متابعة – علاء حمدي
وجهت ” د : شيرين العدوي ” الشكر إلي ” pgs ” برئاسة الدكتورة سارة الجندي علي رعايتها لحفل تكريم المرأة في اليوم العالمي حيث احتفلت سيدة الأعمال الدكتورة سارة الجندي رئيس مجلس إدارة بي جي اس بيوم المرأه العالمي والذي يوافق 8 مارس من كل عام.
وقالت الدكتورة سارة الجندي في كلمة ألقتها خلال الحفل، أن هذا التقليد السنوي دليل على الاحترام العام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وقالت الدكتورة شيرين العدوي في كلمة ألقتها خلال الحفل : شكرا لهذه الاحتفالية التي تدل على الإيمان الراسخ بقدرة الله في خلقه الذي خلق الذكر والأنثى، وجعلهما شعوبا وقبائل ليتعارفوا؛ أي يعلمون قدرة الخالق في صنع الاختلاف بينهما، فيبنون الحياة سويا. فلا تستقيم حياة بدون جناحيها الرجل والمرأة، ولا تبنى شعوب أو تقوم أمم بجناح واحد مهما بلغت قوته. ولذلك كان لهذا الدعوة بالغ الأثر في حيث تلقيتها من الدكتورة سارة الجندي، ومعالي اللواء محمد الهمشري. وهذا أدعى للفخر بعد ما مرت به المرأة من منعطفات في عصور سابقة أهملتها وقللت من قيمتها واستهانت بقدراتها؛ ولذلك ما يحدث الآن على أرض مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يعد طفرة وعصرا ذهبيا للمرأة على كل المستويات، تزهو به مصر والعالم . ففي عهده ظهر عملها وكرمت عليه، ورادت كل المجالات، وكانت النموذج المشرف المشرق ولفتت أنظار العالم بتمكنها المستحق.
أما عن تجربتى كمبدعة كما طلب منى أن أتحدث. فأقول: إن زراعة الزهور ليست حرفة سهلة، ولا صعود الجبال المنعطفة مهنة للضعفاء؛ ولذلك كان على من يمشي في طريقهما الحذر، فكأنه لاعب سيرك عليه أن يوازن بين مشيه على هذا السلك واتزانه في الهواء. فلربما تموت زهوره فجأة بعدما تعب في زراعتها، أو تنزلق قدمه فيسقط في هوة سحيقة تودي به. هكذا كنت وكانت الطريق. فلم تكن أبدا هينة لينة، ولا مليئة بالملائكة والورود. وإنما قابلت الشياطين وجرحت آلاف المرات من وعثاء الطريق والشوك الذي مشيت عليه ؛ لكن الله كان يبعث مددا من نفسه يحملني على ريش السحب فتمطر بإذنه لتهتز وتربو الصحراء من حولي وتنير الطريق.
وأقول لكم والحق أقول: أن تكتب قصيدة أو تؤلف أبياتا فهذا أمر يسير؛ ولكن أن تولد شاعرا حقيقيا فهذا أصعب اختبار يمكن أن يوضع فيه إنسان. فالشاعر يحمل أخلاق الأنبياء، ويحاول دائما أن يصلح ما أفسده الدهر. و ينقي النفوس والعقول؛ ولعمري إنه لعمل أشد صعوبة من فلاحة الأرض الجدباء. يقول عباس محمود العقاد:
وَالـشِّـعْـرُ مِنْ نَفَسِ الرَّحْمَنِ مُقْتَبَس
وَالـشَّـاعِـرُ الْـفَـذُّ بَيْنَ النَّاسِ رَحْمَان
ثم أن تكتب بحثا مرة في العمر فهذا أمر هين إن كنت تمتلك اللغة، وتعلمت قواعده، أما أن تكون باحثا حقا فتلك مسألة أخرى؛ إذ على الباحث أن يضيف جديدا لمضمار العلم الذي دخله أو ليصمت إلى الأبد. ثم أن تصبح أستاذا جامعيا فهذا أمر جد يسير إذا حصلت على الدكتوراه، واتخذت خطواتك للتفوق في السلم الجامعي؛ أما أن تصبح معلما جامعيا فتلك مسألة أخرى تحملك عبأ عقول الأبناء الذين تدرس لهم، وأمانة نفوسهم، وتربية ذوقهم ووعيهم.
هكذا كنت وكانت طرقي التي وضعني الله عليها، فلم تكن معدة ولا ممهدة، ولا ولدت لشاعر ولا باحث ولكني حفرت في الصخر بأظافري حتى أكون بينكم الآن؛ وأعدوا ما شيئتم من خيالات وسيكون الواقع أشد وأصعب لتعرفوا ما خاضته هذه الشاعرة والباحثة التي تقف أمامكم، وعدوا ما شئتم من أهوال وعددوا ما لا يصدقها عقل ولا يتبناها منطق لأفاجئكم أنها قابلت الأشد لتثبت ذاتها وتقف مرفوعة الهامة. شغفي بالعلم جعلني أقطع مسافة اثنتي عشرة ساعة يوميا ذهابا وإيابا حتى ألتحق بدراساتي العليا في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وكنت وقتها أقطن مجاهل مدينة كفر الشيخ، غير عابئة بصحتى ولا بطول الطريق حيث كنت متزوجة هناك بعيدة عن أهلي ومدينتي. كان المكان مكانا محروما من كل مظاهر الحياة؛ لكنى آمنت بفكرة الحياة وعقيدة العلم فحولت هذا المكان إلى جنة، وجعلت وعثاء الطريق طريقا للاستذكار والتحصيل. وكنت أقطع تلك المسافات بعدة توقفات ومواصلات تزيد عن ثلاث عربات أو أكثر أوما أضطر إلى ركوبه في المطر والليل والظلام ؛ لأعود لأبنائي محملة بالحب والعلم، كأم مثقفة وككل الأمهات أكمل مهمتى لأبنى جيلا كنت أود أن أقود به أمة.
فأصدم مرتين في حياتي وأبتلى. مرة بمرض ابنى الصغير وهو وردة صغيرة مازالت في أول تفتحها في الثانوية العامة بمرض السرطان اللعين وهو من المتفوقين وكان أمله أن يدخل كلية الهندسة وكان هذا الحلم صعبا جدا مع العلاج وجلسات الكيماوي لكن الله وقف معنا حتى شفاه، وكانت يده الحانية تربت على وجعي ، وأعانني أن أقف في ظهره ليحقق أمله ويصبح الآن مهندسا ملأ السمع والبصر لكن قلبي يقتل كل لحظة يمرض فيها أو يتألم لأي سبب تافه فلا تعرفون كيف يعتصر قلبي عليه كل لحظة ، ومرة أخرى بفقد ابنى الكبير يوم خطبته. فما إن زرعت وتعبت حتى ذهب كل ما فعلته أمام عينى لا أستطيع أن أحرك ساكنا ؛ ولأتعلم مهنة جديدة تضاف إلى مهني الكثيرة؛ ألا وهي مهنة الصبر الجميل. هكذا كانت مهمتى في الحياة، وفي الأمومة، والشعر، والبحث ، والتدريس، مهمة محاربة تقتلع عين اليأس لتفتح مكانها كوة للشمس والأمل، وتسلسل أسود الإحباط لترود الحديقة. هكذا أعبر عن نفسي وعن كل الآنسات والنساء والأمهات والجدات، والخالات، والعمات، والأخوات اليوم فأقول: يا قوم قد حملت منطق ذلك الوطن البعيد . طوبى لمن حمل المسافة بين أكتاف الحقيقة والخيال طوبى لمن حمل المثال .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.