العاصمة

هل يجوز الاستغفار من الذنب وأنا مقيمٌ عليه ؟

0

إيمان العادلى

عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله – صلي الله عليه و سلم – :

(ما من عبدٍ مؤمنٍ إلا و له ذنبٌ يعتادُه الفينةَ بعدَ الفينةِ، أو ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يُفارِقُه حتى يُفارِقَ الدنيا ، إنَّ المؤمنَ خُلِقَ مفتَّنًا توابًا نسَّاءً، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ) السلسلة الصحيحة

وفي المستدرك أنّ النّبيّ جاءه رجل فقال يا رسول الله أحدنا يذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ

يستغفر منه ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ، قال : فيعود فيذنب ، قال : يُكتب عليه، قال :

ثمّ يستغفر منه ويتوب ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ، ولا يملّ الله حتّى تملّوا )

و قيل للحسن: ألا يستحي أحدنا من ربّه يستغفر من ذنوبه ثمّ يعود ثمّ يستغفر ثمّ يعود ، فقال :

ودّ الشّيطان لو ظفر منكم بهذه ، فلا تملّوا من الاستغفار )

قال شيخ الإسلام : ( فإن الإستغفار هو طلب المغفرة وهو من جنس الدّعاء والسؤال ، وهو مقرونٌ

بالتوبة في الغالب ومأمورٌ به ، لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو ، وقد يدعوا ولا يتوب )

( الاستغفار بدون التوبة ممكن واقع ) (الاستغفار من غير توبة فإن الله تعالى قد يغفر

له إجابةً لدعائه وإن لم يتب ، فإذا اجتمعت التوبة والاستغفار فهو الكمال )

قال ابن رجب : ( وظاهر النّصوص تدلّ على أنّ من تاب إلى الله توبة نصوحاً واجتمعت شروط التّوبة

في حقّه فإنّه يُقطع بقبول الله توبته، كما يُقطع بقبول إسلام الكافر إذا أسلم إسلاماً صحيحاً

وهذا قول الجمهور، وكلام ابن عبدالبر يدلّ على أنّه إجماع )

وقال ابن رجب : ( ومجرّد قول القائل : اللّهمّ اغفر لي طلبٌ للمغفرة ودعاءٌ بها ، فيكون حكمه حكم

سائر الدّعاء إن شاء أجابه وغفر لصاحبه ، لا سيّما إذا خرج من قلب منكسر بالذّنب و صادف ساعة

من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصّلوات . و يُروى عن لقمان عليه السّلام أنّه قال لابنه :

يا بنيّ عوّد لسانك : اللّهمّ اغفر لي فإنّ لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً ).

اترك رد

آخر الأخبار