هل المقتول يخرج علي الناس بمكان قتله ؟
كتبت / ناهد عثمان
دعوى أن من مات مقتولا يمكن أن يخرج على الناس في المكان الذي قتل فيه ، دعوى فاسدة ، وهي أمر من أمور الجاهلية
فمن مات – بالقتل أو غيره – خرجت روحه من بدنه ، وذهبت إلى ربها ، فإن كان صاحبها من أهل الإيمان تنعمت روحه ، وإن كان من أهل الكفران عذبت روحه ، وإن كان من أهل العصيان ، فالله أعلم بحاله
فإذا قامت الساعة أعيدت كل روح إلى
بدنها ، وبعث الناس ، وقاموا لله رب العالمين ، ينتظرون فصل القضاء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
�” اعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ ” سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا ” أَنَّ
ان الْمَيِّتَ ، إذَا مَاتَ : يَكُونُ فِي نَعِيمٍ ، أَوْ عَذَابٍ ،
وَأَنَّ ذَلِكَ يَحْصُلُ لِرُوحِهِ وَلِبَدَنِهِ ، وَأَنَّ الرُّوحَ تَبْقَى بَعْدَ مُفَارَقَةِ الْبَدَنِ مُنَعَّمَةً أَوْ مُعَذَّبَةً ، وَأَنَّهَا تَتَّصِلُ بِالْبَدَنِ أَحْيَانًا ،
فَيَحْصُلُ لَهُ مَعَهَا النَّعِيمُ وَالْعَذَابُ . ثُمَّ إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ الْكُبْرَى أُعِيدَتْ الْأَرْوَاحُ إلَى أَجْسَادِهَا ، وَقَامُوا مِنْ قُبُورِهِمْ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (4/284) .
فإن تهيأ لبعض الناس أن القتيل ظهر له في مكان قتله : فهذا من أمر الشيطان
، تبدى له في صورة القتيل ، وزعم أنه هو ؛
ليلبس على الناس أمر دينهم ،
وربما أخبره بأن قاتله فلان ، فيذهب ليخبر أهله بما رأى ، فتقع الفتنة بين الناس ، ويحصل القتل والفساد في الأرض .