نسعى إلى هجر هوانا من أجل مولانا
كتبت : إسراء قميحة
كما قال الداعية الإسلامي “مصطفى حسني” في خاطرته التي نشرها بموقع الفيس بوك أن الرسول ﷺ قال أن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ، والمهاجر هو من هجر هواه من أجل مولاه
وللعلم أن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن في الأول من محرم ، لكن هجرة الرسول الحقيقية كانت في شهر ربيع الأول
ولكن تم تأريخ التقويم الهجري باتفاق جميع الصحابة أن يكون اول هلال بعد الحج هو بداية السنة الهجرية نسبة أن نية رسول الله ﷺ للهجرة كانت في شهر ذي الحجة
فعلينا ان نتعلم من الهجرة ان نأخذ بالاسباب ، فقد كان رسول الله ﷺ قد أرغم على الهجرة من أحب البلاد الي قلبه حيث قال (والله إنك لخير ارض الله واحب ارض الله الي الله ، ولولا قومك اخرجوني ما خرجت) ، لكنه أخذ بالأسباب وهاجر من مكة الي المدينة ، فالهجرة تعلمنا أن نفوض أمرنا الي الله ، فمن كان يصدق أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستطيع الخروج من بيته في ظل وقوف أهل قريش أمام بابه ولكن قدرة الله جعلته يخرج ولم يره أهل قريش حيث أنزل الله على ابصارهم غشاوة ، و قدرة الله وتدبيره في اختبائهم في غار ثور ، وكان رسول الله ﷺ يطمئن أبا بكر بقوله لا تحزن أن الله معنا ، فكان رجال قريش اذا نظروا اسفل قدميهم لرأوهم لكن قدرة الله ولطفه وتدبيره مع من يتوكل على الله ، فمن كان الله معه فمن أي شئ نخاف ، ولن نتطرق الي حديث خيوط العنكبوت لما قاله العلماء أنه حديث ضعيف وليس له إسناد .
كما تعلمنا الهجرة أهمية الصاحب الحقيقي الذي يقف بجانب صاحبه في الأوقات الصعبة ، فكان أبو بكر الصديق معرضا للقتل اذا كانت تمكنت قريش من رسول الله ﷺ، لكنه فرح فرحا شديدا بصحبته في الهجرة وكان على اتم استعداد ليضحي بنفسه من أجل صاحبه رسول الله ﷺ
علمتنا الهجرة النبوية أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه ، فحين ترك المهاجرون أموالهم وديارهم عوضهم الله خيراً من ذلك كله حين فتح عليهم الدنيا وتملكوها شرقا وغربا
علمتنا الهجرة أن من يتمسك بمبادئه وأخلاقه فلا يتأثر بالمحبطين البائسين ، فالرسول ﷺ كان أشد الناس تعرضا للرفض والمحاربة لكنه ظل صامدا ثابتا لم تتأثر عزيمته لحظه ولم يترك الدعوة الي الله حتي من شدة عداوة الناس له ، وذكر في كتب السيرة أن عمه أبي طالب يطلب منه أن يكتفي بهذا ، فكان يقول الرسول له لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أي أنه مستمر في الدعوة رغم شرور وعداوة من حوله ،
أي مهما كانت الظروف حولك تمسك بما تريد أن تفعله دون تراجع أو استسلام طالما تفعل شيئاً ابتغاء مرضاة الله
كل عام وانتم مهاجرون بقلوبكم وجوارحكم الي الله ، اللهم اجعله عام كله تيسير وفتح لكل الأبواب المغلقة ونجاة من كل سوء وغنى وستر و رحمة وحب وإقبال على طاعة الله.