مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ
بقلم / محمـــــــد الدكــــــــرورى
الدنيا هى جسر نعبره الى الاخره فإما ان يؤدى بك هذا الجسر الى النعيم فى جنة عرضها السموات والارض وتكون من فريق السعداء الفائزين بالجنه وإما ان
يؤدى بك الى نار جهنم حيث الجحيم الذى اعده الله للعصاه والمشركين والمتعديين لحدود الله و بعد أن أكمل الله الدين ، وأتمَّ على البشرية النعمة ، وبلَّغ
المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمانة ، وأدَّى الرسالة ، وهدى البشرية من الضلالة ، وعلَّمها من الجهالة ، وبلغ بها إلى قِمم المجد والعز والجلالة ، أنزل الله مَنْ
كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ
بقلم / محمـــــــد الدكــــــــرورى
الدنيا هى جسر نعبره الى الاخره فإما ان يؤدى بك هذا الجسر الى النعيم فى جنة عرضها السموات والارض وتكون من فريق السعداء الفائزين بالجنه وإما ان
يؤدى بك الى نار جهنم حيث الجحيم الذى اعده الله للعصاه والمشركين والمتعديين لحدود الله و بعد أن أكمل الله الدين ، وأتمَّ على البشرية النعمة ، وبلَّغ
المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمانة ، وأدَّى الرسالة ، وهدى البشرية من الضلالة ، وعلَّمها من الجهالة ، وبلغ بها إلى قِمم المجد والعز والجلالة ، أنزل الله
عليه سورة النصر ناعيًا إياه ، في أول مقدمات الوفاة ، فكل أمر اكتمل واستتم ، فالتسبيحُ والاستغفار بعده
خيرُ مُختَتم ، ولما حضرَت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الوفاة ، أخذه ألمٌ في رأسه ، ثم ثقُل عليه الوجع ، فكانت حُمًّى شديدة تنتاب جسده الشريف
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ فصَعَدَ الْمِنْبَرِ وَقَالَ : ” إِنَّ عَبْداً عُرِضَتْ عَلَيْهِ
الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَاخْتَارَ الآخِرَةَ ” فَلَمْ يَفْطُنْ لَهَا أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلاَدِنَا ” [ رواه أحمد وغيره ] ، فلم
يفهم المراد غيرُ أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه ، وأعلم الأمة بمقاصد رسول الله ، وفي تلك الأيام الحزينة ، والليالي الأليمة ، التي آذنَت بانقطاع الوحي من
السماء ، وغروب شمس النبوة ، وعن آخر النظرات لسيد البريات التي تُجهِشُ باللوعات والزفرات ، يصِفُ لنا أنسُ بن مالك رضي الله عنه مشهدًا مهيبًا ، ومُطَّلعًا
للحبيب رغيبًا ، يقول رضي الله عنه : حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الاِثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاَةِ _ الصحابة _ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ فَنَظَرَ
إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ ، كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ _ أي في الحسن والوضاءة _ ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَاحِكاً ، قَالَ : فَبُهِتْنَا وَنَحْنُ فِي الصَّلاَةِ مِنْ فَرَحٍ
بِخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَارِجٌ لِلصَّلاَةِ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَنْ
أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ ، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرْخَى السِّتْرَ ، قَالَ : فَتُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ ، فيا الله ؛ ما أعظمها من
بليَّة وفاجعة ، وما أشدها من نازلة وواقعة ، { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون } ، فماذا أعددنا للموت ، وماذا قدمنا لأنفسنا بعد
الموت ؟ اللهم توفنا وأنت راض عنا غير غضبان ، يا رحيم يا منان .
أيها الأخوة الفضلاء : حصل القضاء ، ووقع في الأرض ما قُدِّر في السماء ، فاشتدَّت بنبينا حُمَّاه ، واستباح الموت حِماه ، قالت عائشة رضي الله عنها واصفة منظره
، وكانت بين يديه صلى الله عليه وسلم رَكوَة ، فجعل يُدخِلُ يدَه في الماء ، فيمسح بها وجهه ، ويقول : ” لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات ” ، ثم نصب يدَه فجعل
يقول : ” اللهم في الرفيق الأعلى ، اللهم في الرفيق الأعلى ” ، يُردِّدها حتى قُبِض ومالت يدُه الشريفة [ في الصحيحين ] ، وسرى خبر الفاجعة بين الجموع ،
وانحدرت العبرات والدموع ، وحُقَّ لهم ذلك ؛ أليست هي وفاة أعظم نبيٍّ ، وأكرم رسول ؟ فقال أبو بكرٍ قولته الشهيرة : ” من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات،
ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت ” وتلا قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } ، فكأن الناس
لم يعلموا هذه الآية حتى تُلِيَت عليهم ، وتُوفِّي سيد الأنام ، عليه الصلاة والسلام ، عن ثلاثة وستين عامًا قضاها في الدعوة والبلاغ ، والهداية والإصلاح ، فأين
شباب الأمة وشيبها اليوم،عن كتاب الله، وسنة رسول الله، والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله، إنك لا تكاد ترى إلا الوهن والتعب ، والشدة والنصب ، ركض
وراء الأسهم والسندات ، وتتبع للشركات ، ووقوف أمام الصرافات ، والمساجد تصدح بالقراءات في الصلوات ، فيا من هذا حاله ، انتبه وخذ أهبة الاستعداد،فالموت
لك بالمرصاد،فخير الناس من طال عمره وحسن عمله،وشر الناس من طال عمره وساء عمله .فاللهم أخرجنا من هذه الدنيا على قول لا اله الا الله محمد رسول
الله ….عليه سورة النصر ناعيًا إياه ، في أول مقدمات الوفاة ، فكل أمر اكتمل واستتم ، فالتسبيحُ والاستغفار بعده
خيرُ مُختَتم ، ولما حضرَت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الوفاة ، أخذه ألمٌ في رأسه ، ثم ثقُل عليه الوجع ، فكانت حُمًّى شديدة تنتاب جسده الشريف
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ فصَعَدَ الْمِنْبَرِ وَقَالَ : ” إِنَّ عَبْداً عُرِضَتْ عَلَيْهِ
الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَاخْتَارَ الآخِرَةَ ” فَلَمْ يَفْطُنْ لَهَا أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلاَدِنَا ” [ رواه أحمد وغيره ] ، فلم
يفهم المراد غيرُ أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه ، وأعلم الأمة بمقاصد رسول الله ، وفي تلك الأيام الحزينة ، والليالي الأليمة ، التي آذنَت بانقطاع الوحي من
السماء ، وغروب شمس النبوة ، وعن آخر النظرات لسيد البريات التي تُجهِشُ باللوعات والزفرات ، يصِفُ لنا أنسُ بن مالك رضي الله عنه مشهدًا مهيبًا ، ومُطَّلعًا
للحبيب رغيبًا ، يقول رضي الله عنه : حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الاِثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاَةِ _ الصحابة _ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ فَنَظَرَ
إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ ، كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ _ أي في الحسن والوضاءة _ ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَاحِكاً ، قَالَ : فَبُهِتْنَا وَنَحْنُ فِي الصَّلاَةِ مِنْ فَرَحٍ
بِخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَارِجٌ لِلصَّلاَةِ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَنْ
أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ ، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرْخَى السِّتْرَ ، قَالَ : فَتُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ ، فيا الله ؛ ما أعظمها من
بليَّة وفاجعة ، وما أشدها من نازلة وواقعة ، { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون } ، فماذا أعددنا للموت ، وماذا قدمنا لأنفسنا بعد
الموت ؟ اللهم توفنا وأنت راض عنا غير غضبان ، يا رحيم يا منان .
أيها الأخوة الفضلاء : حصل القضاء ، ووقع في الأرض ما قُدِّر في السماء ، فاشتدَّت بنبينا حُمَّاه ، واستباح الموت حِماه ، قالت عائشة رضي الله عنها واصفة منظره
، وكانت بين يديه صلى الله عليه وسلم رَكوَة ، فجعل يُدخِلُ يدَه في الماء ، فيمسح بها وجهه ، ويقول : ” لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات ” ، ثم نصب يدَه فجعل
يقول : ” اللهم في الرفيق الأعلى ، اللهم في الرفيق الأعلى ” ، يُردِّدها حتى قُبِض ومالت يدُه الشريفة [ في الصحيحين ] ، وسرى خبر الفاجعة بين الجموع ،
وانحدرت العبرات والدموع ، وحُقَّ لهم ذلك ؛ أليست هي وفاة أعظم نبيٍّ ، وأكرم رسول ؟ فقال أبو بكرٍ قولته الشهيرة : ” من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات،
ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت ” وتلا قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } ، فكأن الناس
لم يعلموا هذه الآية حتى تُلِيَت عليهم ، وتُوفِّي سيد الأنام ، عليه الصلاة والسلام ، عن ثلاثة وستين عامًا قضاها في الدعوة والبلاغ ، والهداية والإصلاح ، فأين
شباب الأمة وشيبها اليوم،عن كتاب الله، وسنة رسول الله، والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله، إنك لا تكاد ترى إلا الوهن والتعب ، والشدة والنصب ، ركض
وراء الأسهم والسندات ، وتتبع للشركات ، ووقوف أمام الصرافات ، والمساجد تصدح بالقراءات في الصلوات ، فيا من هذا حاله ، انتبه وخذ أهبة الاستعداد،فالموت
لك بالمرصاد،فخير الناس من طال عمره وحسن عمله،وشر الناس من طال عمره وساء عمله .فاللهم أخرجنا من هذه الدنيا على قول لا اله الا الله محمد رسول الله ….