هل سمعت من قبل عن لعنة تيمور لنك؟
إيمان العادلى
«عند استيقاظي من الموت، لابد أن يرتعش العالم»
«أولئك الذين سيفتحون القبر سيهزمون من قبل عدو أكثر هولا مني»
في عام 1941 عندما أمر جوزيف ستالين بإرسال بعثة علمية إلى سمرقند لنبش قبر تيمورلنك. حسب الرواية الرسمية فقد كانت سمرقند تستعد لإقامة معرض كبير مكرس للحديث عن عهد تيمورلنك. إلا أن الرواية غير الرسمية تقول بأن العلماء كانوا يبحثون عن كنز يعتقد بأنه مخبئ في ضريح بكور أمير.
يحكي مصور البعثة مالك قيوموف حادثة غريبة وقعت عشية نبش القبر. وقتها دخل إلى مقهى والتقى مجموعة من كبار السن. فسأل أحدهم: “ألستم أنتم من تريدون نبش قبر تيمورلنك؟” وعندما تلقى الجواب إيجاباً، عبس الرجل العجوز وأخرج مخطوطة قديمة مكتوبة باللغة العربية: “أولئك الذين سيفتحون القبر سيهزمون من قبل عدو أكثر هولاً مني”. كان العجوز يقرأ المخطوطة بحماس وبشكل مقنع، حتى أن قيوموف قرر أن ينقل ما سمعه ورآه إلى علماء البعثة، لكنهم ضحكوا منه وسخروا واعتبروا ان كل ذلك خرافة لا أكثر ولا أقل، وواصلوا عملهم. تم فتح الضريح في العشرين من شهر يونيو لعام 1941.
أزال الباحثون بلاطة الرخام التي كانت تغطي قبر الفاتح، وكان تحتها تابوت خشبي ضخم حافظ على شكله وكأنه تابوت جديد على الرغم من مضي 500 عام تقريباً، وهنا كانت المفاجأة. فما أن رفع العلماء غطاء التابوت حتى انطفأت الأضواء التي كانت تنير ظلمة القبر فجأة، وانتشر في الهوا عبير ورائحة مسكرة. وهنا قرر العلماء أنه عندما دفن تيمورلنك في التابوت وضعت له مجموعة من أنواع البخور، لكن كان من الصعب عليهم شرح معجزة انقطاع الكهرباء، حيث عادت الأضواء بعد ثلاث ساعات فجأة كما انطفأت.
وجد الباحثون عبارة تحت الرخام تقول (عند استيقاظي من الموت لابد ان يرتعش العالم).
لم تهتم البعثة وأخرجت عظام الأمير ووضعوها في صندوق خاص واستعدوا لإرسالها إلى موسكو. وفي اليوم التالي 22 من يونيو، بعدها بيومين جاء نبأ اندلاع الحرب مع ألمانيا. وهنا تذكر الجميع ما قاله قيوموف عن قصة الشيخ من المقهى في سمرقند، وأخذوا يبحثون عنهم لكن دون جدوى، حتى أن السكان المحليين لم يسمعوا عنهم قط.
وفي خريف عام 1942 تسنى ل قيوموف أن يلتقي بأحد أبطال هذه الحرب وهو المارشال غيورغي جوكوف. عندها أعلم قيوموف المارشال جوكوف عن لعنة تيمورلنك وعن نذير كبار السن. وهنا سرعان ما تم إعلام ستالين بهذا الخبر، وعلى ما يبدو أن هذه القصة تركت انطباعاً عميقاً لدى ستالين فأمر على الفور بإعادة دفن تيمورلنك في سمرقند حسب الشريعة الإسلامية في بكور أمير في 19 من نوفمبر لعام 1942. وفي هذا التوقيت بالتحديد بدأ تاريخ الهجوم المضاد للقوات السوفيتية في ستالينغراد وبدأ الجيش الألماني يتكبد هزائم ساحقة، أي أنه بعد عودة رفات تيمورلنك إلى سمرقند تغير الوضع على الجبهة بشكل كبير، وبدأت القوات السوفيتية تحقق الانتصارات تلو الانتصارات حتي مايو 1945 عندما انتهت الحرب بالنصر علي الألمان.
ولكن هل كانت هذه هي القصة الوحيدة عن لعنة تيمور لنك؟!