إيمان العادلى
في وحدة من أكتر القصص رعبًا في التاريخ
الكونتيسة “اليزابيث باثوري” ..
في أغسطس 1560م ولدت اليزابيث باثورى لعائلة من أغنى وأقوى العائلات في هنغاريا، أسرة ليها نصيب كبير من السمعة السيئة الناتجة عن الأعمال الفاضحة لأفرادها، بما فيها عم “اليزابيث” اللي كان يعتقد أنه عبد للشيطان، وعمتها المشعوذة مثلية الجنس “كلارا” اللى بتميل لتعذيب الخدم، وشقيقها “ستيفان” مدمن الخمر..
واشتهر عن والد ووالدت “اليزابيث” الجنون، وقيل انهم كانوا بيضحكوا ويبكوا بدون سبب دايمًا وعلى الأرجح كانوا مصابين باضطراب عقلي، ويقال ان والدها قام بقتل طفل صغير أمامها وهى طفلة عمرها 9 سنوات ويمكن الطفولة القاسية دي هى اللى أدت للسلوك المنحرف اللي سلكته “اليزابيث” وهى كبيرة..
كان لعمتها “كلارا” تأثير كبير عليها حيث ان “اليزابيث” قضت معها أوقات طويلة كانت بتشوف فيها الأعمال القذرة اللى بتمارسها عمتها من شعوذة وشذوذ وتعذيب الخدم وشرب دمائهم..
في سن ال 15 تزوجت “اليزابيث” بـ “فيرينك ناداسادى” وعاشوا فى قلعة “Csejte” مكان وقوع جرائمهم البشعة، وظهرت سادية “اليزابيث” لأول مرة فى سجن داخل قلعتها، لما كان زوجها الضابط بيعذب بعض المساجين التقطت “اليزابيث” مقص فضي يخص زوجها وطعنت به أحد المساجين..
واحتفظت بلمقص الفضى فى غرفتها وكانت بتحس بسعادة ديمًا لما تشوفه..
أدمنت التعذيب وتفننت فيه حتى انها ابتكرت طرق وأساليب وأدوات جديدة لتعذيب المساجين
زي الضرب بعصا ثقيلة، وتخييط الفم، وحرق الناس وهم أحياء، ويمكن الأكتر وحشية من كل ده أخذ الفتيات لخارج القلعة، ووضعهم في الثلج وسكب الماء البارد عليهم ليتجمدوا حتى الموت..
ويعتقد إن اليزابيث كانت بتتلقى بعض المساعدة فى القيام بالأعمال دي من خادماتها “هيلينا جو” و”دوركا” و”كاتارينا”، وصديقتها “آنا دارفوليا”، وطبعًا معلمتها وعمتها “كلارا”..
كان هوسها الأكبر هو ازاي تحافظ على شبابها وجمالها والإحتفاظ بيه، فاعتمدت على مجموعة من المشعوذين اللي كانوا بيعملون أي حاجه ممكن ترضيها وبأى ثمن..
بعد وفاة زوجها سنة 1604 تدهورت حالة “اليزابيث” النفسية واضطرت لتخلي عن ابنها لعائلة زوجها عشان تحافظ على حقها فى تملّك القلعة، الأحداث دي أدت لشعور “اليزابيث” إن شبابها بدأ يتلاشى ومكانش فيه أى فائدة من العلاجات والأدوية اللى السحرة بيعملوها،
وفى يوم من الأيام عرفت “اليزابيث” العلاج الفعال اللي هيحافظ على شبابها للأبد ودا لما كانت وحده من الخادمات بتمشط شعر سيدتها وعن غير عمد جذبته بقوة فتألمت “اليزابيث” وقامت بمعاقبة الخادمة بطريقة بشعة وهى جرح وجهها جروح كتيير بالمقص الفضي وبعدما انتهت من عقاب الخادمة كان دمها مغطي إيد وملابس “اليزابيث” فأسرعت لغسل يدها من الدماء فلاحظت ان بشرتها بقت أنعم وأكثر نضارة بسبب الدم!
فرحت جدًا واستشارت سحرتها اللي وافقوها الرأى طبعًا، ودي كانت بداية المذبحة..
كانت “اليزابيث” تأمر الخدم بربط الخادمات الصغيرات من أرجلهم بسلاسل، وتعليقهم فوق حوض الإستحمام، وقطع رقابهم للحصول على الدماء،
اخترعت “اليزابيث” أسلحة وأدوات جديدة لاستنزاف دماء الفتيات، ومن الأدوات دي “العذراء الحديدية” وهى عبارة عن صندوق على شكل امرأة مليان مسامير مثبتة في الداخل تغرس فى جسم الخادمة اللى توضع داخله..
كمان فيه قفص صغير ضيق مثبت فيه مسامير، بتوضع الفتاة داخله حتى تنزف كل دمها وتموت بسبب الجروح اللى أحدثتها المسامير..
عرف سكان المقاطعة بلأحداث اللي بتحصل داخل القلعة، اللي أدى لقلة عدد المتقدمين للعمل كخدم هناك، لكن “اليزابيث” قامت بعرض مرتبات مغرية دفعت البعض للإجبار بناتهم للعمل هناك،
فى كل يوم يُقتل عدد كبير من الفتيات للحصول على دمائهم؛ لإن دماء بنت واحدة متكفيش لملأ حوض استحمام “اليزابيث” بالإضافة لبعض الكاسات اللى بتشربها فى الصباح وقبل النوم وأحيانًا بتقدمها لضيوفها اللي على مذهبها، أما لحوم الفتيات فكانت بتُقدم كوجبات للحرس والعمال داخل القلعة..
فى سنة 1610م تسربت الأخبار عن كونتيسة الدم حتى وصلت لقصر الحاكم اللي أرسل بعض الضباط للتحقيق ف الأمر، منهم “جيورجى ثورزو”
وراح المكلفون للقلعة للتحقيق فى الجرائم المزعومة و جمع الادلة، لكن الموضوع مكانش محتاج لجمع أدلة لإن “اليزابيث” مكانتش بتخفى الجثث!، لكن بترميها فى قبو القلعة اللي عثروا فيه على أكتر من 650 جثة بنت..
فى يناير 1611م قُدِّم للمحاكمة الخدم المساعدين لـ”اليزابيث”، لكن الكونتيسة نفسها لم تحاكم بسبب مكانتها الإجتماعية، لكن سجنت داخل أحد غرف قلعتها لحد ما ماتت سنة 1614م وهي فى ال54 من عمرها.