العاصمة

وثيقة “الاستدامة الثقافية” تعتبر انجاز لافت لمهرجان الجبل في نسخته الثالثة

0

 

 

متابعة – علاء حمدي

 

أفضى الوعي الثقافي والأنشطة الإبداعية في ميادين الثقافة المختلفة والزخم المعرفي التي شكلت العنوان الرئيس لمهرجان الجبل الثقافي الذي نظمته جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع دائرة السياحة والآثار بحكومة الفجيرة إلى إطلاق وثيقة “الاستدامة الثقافية” بقناعة تامة ووعي مسؤول من مبدعي الإمارات ومثقفيها، بأهمية المرحلة وضروراتها، كمُخرج لافت من مخرجات مهرجان “الجبل”.

 

جاء ذلك ضمن فعاليات المهرجان في نسخته الثالثة التي أقيمت على مدار يومين تحت شعار “حديث الطبيعة”، حيث تضمنت فعاليات اليوم الأخير إلى جانب إطلاق وثيقة الاستدامة الثقافية وقراءتها أمام الحضور، إطلاق “حمامة الجبل” التي تمثل رسالة سلام من الإمارات إلى العالم، فضلاً عن زراعة أشجار الغاف في حديقة الشعراء لتعزيز الاستدامة البيئية في دولة الإمارات.

 

وأعرب سعادة الخبير الدكتور خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية عن سعادته بنجاح المهرجان الذي قدم للجمهور فقرات وأنشطة إبداعية متعددة بتعدد ألوان وميادين الثقافة ضمن بيئة تراثية تمثلت في احتضان القرية التراثية بالفجيرة لفعاليات المهرجان، مما عززت ارتباط الماضي بالحاضر في تناغم ثقافي بديع.

 

وأكد الظنحاني أن المهرجان استشرف المستقبل بإطلاقه لوثيقة الاستدامة الثقافية؛ وعياً من المهرجان بتحديات الحاضر والمستقبل في ظل المتغيرات الثقافية العالمية المتسارعة، لافتاً إلى أن الاستدامة الثقافية تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الحراك الثقافي، وتحافظ على التراث الثقافي من الاندثار، ما يسهم في بناء الهوية الوطنية والتميز الثقافي، بالإضافة إلى أن الاستدامة الثقافية ترسخ التواصل بين الأجيال المختلفة وتسهم في تنويع وإثراء الثقافات. كما تعمل الاستراتيجيات المستدامة على تعزيز الاقتصاد الثقافي وخلق فرص عمل جديدة في مجالات متعددة مثل السياحة الثقافية والصناعات الإبداعية.

 

ونصت “وثيقة الاستدامة الثقافية” على التزام المشاركين في مهرجان الجبل الثقافي وكلّ أهل الثقافة والفكر والأدب والفنّ، والصناعات الثقافيّة والإبداعيّة، بالعمل الجادّ على تحقيق تنمية ثقافيّة مستدامة وترسيخها، تتماهى مع سمات الشموليّة في ميادينها، والتوازن في حقولها، والتجاوب مع حاجات الإنسان، وتوسيع مداركه وخياراته، ومتطلّعة إلى التجدّد والفعاليّة، والتفاعل الصحّيّ مع الآخر الثقافيّ، وذات علاقة تبادليّة بالتنمية المستدامة اقتصاديّاً واجتماعيّاً وبيئيّاً.

 

كما أن الوثيقة تمثل رسالة المشاركين في هذا الملتقى الثقافي، وهي الالتزام الواعي بأهمّية الثقافة المستدامة، وبدورها الجوهريّ في بناء وعي الأجيال وتشكيله، وتحفيزها على الإبداع والمشاركة في إنجاز تنمية شاملة ومستدامة مرتبطة بالثقافة المجتمعيّة، والانخراط الإيجابيّ في الحقول والأنشطة الثقافيّة المتنوعة، وجعل ثقافة القراءة والحوار، واكتساب المعرفة، وشغف الإقبال على الفنون والمتاحف والمسرح والحقول الأدبيّة، والقيم الجماليّة الثقافيّة، مترسّخة في نفوس الأجيال الناشئة والمستقبليّة، بما يحقّق الكثير من الثقة بالذات الفرديّة والجمعيّة، والرضا العقليّ والمعرفيّ والوجدانيّ.

 

ويؤكّد المشاركون على أهمّية تعزيز دور الثقافة المستدامة، كعنصر أساسيّ وشرط مسبق وضروريّ، لإحداث تنمية شاملة مستدامة، وكقوة مؤثّرة في ممارسات الناس وقيمهم واختياراتهم، وفي سلامة المجتمع، وضمان حضور عناصر رئيسة في الهويّة الوطنيّة، لغةً وعقيدةً وقيماً وتاريخاً وتراثاً مشتركاً.

 

ويدرك المشاركون أنّ هناك تحدّيات عديدة، تواجه الاستدامة الثقافيّة، في ظروف راهنة، وأخرى آجلة، وفي ظلّ تسارع التحولات الاجتماعيّة، وثورات التقانة والمعلومات والاتصال، وتأثيراتها في معارف وقيم ومفاهيم وسلوكيات أفراد المجتمع، وفي الفضاء الاجتماعيّ العام، ومن بين هذه التحدّيات الحاجة إلى تطوير الصناعات الثقافيّة، وحماية التراث المادّيّ والمعنويّ وصونه، وتقديمه للأجيال القادمة، بما يعزّز معاني الانتماء الوطنيّ وروابطه، وهناك تحدّيات الثقافة المعولمة، وتأثيرها السلبيّ في مكونات الثقافة وغاياتها، فضلاً عن استدامتها.

 

ويؤكّد المشاركون على أهمّية الدور الرياديّ والفعّال للثقافة، بحقولها الحيويّة المتنوّعة في مواجهة التحدّيات، ويعبّرون عن قناعاتهم بأنّه لا يمكن تحقيق تنمية حقيقيّة مستدامة بغياب ثقافة مستدامة، باعتبار أنّ استدامة الحقل الثقافيّ وتجويده، تمدّ حياة الإنسان بطاقات خلّاقة معرفيّة ونفسيّة وقيميّة وجماليّة وسلوكيّة، وذاكرة وطنيّة وحضاريّة مشتركة.

 

وشددت الوثيقة على أنّ رعاية الدولة، ودعمها للحقول الثقافيّة، وجعلها ضمن الأهداف التنمويّة، وخطط الرؤية المستقبليّة، هي ضمان لاستدامة الثقافة، لتكون جزءاً أساسيّاً من منظومة حاضر دولة الإمارات ومستقبلها، وبناء المواطن والمواطنة، معرفيّاً ووجدانيّاً، وخلق المجتمع المتماسك والآمن والمنفتح والمزدهر.

اترك رد

آخر الأخبار