كتبت : أسماء فكري السعيد علي
منذ أعوام عديدة قربت علي التسعة ونحن المصريون نعيش في حالة من عدم الإستقرار سواء
النفسي أو المجتمعي .. ففي صبيحة الثلاثاء ٢٥ من يناير عام ٢٠١١ إستيقظ المصريون علي ميلاد
حدث لم يستوعبه الكثيرون أسموه وقتها ثورة بالرغم من أني قد أسميته بإسم أخر وهو
( الوكسة أو النكسة ) وستعلمون في كلماتي التالية لما أسميتها ذلك ..
كان هذا الحدث تغييرا حادا وجذريا لكل شئ بمصر وقتها من أمان واختلاف في المبادئ والعقيدة
وحتي الوطنية وحب مصر .. مع ثورة يناير خرج كل ما هو فاسد للساحة فليس الهدف هو سقوط
النظام فحسب وتحقيق بعض المطالب التي ظلت تتصاعد مرة تلو الأخري ويوم تلو الآخر .. فكانت
الشرارة عيش وحرية وعدالة إجتماعية لتنتهي بيسقط يسقط حكم العسكر الذين كانوا هم أول من
سارعوا بالنزول للشارع بعد أن عمت الفوضي واحترقت أقسام الشرطة والمديريات وسقوط الداخلية
في جمعة الغضب التي كانت بمثابة الهلاك والدمار لكل ما هو جميل بمصر ..
ظل التدهور في كل شئ يزداد بعد أن تنحي الرئيس مبارك عن الحكم وتولي المجلس العسكري
مقاليد السلطة لحين انتخاب رئيس جديد ليبدأ بذلك مأساة عاشها الشعب المصري أتذكرها بكل
تفاصيلها من حالة إقتصادية متدهورة وأمن غير موجود .. خوف من مجهول بات ملازما لكل مصري غيور
علي بلده ..
كان الوضع في مصر آنذاك وبعد ركوب العديد من التيارات وتبنيها لتلك الثورة مثل التورتة الجميع
يقسم ليأخذ نصيبا .. إخوان وأحزاب سياسية ومصالح شخصية ومليونيات أصبحت شبه أسبوعية وإعتصامات
وإحتجاجات وأحداث وشعارات كان من المستحيل أن تصدر من مصري ضد القوات المسلحة ..
يسقط يسقط حكم العسكر .. خدامين البيادة ..
جميعها شعارات بدأت في الظهور بعد وكسة يناير وخاصة بعد نجاح تلك ما أسموها بالثورة وظهور الإخوان المسلمين علي الساحة وبقوة ..
فبدأت الأعمال العدائية ضد أفراد الجيش تظهر جلية خاصة في غياب تام للداخلية .. إستشهاد
مجندين .. عمليات إرهابية وإنتحارية لكمائن جيش في محافظات مختلفة وخاصة في شمال سيناء ..
كان عام ٢٠١١ / ٢٠١٢ بالفعل عاما صعبا جدا وما زاد في صعوبته هو تفحل وتوحش حكم الإخوان
والإعتداء والتوعد لكل من يعترضهم ويعارضهم ويكون ضدهم .. وهنا وصلنا لمرحلة الإغتيالات والتي
وصلت للتهديد بالقتل وتحويل مصر لبركة من الدماء في حالة لو خسر الرئيس المعزول محمد مرسي
انتخابات الرئاسة والتي كان بالفعل خاسرها وقبل إعلان مكسب شفيق بسويعات قليلة تغيرت النتيجة
ليكسب الإخوان معركة الرئاسة ويحسموها لصالحهم ظنا منهم أنها ستظل معهم للأبد كتكية أو أبعدية قد ورثوها وسيورثوها لمن خلفهم ..
وبالوصول لتلك المرحلة بدأ خفافيش الظلام في الظهور علي الساحة وبعد أن كانوا يتخفون خوفا من
سوط حبيب العادلي أصبحوا هم السوط علي رقاب الشعب المصري .. فالشعب المصري عاش في
تلك الفترة أسوأ كوابيسه علي الإطلاق وشاهد أبشع الأحداث .. عام ذاق فيه المصريين الأمرين ما
بين تفحل وتوغل في كل أجهزة الدولة والإستيلاء علي ثرواتها .. فتح للحدود وإضطهاد سافر وواضح
لقطبي الدولة المصرية والتصدير للعالم بأنه هناك فتنة طائفية في مصر وأن الأقباط يعاملون كأقلية ويقتلوا ويحرقوا ..
ظهرت العمليات الإنتحارية والإغتيالات .. كنا نستيقظ يوميا علي إغتيال بطل أو سقوط شهيد من أبنائنا
وخاصة الجيش والشرطة .. ليس هذا فحسب بل إغتيال كل من يكشفهم أو يحاول إظهار حقيقتهم
مع حكمهم الظالم وتفحل إضطهادهم للشعب المصري شعر المصريين بأنهم انتهوا وأنهم أصبحوا عبيدا
لهؤلاء الخونة الذين كانوا يعملون علي تقسيم الوطن وجعل الخائنون كطارق وعبده الزمر أبطالا
ويكرمون يوم ذكري أكتوبر في ذكري مقتل السادات وكأنه تحدي سافر من هؤلاء السفلة استهزاءا بمشاعر المصريين ..
ظللنا هكذا حتي ظهرت حملة جديدة تسمي تمرد توزع إستمارات تفويض من الشعب للتظاهر يوم ٦/٣٠ لإسقاط الإخوان والقضاء عليهم ..
تسارع الجميع وملأت الألاف بل ملايين الإستمارات وظن الجانب الإخواني أنهم لن يقدر عليهم أحدا وظلت قنواتهم تبث في السموم وتطالب من مناصريها الحشد والإعتصام برابعة العدوية والتي أطلقوا
عليها ميدانا وهي في الحقيقة إشارة صغيرة وأيضا ميدان النهضة عند جامعة القاهرة بالجيزة ..
يا الله .. كلما أتذكر تلك الأحداث تشتعل بداخلي نار الإنتقام من هؤلاء الخونة السفلة ..
انتظرنا رئيسهم حتي يخرج ويخبرنا بما يثلج صدرنا وخاصة وأن اليوم المحدد الذي حددته تمرد قد قرب والحشد كثير ولكن مع الأسف .. طل علينا محمد مرسي ليلقي خطابا يتوعد فيه لمن سينضم لتمرد
ويقول إما أنا أو الدماء .. وكأنه يعطي شارة البدأ لمعاونيه أن يقتلوا ويذبحوا المزيد من الأبرياء ويعتلو منصاتهم ويقولون ( اللي هيرش الدكتور مرسي هنرشه بالدم ) في تحدي سافر للمصريين ..
كان الإخوان يظنون أنهم سينجحوا ولم يعلموا أن الله حمي هذه البلد وأعز شعبها ولم ولن يزلهم .. ونسوا أيضا أن وراء مصر جيش قوي لو أمره الشعب لسمع وأطاع وجعل أرض الكنانة مقبرة للغزاة ..
كان في تلك الحقبة الزمنية من يتولي وزارة الدفاع هو الفريق عبدالفتاح السيسي والداخلية اللواء محمد إبراهيم والذي تم محاولة إغتياله قبل سابق ..
كان كل الظن في بداية الأمر أنهم إخوانا وخاصة بأخونة الحكومة بكاملها وهذا ما جعل هناك خوف من حشد ٣٠ يونيو والذي انتهي بخروج ملحمي جميل للشعب المصري يرد عليه مرسي بخطاب جعل
القوات المسلحة والداخلية تصدر بيانا بمساندتها للشعب المصري والإعتراف ب ٦/٣٠ ثورة شعبية أنهت معها ظلم الإخوان ..
وهنا بدأت النار التي أصبحت تمتد مثلما تمتد بالهشيم .. إغتيالات وإرهاب وإعتصام سافر برابعة والنهضة وتحريض علي العنف والقتل وتحويلها لبركة دم ..
حتي ظهر الفريق السيسي وطلب من الشعب تفويضه لمواجهة الإرهاب ليحت
شد الشعب بأكمله يوم ٧/٢٦ في نهار رمضان وهم صائمون مرددون انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي .. ليعطوا تفويضا للجيش بالتعامل وفض كلا الإعتصامين ..
تولي المستشار عدلي منصور الرئاسة مؤقتا كما يخول له الدستور ذلك وطالب الشعب المصري السيسي بالترشح للرئاسة كطوق نجاة لهم مما لاقوه من هؤلاء الإخوان والذين بدأوا هم بدورهم
يمارسون علينا أكاذيبهم في إعلامهم المضلل الذي أطلق علي ثورة يونيو إنقلابا وليس ثورة شعب ..
تولي الرئيس السيسي الحكم في ٦/٣٠ عام ٢٠١٤ ليبدأ الإصلاح .. الإصلاح لكل شئ .. والعمل علي
عودة مكانة مصر ثانية بين دول العالم والذي وبفضل الله وبالرغم ما واجهه من تحديات وصعاب أن ينجح في استقرار مصر أمنيا وإقتصاديا ..
ولكن وكما نعلم لكل شئ ضريبة .. ومن يدفعها هو المصري الكادح فبسبب خسائرنا منذ عام ٢٠١١ بدأ
الجنيه المصري ينهار أمام العملات الأخري مما تطلب الأمر تعويمه والذي أثر بدوره علي الزيادة في كل شئ أسعار سلع وخدمات وغيرها ..
وها نحن اليوم نستغل من جديد .. فبسبب ما يتحمله الشعب المصري من ضيق الحال وقلة المعيشة
بدأت خفافيش الظلام في الظهور مجددا مروجين لإشاعات كاذبة علي لسان أحد الزبانية المدعو (
محمد علي ) والذي بدأ في بث فيديوهات الهدف منها تسخين الرأي العام و الغليان داخل المجتمع
المصري لحدوث انفجار بركاني ثوري لا يطيحون فيه هذه المرة بالرئيس فقط لا بل بدرع مصر وحاميها القوات المسلحة ..
بدأوا يطالبون بالحشد والخروج في مظاهرات وحرق كل ما يقابلون وقتل كل من يتحدي مطمئنين
سامعيهم بترويج إشاعات عن إنقسامات بالجيش وانقلاب علي السيسي بل زادوا بمخيلتهم بترويج إشاعات عن محاولة الجيش لأغتيال الرئيس في مؤتمر الشباب الأخير ..
وها نحن اليوم الجمعة علي موعد مع تظاهره هم يقولون أنها ولا قدر الله ستسقط معها مصر .. ولكن هيهات لكم ..
أفيقوا أيها الخونة المرتزقة لن يحدث ما تخططون له فالله حاميها وحارثها ..
وسؤالي لمن سينصاع لهم وينزل للشارع .. ماذا بعد ؟
ماذا بعد أن تخرب بلدك وتسقطها .. هل تظن أنك ستعيش سالما .. سيزهزه معك الحال ويداعبك الزهر
وتصبح غنيا .. هل جاء بمخيلتك أنك ستذوق علقة من التورتة الجميلة المسماه مصر .. لا والله سيكون
أنتم أول من سيهلكونهم حتي لا تفضحوا أمرهم بعد أن تكتشفوا حقيقتهم التي خدعتكم مظاهرهم ..
أن اليوم الجمعة ومظاهراتها هي حرب .. نعم حرب أخيرة للبقاء .. بقاء المصريين
سنكون أو لا نكون ..
هل سنسمح لهؤلاء الخونة العملاء أن يحركونا كالدمي وهم جالسون في قطر وتركيا وأسبانيا وغيرها من الدول منعمين بجميع مظاهر الترف والغني ..
أفيقوا أيها الشعب فهم لا يهتموا لأمركم بل مصلحتهم وهيمنتهم علي السلطة هو شاغلهم ..
لن ينجحوا بأمر وسيحفظ الله مصر وشعبها الأصيل الوطني وجيشها البواسل وسيعين الله رئيسها
علي شعب ودولة مسئوليتهم عبء ثقيل وسيمكن الله أفراد شرطتها والداخلية بالسيطرة علي كل خارج وسحق الإرهاب والمخربين ..