العاصمة

هل حقًا السياسة نجاسة؟

0

إيمان العادلى
السياسة ليست نجاسة خدعونا فقالوا السياسة نجاسة
وهذا بالفعل واقع الخلاف الآن تجد من يقول الإسلام عظيم لا ينبغى أن ندخله فى السياسة وأن السياسة فاسدة لا يجوز خوض المخلصين فيها إذًا هل نترك مصيرنا بأيدى أناس تحكمهم السرقة ويرفضون التحكم بأوامر الله؟
لماذا إذًا تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن طبيعة الدولة وكيفية إدارتها إن كانت حقًا السياسة نجاسة؟
وذلك لكي لا يخوض الشرفاء غمار السياسة وينتصروا للقيم النبيلة ويبقي ميدان السياسة خالياً لأعداء الشرف
وكان نتاج تخويف الناس من السياسة وجود رجال دين علي مستوي عال في العلوم الدينية ومستوي متدني من العلوم السياسية ففقدنا ربط الدين بالسياسة فأصبحنا نفكر ب عقول العلماء السابقين وفقدنا الإبداع والتطور وتفسير العلوم الدينيه بطريقة تواكب العصر
مع أن السياسة هي علم قديم الأزل واستخدمه الله وانبياءه الكرام
السياسة نجاسة بمن يطبقونها وطهارة بمن يطبقونها فسعيى هو تأيد من يرجون الطهارة فى ممارساتهم حتى وإن أخفقوا ولن أسعى لتأييد من يرجون دونها فى ممارساتهم حتى وإن ظهر للعيان أنهم نجحوا لأنى على ثقة من قول الله تعالى : (ومَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)
السياسة هى عموما
القيام بتنظيم وتربية ورعاية كافة شؤون الدولة خارجياً وداخلياً
أما الواقعيون فعرفوها بأنها فنٌّ يقوم على دراسة الواقع السياسي
السياسة لغوياً هي القيام على الشيء بما يصلحه وتعني أيضاً الترويض والتدريب على وضع معيّن والتربية والتوجيه وإصدار الأمر والعناية والرعاية والإشراف على شيء والاهتمام به والقيام عليه.
وأما السياسة اصطلاحياً فقد عرّفها سقراط بأنها فن الحكم السياسي .
وعرفها أفلاطون بأنها فن تربية الأفراد في حياة جماعية مشتركة وهي عناية شؤون الجماعة أو فن حكم الأفراد برضاهم والسياسي هو الذي يعرف هذا الفن.
يرى البعض أن هناك ضرورة لفصل الدين عن السياسة لمنع تسيس الدين وإستغلاله من قبل البعض عن طريق ربط الدين بمصالحهم الشخصية بينما يرى آخرون أنه لابد من تدخل الدين في شتى أمور الحياة بما فيها السياسة وأن في عهد الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والخلفاء الراشدين كان المتحكمون في الشؤون السياسية في المدينة هم نفسهم المتحكمون في الأمور الدينية ومع ذلك كانت كانت الدولة لا تعاني من ما يُسمى بخلط الدين بالسياسة آنذاك.
السياسة نجاسة و الدين قداسة فلا يمكن بأي حال من الاحوال أن نجمع بين خطين متوازين اطلاقا و بتاتا و نهائيا .. لانهما خطان متوازيان لا يلتقيان لا سياسة في الدين و لا دين في السياسة و الأنظمة العربية تستند على الدين كلما و قفت عاجزة عن تحقيق مراد لسياسة يدخلها اﻷنجاس فينجّسونها ويدخلها الطاهرون فيطهرونها مثل الأمن والقضاء واﻹعلام والتعليم وكل نشاط من نشاطات الحياة…
السياسة تحتاج إلى الشرفاء كي لا تتحول من وسيلة ﻹدارة الشّأن العام إلى وسيلة لتسميم الشأن العام هذه ليستْ دعوة لأنخراط جميع الشباب ولا الهيئات في السياسة
فالسياسة كغيرها لها رجالها الذين يجيدون طرقها ومكائدها وقد صارت في عالمنا اليوم علمًا متشعب الفروع ولكنها رفض لمثل هذه الإطلاقات والتعميمات التي قد تصرف بعض الأكفاء الصالحين عن باب مِن أبواب الإصلاح الممكنة بزعم أن يبقى ثوبه بعيدًا عن نجاسة السياسة التصرف السياسي الذي يقوم على أختيار أدنى الشرين لدفع أعلاهما لا يمكن وصفه حينئذٍ بأنه غير أخلاقي أو غير شرعي بل هو تصرف سياسي شرعي أخلاقي “وفي ذات الوقت فهو ظني اجتهادي ليس قطعيًّا” يُنسب لصاحبه لا للشريعة.
لو أن عالم الدين لديه علم السياسة لأفهم الناس أن تجمع بلاد العالم علي الوطن العربي من أجل الفتك بثرواتنا ومواقعنا الطبيعية المتفردة
لو أن علماء الأزهر تعلموا العلوم السياسية لما كانوا صيدآ سهلا للأعلاميين الذين أساؤوا لهم واساءوا لأزهرنا الشريف في معاركه والتي أنتبه لها شيخ الأزهر ومنع غير المتخصصين وذوى العلم منهم من الظهور إعلاميا
لو تعلم رجال الأزهر العلوم السياسية والحداثة وقاموا بربطهم معآ بما لديهم من مخزون ديني لما أستطاعوا أعداء البلاد الإنتصار عليهم في المبارزات الحوارية
وقد رأى العالم أجمع علي مدار سبع سنوات ماضية كيف أن مصر أدارت أقوى ملحمة سياسية عسكرية أقتصادية دبلوماسية في التاريخ الحديث وأنتصرت علي نصف الكره الأرضية بما فيها من شرور ومكائد تحاك لوطننا
أدارتها بمنتهي الشرف وأنتصرت
يا سادة السياسة ليست نجاسة فليس هناك علوم نجسة وإنما النجاسة والشرف تكمن فيمن يمارس ذلك العلم
الآخرون قلوبهم تملؤها النجاسة فبالتبعية سياستهم نجسة
أما مصر فهي دولة الشرف والمبادئ لذلك فهي تدير معركتها بمنتهي الشرف
يا دعاة الخير والسلام تعلموا العلم ومارسوه بشرف دفاعاً عن العلم ودفاعاً عن الشرف
وعاشت مصر حرة أبية

اترك رد

آخر الأخبار