العاصمة

وما زال السؤال يطرح نفسه 

0

بقلم : سماح العساسى

الشرقية

أين ذهبت أخلاق الريف المصرى ؟


وأين أخلاق القرية المصرية ؟ 


لماذا انتشرت الجريمة بهذا الشكل البشع الخبر تلو الاخر يعلن عن أبشع الجرائم وبين الاهل والجيران من

قتل وسرقة والاعتداء على الشرف والإنحراف الأخلاقى دون أدنى إعتبار لأى قيم ولامبادئ ولا نخوة ولا

شهامة ولادين واصبحت الشهامة “بلطجة ” .


من أين أتت إلينا هذه العادات الدخيلة علينا وأخلاق غير أخلاقنا وموروثات غير موروثاتنا كلها دخيلة علينا

إخترقت صفوف القرية المصرية واستقرت بيننا فى غفلة منا، وأصبحت واقع أليم نعيش فيه .


كان الريف المصرى يعرف بتمسكه الشديد بالعادات والتقاليد والتمتع بالاخلاق الحسنة والشهامة والجدعنه

والطيبة والنبل والكرم والضيافة ليس لها مثيل والتعاون والتكافل كانوا يزرعون ويحصدون سويا ويتشاركون

الافراح والاحزان فكانت تهون عليهم الاحزان والمصائب وتزدان الافراح بالمشاركة بينهم .


كانت القرية المصرية تعلم العدل والمساواة وتقبل الاخر والعمل الجماعى المشترك .


لذلك تخرج من الريف المصرى العظماء وحفظة القرأن الكريم واشهر القراء باأصواتهم العذبة التى تملأ

جنبات العالم كله بالقران والعلماء فى شتى مجالات الحياة الذين أناروا العالم بعلمهم وفكرهم وفنهم

بفضل العادات واخلاقيات القرية المصرية.


ولكن تلاشت فأصبح الان وكأننا فى غابة لم تعد قريتنا المصرية بالعكس هانت علينا وتبدل كل شئ.


وأصبحت القرية لا تختلف كثيرا عن المدينة فكانت القرية تعلن الحداد والحزن اإذا ما توفى أحد ابناؤها

والوقوف بجانب بعض والان أصبحت الافراح تقام بجانب سرادق العزاء ودون اى مراعاة لمشاعر أهل

المتوفى .


ومن اسباب انتشار الجريمة هكذا وتغير الاخلاق يرجع الى انتشار الفضائيات والاعلام والدراما الغير هادفة والافلام البوليسية والاباحية وتجعل من المدمن بطل والبلطجى بطل وتتربى أجيال على هذا الفكر العقيم فيصبح يفعل اى شئ لاجل الحصول على المال لجلب المخدرات وتدفع الشباب الى القليد الأعمى .وذلك كله فى غياب الدولة لابد من التشديد الامنى داخل القرية .
والعامل الاقتصادى لايمكن تجاهله ايضا فالماضى كانت الثروة فى يد الكبير الاب يملك الارض الزراعية وما عليها من خيرات فكان يؤول له سلطتة التصرف والتوجية واتخاذ القرار .
_ والان ضياع الاحترام لكبير الاسرة والعائلة والقرية الذين كانوا يسيطرون على كل شئ فى السابق وكان كلمتهم سيف على رقاب الجميع ولكن صار العكس و أصبحت هذه الرموز تنال قدرا كبيرا من الاستهزاء والسخرية وانهيار واضح للنظام الابوى الذى كان يحكم القرية المصرية لقرون طويلة .

اترك رد

آخر الأخبار