العاصمة

هذا هو الإسلام

0

اسلام محمد

الإسلام هو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الأديان وهو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله جل وعلا لأهل الأرض وأهل السماء، فما من رسول ولا بني إلا بعثه الله جل وعلا بالإسلام بداية من نبي الله نوح الذي قال عنه ربنا حكاية عنه في سورة يونس: { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (72) سورة يونس و سورة النمل (91).
وما بعث الله الخليل إبراهيم لا بالإسلام قال تعالى:{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (130، 132) سورة البقرة .
وما بعث الله يعقوب إلا بالإسلام قال تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة.
وما بعث الله نبيه يوسف إلا بالإسلام قال الله تعالى في آخر سورة يوسف: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (101) سورة يوسف.
وما بعث الله سليمان إلا بالإسلام وهذا هو كتابه لملكة سبأ والتي قرأته على أتباعها في مملكتها قالت: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (29،31) سورة النمل وما دخلت إلا في الإسلام يوم أن شرح الله صدرها للحق وقالت: { رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (44) سورة النمل . وما بعث الله نبيه موسى إلا بالإسلام قال الله حكاية عنه: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} (84) سورة يونس.
وما بعث الله نبيه عيسى إلا بالإسلام قال الله تعالى حكاية عنه: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران . بل وإن دين الجن المؤمنين هو الإسلام قال الله عز وجل حكاية عنهم: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} (14، 15) سورة الجن .
وما بعث الله مسك ختامهم إلا بالإسلام قال تعالى لنبيه: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (3) سورة المائدة . وخاطبه الله جل وعلا بقوله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } (19) سورة آل عمران .
فالدين الوحيد الذي ارتضاه الله لأهل السماء وأهل الأرض لا للعرب فحسب بل للبشرية جميعاً إنما هو دين الإسلام {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }
ولقد ترب الصحابةُ رضِيَ الله عنهم في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم وتعلم على يد خير معلم على وجه الأرض ،فعاشوا الإسلام حياة واقعيَّة، فقد صَنَعَ الرسول صلى الله عليه وسلم من أصحابِه صُورًا حيَّة من الإيمان، وجعل مِنْ كُلِّ فردٍ مِنْهم نموذجًا مُجسَّمًا للإسلام، يراهُ النَّاس فيَرَوْنَ الإسلام، ففتحوا البلاد، ودخل النَّاس في دين الله أفواجًا، عندما رأوا هذه السلوكيات الراقية. والأمثلة في ذلك كثيرة أذكر منها
فيما رواه مسلم في صحيحه (برقم 2482، وأحمد 3/109) حيث قَالَ: “أَتَى عَلَيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، قال: فَسَلَّمَ علينا، فَبَعَثَنِي إلى حاجة، فَأَبْطَأْت عَلَى أمي، فلما جئت قالت: ما حَبَسَكَ؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، قالت: ما حاجَتُهُ؟ قلت: إنها سِرٌّ، قالت: لا تُحَدِّثَنَّ بِسِرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا. قال أنس: والله لو حدثت به أحدًا لحدثتك يا ثابت”. فإننا حين نتأمل هذا المشهد العجيب، نجد فيه من الدروس الجليلة ما فيه، فأنس في هذا الوقت غلام في حوالي العاشرة من عمره، أتت به أمه أم سليم النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ليكون خادمًا له صلى الله عليه وسلم. فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك. فقد كان في هذه السن طفلا لا يزال يلعب مع الغلمان إلا أن الخبر الذي نحن بصدده يكشف لنا رقي التربية التي ترباها هذا الغلام في محيط الأسرة والمجتمع الذي عاش فيه. فقد تعلم فيه هذا الغلام ما نكاد نفتقده في كثير من رجال ونساء بعض مجتمعاتنا المعاصرة، ناهيك عن أبنائنا، فهذا طفل تعلم حفظ سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عن أمه التي هي أقرب البشر إلى قلب طفلها، إذ هي مستودع سره ومبلغ أمانته. إلا أنه تعلم أن إفشاء سر رجل ذي قدر كرسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي في عُرف الأخلاق الكريمة، بل هو من قبائح الأفعال أن يفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لأمه. وبقي هذا السر في صدره لا يعلمه أحد طوال عمره طفلا ورجلًا وشيخًا، حتى قال لتلميذه: “لو حدثت به أحدا لحدثتك يا ثابت”.

هذا هو الإسلام في تعاليمة السمحاء

إن استقراء أدلة الكتاب والسنة ليبرهن على أن العبادة الحقة لابد أن يكون لها أثر في نفس صاحبها وأخلاقه وسلوكه ، فالصلاة التي هم أهم أركان الإسلام بعد التوحيد والتي لها منزلتها الخاصة في الإسلام بيّن الله عز وجل شيئا من الحكم التي من أجلها شرعت فكان من هذه الحكم أنها تنهى أهلها عن الفحشاء والمنكر كما قال الله عز وجل: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت:45)

ولما أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة تقوم الليل ولكنها إذا أصبحت آذت جيرانها قال: ” هي في النار ” فكأن حقيقة الصلاة أنها تزكية للنفس وتطهير لها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة ، فمن لم ينتفع بصلاته في هذا الجانب فكأنه لم يستفد أعظم ثمرات الصلاة.

أما الصيام فإنه كذلك تهذيب للنفوس وحرمان لها من شهواتها المحظورة ونزواتها قبل أن يكون حرمانا لهذه النفوس من الأطعمة والأشربة والشهوات المباحة.

ولأجل هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.

ويذكر القرآن ثمرة الصوم العظمى فيقول الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)

وفي نفس السياق يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن من صام امتثالا لله عز وجل ينبغي أن يتميز بأخلاقه وحلمه:

” فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم” .

إننا نرى في واقعنا فئات من الناس تقوم بعكس ذلك تماما ، تراهم إذا صاموا ضاقت صدورهم ، وساءت أخلاقهم ،ولأول عارض من خلاف تراهم يثورون ويغضبون ويسيئون، فإذا عوتبوا اعتذروا بأنهم صائمون!!

فهل حقق هؤلاء الثمرة من الصيام ؟ وهل امتثلوا التوجيه النبوي الكريم؟.
وإذا نظرت إلى الزكاة وجدتها في أصلها تطهيرا للنفس من أدران البخل والشح ، وتعويداً للنفس على السخاء و الجود وقضاء حوائج الناس والشعور بأزماتهم، ولهذا قال الله عز وجل : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) (التوبة: من الآية103) .

( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (البقرة:197)

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: ” السكينة السكينة” ووجههم إلى ضرورة التحلي بحسن الخلق في حجهم وبشرهم على ذلك بالأجر العظيم:
من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه”.

هذه هي عبادات الإسلام العظام

اترك رد

آخر الأخبار