هالني وروعني واستلفت نظري وخاطري حال غالبية الناس هذه الأيام
يتصرفون بتلقائية على سجيتهم باختلاف مذاهبهم وصنوفهم وحظوظهم من الثقافة والعلم , والغنى والفقر .
بتأففهم من ارتفاع درجات الحرارة , وصب جام غضبهم على تقلبات
الطقس والمناخ برغم أننا في فصل الصيف , ومن الطبيعي والمنطقي حدوث هذه الظواهر للعالم ببواطن الأمور.
لكن لهيب الشمس ودرجات حرارتها المرتفعة برغم انها تبعد عن سطح
الأرض بمسافة 146,9) مليون كيلو متر , خاصة ونحن في شهر رمضان
المعظم والناس صيام , اصابتهم بالذعر , وفي بعض الأيام جعلتهم
يخلدون للراحة في منازلهم , ولا يخرجون لإنجاز اعمالهم المنوطة بهم وقضاء حوائجهم إلا بعد الإفطار .
# والسؤال المفترض ويستحق من كل مننا الإجابة , هل فوجئنا بحلول
فصل الصيف ومناخه يهب علينا (بغتة) ولم نستعد له جيداً بالوقاية والحماية من قيظ شمسه , وجسارة مناخه دنيوياً .
# والإجابة (نعم) لم نتخذ احتياطاتنا ونستعد له جيداً , باتخاذ التدابير
اللازمة لحماية انفسنا وذوينا وأهلينا بشتى الوسائل الممكنة للإنقاذ
والحماية من الإصابة بمختلف الأمراض الناشئة عن ذلك (هذا عن الحياة الدنيا)
# والقول الفصل الذي لا ثاني له ولا يحتمل التأويل , عن الحياة الآخرة ( وللآخرة خير لك من الأولى)
هل استعددنا جيداً للحياة الأبدية , أم انه شهر يفوت , ولاحد يموت ( يوم لا ظل إلا ظله )
يوم ان تدنو الشمس من الخلائق يوم القيامة بمقدار (ميل) واحد , كما قال رسولنا الكريم وهو أصدق القائلين.
فالناس أحوج ما يكونوا لشيء يوقيهم لظى الشمس ووهجها وهي قريبة جداً فوق رءوسهم مباشرة
يوم يذوب الحديد في الجبال , وتغلي المياه في الأنهار من شدة حرارتها .
# فهل استعددنا واجتهدنا جيداً بتقوى الله , وخالص العبادات وصالح الأعمال , وأنجزنا واجبنا الديني تمام الإنجاز كما نص ديننا الحنيف, حتى نكون من الذين اختصهم الله سبحانه وتعالى وسيشملهم بمغفرته , ويتغمدهم بواسع رحمته فيظلهم تحت ظل عرشه .
# قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ تعالى ورجلٌ ذكَر اللهَ خاليًا ففاضت عيناه ورجلٌ ـ كان ـ قلبُه معلَّقٌ في المسجدِ ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ: اجتمَعا عليه وتفرَّقا ورجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إنِّي أخافُ اللهَ ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه)
# فهل نحن احبائي بأعمالنا نندرج ضمن هؤلاء ؟
أسأل الله رب العرش العظيم في شهر رمضان الكريم , الذي لن تطيب الدنيا إلا بذكره , ولن تطيب الآخرة إلا بعفوه , ولن تطيب الجنة إلا برؤيته , أن يديم علينا ديننا وثباتنا , ويقوي ايماننا وصحتنا , ويغفر بالصلاح ذنوبنا , ويرفع قدرنا , ويشرح لنا صدورنا , ويسهل امورنا وخطواتنا لدروب الجنة , وأن يجعلنا من العتقاء من النار , وأن تكون نزل الجنة للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات آخر الديار … اللهم آمين يا رب العالمين .