازي ورغبة في الانتقام

لكن بداية في أكتوبر، قالت غريط إنها رفضت إجراء حوارات مع

وسائل الإعلام العربية بشأن غزة؛ لأنها شعرت أن نقاط النقاش

الرسمية ستؤدي إلى تأجيج الوضع، وليس تهدئته.

 

وأضافت أن نقاط النقاش “كانت استفزازية”، مشيرة إلى أنها

كانت “في كثير من الأحيان تتجاهل تماماً الفلسطينيين. وفي

البداية، كانت تركز على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وأنا،

بضمير حي، لا يمكنني الذهاب إلى تليفزيون عربي مع نقاط

الحديث تلك. كل ما كان سيفعله ذلك هو أن يدفع شخص ما

للرغبة في إلقاء حذائه على شاشة التليفزيون، أو الرغبة في

إشعال النيران في العلم الأمريكي، أو الأسوأ، إطلاق صاروخ على

قواتنا”. وتابعت: “قلت: لن أكون سبباً في أن يكره شخص ما أمريكا أكثر”.

 

وقالت غريط إنها شعرت بالخوف من أن الأطفال الذين حولتهم

الحرب لأيتام قد ينتهي المطاف بهم “بحمل سلاح ويسعون

للانتقام. نحن ندفع دورة انتقامية بين الأجيال لا تجعل

الإسرائيليين أكثر أمانا”، على حد قولها.

 

وداخل وزارة الخارجية، قالت إن التعبير عن المخاوف بشأن

السياسة لم يكن سهلاً، موضحة أنها لم تشهد قط من قبل مثل

هذا “الخوف والانزعاج” بين الدبلوماسيين.

اترك رد

آخر الأخبار