نشأ هذا السحر حسب الدراسات التاريخية في بلاد فارس بحوالي 5000سنة
قبل الميلاد على يد كاهن يدعى” زورستر” وهو مؤسس طرق السحر التي تبعه
فيها العرافين والسحرة من مختلف الأمم والحضارات الأخرى كالمصريون القدماء
والكنعانيون ثم الرومان وغيرهم …
السحر الأسود والمصريون القدماء :
كان الفراعنة في مصر القديمة كسائر الأمم القديمة يؤمنون بالسحر ووجود القوى
الخفية المسيطرة عليهم , لذا مارسو السحر و برعوا فيه , وكان السحر يمارس في
المعابد على يد الكهنة ,ولكن ممارسته لم تكن محصورة فيهم ، بل مارسها الملوك
أيضاَ ، حتى أن الملك /نكتاييبوس/ كان من أبرع السحرة وأعظمهم ,,وقد اكتشف في
احد أوراق البردي عرضت وحفظت لاحقاَ في المتحف البريطاني , بعض الرموز السحرية
التي كان المصريون القدماء يستخدمونها في طقوس سحرهم ,,
ولمزيد من الدقة , فالسحرالأسود لم ينحصر في مصر وحدها ، بل عرف في كثير من البلدان
الأفريقية وخصوصاَ في شمالها ، وكانت ممارسة السحر في هذه المناطق تعتمد على طرق كثيرة
من الممارسات ، كصنع تماثيل مشابهة للضحايا ثم غرس إبر حادة فيها إعتقاداَ منهم بأن الضحية
ستعاني من الألم المبرح كما لو انها مغروسة في جسد الضحايا ،والغريب ان هذه الأعمال كانت
غالباَ ما تصل إلى هدفها …..
اما الكنعانيون فكانوا يعتقدون بقوة ، أن أجساد بعض الحيوانات ، تصدر قوى سحرية غامضة وشريرة ، حتى أنهم كانو يعتبرون نباح الكلاب ليلاَََََ َتجذب إليهم البلاء والمصائب بالنائمين ، والطريف أن هذا الإعتقاد شائعاَ حتى يومنا هذا ….
اليهود واوربا والسحر الأسود :
يعتبر اليهود تاريخياَ من أبرع وأخبث الأقوام في أعمال السحرالشريرة , ولديهم مرجع شبه مقدس عند كبارالسحرة اليهود باللغة العبرية يدعى كابالا ,وقد حاول كبار السحرة في العالم الحصول عليه بأي ثمن كان ، لكن محاولاتهم جميعها ذهبت أدراج الرياح ……
–وقد عرفت أوروباأيضا السحر الأسود، وقد ساهم اليونانيون قبل غيرهم في انتشار
السحر وتجسيدها بأصوات الطيور وسلوك الطيور الجارحة في حركاتها وصراخها
ومن خلال ملاحظة بعض العلامات التي قد تظهر في أحشاء القرابين و والتي يقوم الكهنة
بتحليلها وقراءة رموزها ومن ثم ممارسة أشكال السحر التي تناسبها .
–وقد سادت ممارسات السحرالأسود أكثر في العصور الوسطى فقد كان لكل أمير وأميرة
ساحر خاص به وكانت تتم على -الأغلب- بهدف إما الحصول على القوة والنفوذ والسلطة
أو لإزاحة الأعداء من الطريق والتخلص منهم وكانت -أحيانا- تستخدم للزواج كما حدث مع
الليدي “إليانور كوبهام” التي استطاعت بقوة السحر أن تغري دوق “همفري” وتجبره على
الزواج منها. و هذا ما حدث أيضا مع “أنابولين” زوجة “هنري” الثامن فقد كانت أشهر
ساحرات ذلك العصر واستطاعت أن
تقتل كل من عارض زواجها واحدا تلو الآخر، وكانت هذه الساحرة بارعة الجمال من أكثر
الساحرات اللاتي تحدث عنهن التاريخ البريطاني فقد كانت تقتل كل من يعارضها ولا
ينفذ أوامرها وكانت غالبا ما تقوم بقتل ضحاياها بواسطة سموم لايظهر لها أعراض؛
لذلك كان يقال أن هذه السموم تصنع بواسطة الشياطين وهم من يقومون بدسها للضحية
ويقال إنها في ليلة واحدة قامت بقتل 12 ساحرا وكاهنا وقسيسا .
–وقدعرفت روسيا أيضا السحر ولعل “راسبوتين” أشهر هؤلاء السحرة ورغم سمعته
السيئة –كان يلقب بالراهب الماجن- فإنه كان يعتبر من (الرجال المقدسين)، ففي
طفولته، ظهرت لدى “راسبوتين” رؤى مستمرة عن القوى الإلهية وقدرات الشفاء
الخارقة، إذ كان باستطاعته مثلا أن يبرئ حصانا من جراحه بمجرد لمسه. لكنه اكتسب في فترة
مراهقته اسم “راسبوتين” (أي الفاجر) بسبب علاقاته الجنسية الفاضحة.
وحين بلغ “راسبوتين” الثلاثين من عمره كان زوجا وأبا لأربعة أطفال، إلا أن
ولعه بالشراب والنساء (كان نسونجي )بالإضافة إلى سرقة الجياد كان دائما سلوكه يتناقض
وأصول الحياة العائلية التقليدية. وكان حادث اتهامه ذات مرة بسرقة حصان نقطةتحول في حياته،
فقد هرب من القرية ولاذ بأحد الأديرة حيث اتخذ صفة الرهبان والتي لازمته بعد ذلك طيلة حياته
ومع تأثره بتجاربه الروحانية، رحل “راسبوتين” عن قريته ليصبح مسافرا جوالا في
أنحاء روسيا وخارجها. وخلال هذه الرحلات لم يغتسل أويبدل ملابسه لفترات طويلة ، وكان يرتدي قيودا حديدية زادت من معاناته
وقدشملت هذه الرحلات الدينية الشاقة رحلة إلى جبل أثوس باليونان وساعدته على اكتساب أنصار ذوي نفوذ مثل “هيرموغان، أسقف ساراتويه”.
بحلول عام 1900 تقريبا َوصل إلى سان بطرسبرغ كلام عن قوى روحية قادمة
من سيبريا ذات قدرات وحشية تتمتع بعيون مضيئة، ونظرات حارقة وقد زاد ذلك في شهرة
“راسبوتين” وساهم في إنتشارها ، حيث إن الطبقة الأرستقراطية كانت مولعة بأمور السحر
والتنجيم،وكانت عمليات تحضير الأرواح أمرا مألوفا وإعتيادياَ
وفي عام ألف وتسعمائة وخمسة قابل “راسبوتين” عالم لاهوت كان يعمل رئيسا
لأكاديمية دينية وكاهن الإعتراف الخاص للإمبراطورة “إلكسندرا فيودروفونا” وهو الذي
رشح “راسبوتين” وقدمه للقيام
بالتنبؤ وأعمال السحر لصالح البلاط الملكي. وكان للأسرة الملكية الروسية في
الماضي تقليد استقبال الرجال المقدسين من أجل مناشدتهم للتدخل بطرقهم الخاصة بالسحر
لأهداف شتى وخصوصاَ تلك التي تسهل وتضمن ولادة ذكر يرث عرش روسيا.
———السحروالرؤساء :
وقد استمراهتمام الحكام بالسحرة لفترات طويلة جدا وقد شاع عن الكثير من
الزعماء والرؤساءاهتمامهم بالسحر وقد ألف “أندريه ياربو” أشهر منجم فرنسي
معاصر كتابا تناول فيه خفايا العلاقة السرية ما بين الحكام ورجال الحكم من جهة
وعالم السحر والتنجيم من جهةأخرى. ويعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق “رونالد
ريجان” الأشهر في دنيا الدجل، حتى إنه عند توليه الرئاسة في عام 1981 اختار
ثلاثة منجمين ضمن مستشاريه الرسميين، ولم يأخذأي قرار دون الرجوع إليهم، وعلى
أساس حسابات الأبراج اختار “ريجان” نائبه “جورج بوش”، كما أنه اعتمد على نصائح
عرافه المقرب “داني توماس” لمساندة “تانكر نيافيز” في انتخابات الرئاسة في البرازيل.
وأيضا الحديث عن ولع “نانسي” -زوجة “ريجان”- بالسحر والشعوذة يقترب من
الأساطير، فمن يصدق أن زوجة رئيس أكبر دولة في العالم استدعت مشعوذا من الهند،
صنع لها حجابا، حاولت إقناع زوجها بأن يعلقه في رقبته، وعندما فشلت وضعته تحت مخدته
وكان الرئيس الفرنسي الراحل “فرانسواميتران” يستفسر عن أبراج زعماء العالم
قبل مقابلاتهم،
-تعرض السحرة في كل العصور إلى أشد وأقسى أنواع العذاب، ورغم ذلك فلم يتوقفوا
عن بيع أرواحهم للشياطين ظنا منهم أنهم سيحموهم من أي عقاب من القضاء والعدالة. فكانت كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا تحكم على الساحر بالإعدام حرقا وفي أسكتلندا كانوا يعاقبونهم برميهم في إناء مليء بالإسفلت المغلي.
-أماأمريكا فقد كان عقاب الساحر الشنق في أقرب شجرة لمنزل أو مكان الساحر وهو
ما ارتد على الزنوج في تلك الفترة، حيث كان البيض يقومون بشنق الزنوج على أغصان
الأشجار كرهاَ لهم ثم يقومون بإلصاق تهمةالسحر فيهم زورا وبهتاناَ .
وإذا رجعنا لصفحات التاريخ، فسنقرأ إن لويس الرابع عشر، أحد أشهر ملوك فرنسا،
كان يجبر العرافين على البقاء معه في غرفة النوم ليحددوا له الوقت المناسب
للإنجاب. وهو ما كان يفعله أيضا الرئيس الأوغندي الأسبق “عيدي أمين”، الذي
أطلق الرصاص على أشهر السحرة في بلاده عندما أخطئوا في نوع المولود الذي كان
ينتظره من إحدى زوجاته.
ولكن أبشع وأقسى طريقة اتبعت لعقاب السحرة هي التي طبقتها محاكم التفتيش
بإسبانيا، فقد أعدت هذه المحاكم غرفاًأعدت خصيصاَ لهم مزودة بكافة آلات التعذيب التي
لا تخطر على بال البشر، وأطلقوا عليها (غرف التعذيب أو الاعتراف) فعند القبض
على الساحر واعترافه مبدئياً بمزاولته السحر يدخل إلى غرفة التعذيب حيث يقومون بتعذيبهم
بطرق بشعة للغاية أبسطها الحرق ونزع الأظافر والصلب واقتلاع العيون من محاجرها و….
وفي القرن الثامن عشر عندما ألغيت عقوبة الإعدام على السحرة واستبدلت بعقوبة
الحبس البسيط أوالغرامة، وجد الناس الفرصة سانحة لمزاولة السحر وتعلمه
والعمل به جهراً، وتكونت الأندية وجمعيات السحر التي ضمت عدداً كبيراً من
الرجال والنساء من مختلف الطبقات وأدى تخفيف العقوبة إلى رواج الدجل والشعوذة،
وكان من يخشى اللوم أو النقد يدعي أنه يعمل في علم الكيمياء الذي اشتهر أمره
في ذلك الوقت، وساعدهم في ذلك أن المختبرات تشابه نوعاَ ما غرف السحر
وكان بعض السحرة في ذلك الوقت يسكنون بين القبور والأمكنة
الموحشة ويتجسدون في أجساد الموتى ويسطون ليلاً على الآدميين فيمتصون دماءهم
واشتهروا في ذلك الوقت باسم (مصاصي الدماء)،وزاد عددهم في الدول الأوربية ،
وانتشرت في ذلك الوقت طرق تحصن البشر ضد مصاصي الدماء……
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.