أبوالياسين : الصمت ، والثرثره …بين القوه الحقيقة ، والورقية بواسطة admins 0 شارك بقلم … ” نبيل أبوالياسين ، رجل أعمال ورئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان . الصمت قوه حقيقية ، ومُثرثر الحديث في المجالس قوة ولكن ورقية ، من يُثرثر عليك من خلفك لاتنظرإلية لانه خلفك ، وليس أمامك ، والقوي دائماً ما يكون في الأمام متقدم صفوف ضعاف النفوس، فدائماً ننظر أمامنا ، ولا ننظر خلفنا ، إلا على صوت كلبٌ شارد ، أو يدي غادراً خائن ،أو منادي سأل ، أو ريحاً جارف . أن تكون قويا هذا شأنك، ولكن هل تتفهم معنى القوة الحقيقية ، والتعامل بها مع الآخرين دون المرور على تلك المضامين الإنسانية ، والا أخلاقية . القوه قوة الأخلاق ، والخلق تبدو حين تختلف مع الآخر ، وهناك من يستخدم مفهوم أخلاق القوة للضرب تحت الحزام كما يقولون، وإستخدام نقاط الضعف ، وإفشاء أسرار من آئتمنك عليها ،والفجور في الخصومة، فيطيح بكل القيم الأخلاقية لأدنى اختلاف، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من آية المنافق أنه ” إذا خاصم فجر “، لكن قوة الأخلاق في العفو ، والعفة عن نقاط الضعف، وقول الحق حتى على النفس { يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى اَنْفُسِكُمْ } . هل يتفهم القوي أن القوة ليست فقط فى القول المثرثر ، والفعل المتخابث لأن من يقول ويُثرثر قد يرتكب الأخطاء وهو ينطق، ومن يفعل بالقوة قد يرتكب الحماقات ، وتختلط عليه الأمور التي تؤدي للشبهات ، ولذلك قد تجد القوي من الناس يعرف مقدماً كيف يتصرف من يدعى القوة من صوته، لأنه قد يتدفق بترسانة من المفردات التى لا تحمل معنى ويتحول إلى شخص مقروء مسبقاً، قد يأتيه من هو أقوى منه ويتجاوزه، لأن هذه القوة تتحول إلى اندفاع لا يرى من خلاله الصورة جيداً ولا يقرؤها، وتظل المساحة لمن يتعامل معه أرحب وأكثر أحتمالاً لإتخاذ القرار المناسب، والتصرف السليم. إلتقيت بشخص كنت أعرفهُ بعد غياب لسنوات كان الزمن قد أخذ منهُ الكثير، وكانت الأيام قد إستنزفت دواخلهُ ، وأخذت منهُ ما إستطاعت أن تأخذه، عرفتهُ لسنوات قوي ، صارخ، محتج ، دائماً معترض ، مناكف، معتدي، متنمر . فى بداية حياتنا عندما كنا صغاراً كان البعض يحسب لصوتهُ العالى آلف حساب بدون سبب، وللهالة الهجومية غير المبررة التى تتدفق منهُ على الآخرين، خسر الكثير، وتجنبه الكثير ، والكثير ممن حولهُ ، كان عندما يهدأ، كان يقول أنا هكذا لا يمكن أن أتغير أو أتبدل، هل ما أقوم به إنعكاس لشخصيتى القوية، لاني تربيت أن أكون قوي، وصلب ، لا يدوس لى أحدهم على طرف هاكذا كان يُردد دائماً عندما يهدأ . كنت أتجنبه لأني بطبيعتى الهادئة لا أحب أن أتعايش مع مثل هذه الشخصيات المبشرة بالعواصف، وثقافة الفراغ ، والمتقلبه. فوجت أن القوه أن تكون صامت بتململ من أجل أن تنتقل من حديث إلى آخر، حديث متوازناً يحمل في جوهره الفطنة والحنكه ، لتكون غريباً فى شخصيتك للآخر ، مميزاً وليس متثرثر الحديث في المجالس ، وأن تعتمد على الإستماع أكثر من الكلام، ليكونَ نظام تتخذ منه منهج حياه لك ، وأن يكون هدوئك وتبسمك ، سمة تستمد منها قوتك لتبرز المعنى الحقيقي لـ « الصمت قوه ». القوة ليست فيما نقول ونفعل، أحياناً ما تكون فيما نصمت عنه، وفيما نتركه بأرادة الله أو بإرادتنا ، وفيما نتجاهله وأُكد في مقالي هذا أن القوة الحقيقية هى فى الصمت، لأنه الإختيار الأسهل لك ، والأصعب للآخر، فالصمت ، عما نتركه بإختيارُنا ، ونتجاهلهُ بإرادتنا لأنهُ شأن بات لايخُصنا ، وأن نسرع دون تباطئ بفتح جميع النوافذ ليخرج بلا رجعه ويرسي المعنى المقصود أن الصمت الوجه الآخر للقوه الحقيقيه . القوة ليس هي التي تُصدّر للآخرين بالصوت العالي ، والهالة الهجومية التى تتدفق منك على الآخرين فهذه قوه ورقيه ضعيفة المد ، والمدى تُنبذك من الآخرين ولا يسعى لتغييرها الآخر أو تجاوز الأفق المسدود، ويتغير الزمن ويتغير الكثير ، وتأخذ الحياة الجميع بين طُرقاتها، وتشكل كل منّ حتى المنطلقين دون قياده إلى قوه حقيقية «الصمت » أو قوه ورقية «الثرثره ». شارك هذا الموضوع:تدوينةTweetTelegramWhatsAppطباعةالبريد الإلكترونيمشاركة على Tumblrمعجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط مقالات 0 شارك FacebookTwitterWhatsAppالبريد الإلكترونيLinkedinTelegramطباعة