نقل الموناليزا إلى قاعة خاصة وأسعار مخصصة للبريطانيين.. تفاصيل مشروع ماكرون لتطوير اللوفر
إيمى عاطف
في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة متحف اللوفر وإعادة تأهيله، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مشروع طموح يشمل إنشاء مدخل جديد للمتحف، وتحويل محيطه، والأهم من ذلك، نقل لوحة الموناليزا إلى قاعة مخصصة لها.
وهذا المشروع الذي يُعدّ الأكبر من نوعه منذ عقود، يثير ردود فعل متباينة، خاصة فيما يتعلق بتكلفته الضخمة والمخاوف حول ملاءمة الموقع الجديد للوحة الأشهر في العالم.
مدخل جديد للّوفر ونقل الموناليزا إلى قاعة خاصة
وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعتزم تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى تحديث متحف اللوفر، أبرز معالم فرنسا الثقافية، من خلال إعادة هيكلته وإنشاء مدخل جديد بحلول عام 2031 كحد أقصى.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن المشروع يشمل نقل لوحة “الموناليزا” إلى مساحة مخصصة داخل المتحف، بحيث تكون منفصلة عن بقية المعروضات وبنظام دخول مستقل.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن هذا القرار يأتي في وقت يواجه فيه ماكرون عزلة سياسية غير مسبوقة حتى داخل دائرته المقربة، مما يدفعه إلى تعزيز حضوره في المجالات التي لا يزال بإمكانه التأثير فيها، مثل الثقافة، مشيرة إلى أن للوفر، حيث احتفل بتنصيبه عام 2017، يشكل فرصة رمزية لإعادة تثبيت صورته القيادية.
وقد جاء الإعلان خلال خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، أمام مجموعة من الشخصيات الثقافية والسياسية، حيث كشف عن المخطط الطموح لإنشاء مدخل جديد في الواجهة الكلاسيكية للمتحف المواجهة لكنيسة سان جيرمان لوكسيروا، بحسب الصحيفة الفرنسية.
ومن بين أبرز التدابير التي كشف عنها الرئيس الفرنسي، نيته رفع سعر تذكرة الدخول للزوار القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي بدءًا من العام المقبل، مما يعكس توجهًا نحو التمويل عبر رسوم الدخول، بحسب إذاعة ” 20 مينيت” الفرنسية.
وفيما يتعلق بسعر التذكرة لدخول متحف اللوفر، فهي 22 يورو (30 دولارًا )، ولكنها مجانية لأقل من 18 عاماً، وأقل من 26 عاماً للمنطقة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، مع تخفيضات لكبار السن والطلاب، كما أن التذكرة تمنح الزوار فرصة زيارة “The Met Cloisters”، الذي يضم خمسة أديرة أوروبية من العصور الوسطى.
ووفقاً للقرار الجديد، فإن بريطانيا تستثني من التذكرة المجانية أو الاستفادة بالتخفيض بعد خروجها رسمياً من الاتحاد الأوروبي ومن المنطقة الاقتصادية لليورو، لذا فإن المواطن البريطاني سيدفع تذكرة باعتبارة مواطن أجنبي خارج الاتحاد الأوروبي، بحسب الإذاعة الفرنسية.
تحول شامل لمحيط اللوفر
في سياق متصل، أعلنت بلدية باريس عن نيتها إعادة تصميم المناطق المحيطة باللوفر ضمن مشروع التحديث، مشيرة إلى رغبتها في تعزيز المساحات المخصصة للمشاة وزيادة المساحات الخضراء.
وقالت رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو إن المشروع يهدف إلى تحسين بيئة المتحف بالتنسيق مع الدولة، مستشهدة بنجاح تقليل حركة المرور في شارع ريفولي كخطوة أولى، بحسب محطة “فرانس 3” الفرنسية.
تكلفة ضخمة وانتقادات متزايدة
من جهتها، قالت إذاعة “إر.إم سي” الفرنسية إن المشروع، الذي يُتوقع أن يكلف ما بين 700 إلى 800 مليون يورو، سيتم تمويله بشكل أساسي من إيرادات المتحف ورعاية الشركات، لكن الجدل يحيط بخطة نقل “الموناليزا”.
فقد انتقدت إليز مولر، الأمينة العامة لنقابة “SUD-Solidaires Culture”، القرار، مشيرة إلى أن الموقع الجديد للوحة يقع في منطقة معرضة لخطر تسربات المياه والفيضانات، نظراً لقربها من نهر السين ومترو الأنفاق.
وأضافت مولر أن هذه الخطوة تمثل استثمارًا باهظ التكلفة في وقت تعاني فيه الميزانية العامة من ضغوط كبيرة، معربة عن شكوكها بشأن جدوى الإنفاق الضخم على إنشاء قاعة منفصلة للوحة ليوناردو دا فينشي.
تذكرة خاصة لمشاهدة الموناليزا
رغم الجدل، فإن قرار نقل الموناليزا يبدو نهائيًا، حيث ستتم إتاحتها للزوار في قاعة مستقلة تتطلب تذكرة دخول خاصة، على أن يتم تنفيذ هذه التغييرات خلال السنوات الست المقبلة.
ورغم أن التفاصيل المالية لرسوم الدخول لم تُحسم بعد، إلا أن المشروع يحمل في طياته تحولات جذرية في تجربة زيارة المتحف الأشهر في العالم.