الحلقة الأخيرة والنهاية
توقفنا في الحلقة السابقة
لقد ترك دراكولا عاصمة والاكيا واتخذ طريق إلى بوينار..وظل الجيش المسلم يطارده بغضب …وكان دراكولا يحرق مخازن الحبوب والطعام ويسمم الآبار في كل مدينة يدخلها ليترك الجيش المسلم بدون مؤونة..فجيوش تلك الأيام كانت تعتمد في الإطعام على المدن التي تدخلهالكن هذا لم يؤثر في رجال كان لقد ترك دراكولا عاصمة والاكيا واتخذ طريق إلى بوينار..وظل الجيش المسلم يطارده بغضب … الله هو طعامهم وشرابهم.. وظل الجيش المسلم يطارد دراكولا لمدة طويلة جداً. ودخل في عدة معارك مع جيوش الشيطان وانتصر المسلمون في معركتين وخسروا ثلاثة
كان الشيطان دراكولا يُهاجم في آخر الليل.. لكن الجيش المسلم استبسل حتى حاصره تماماً في قلعته في بوينار
وانطلق رادو وخلفه جميع الرجال ليحطموا بحوافر جيادهم أبواب قلعة دراكولا ونزل رادو من على ظهر جواده وأخرج سيفه من غمده وأخذ يبحث عن الرأس..رأس الشيطان
فصاح دراكولا وهو يقف في ساحة خارجية تتوسط قصره: خُنت بلادك يا رادو وألبسوك عمتهم الطويلة الخاوية ؟
فرد عليه رادو : بل عرف قلبي طريق تاه عنه سنين طوال..طريق تقع في نهايته رأسك أنت
ورفع رادو سيفه كما ترفع الفرسان سيوفها.. لكنه وجد دراكولا قد رمي بسيفه بعيداً وفعل آخر شيء كان يتوقعه رادو في تلك اللحظة.. لقد قفز دراكولا في بئر بمنتصف الساحة
فأسرع رادو إلى البئر لينظر بداخله في غضب فوجد دراكولا ينظر له بسخرية ثم ركض هارباً في طريق أسفل البئر
فعزم رادو على اللحاق بدراكولا لكنه رأي رجاله قد أتوا في الأسفل وأوقدوا نار عظيمة ارتفع لهيبها إلى أعلى البئر حتى كاد أن يلفح رأس رادو..لقد كان هذا نفق سري من أنفاق دراكولا التي عُرف فيما بعد أنه قد بناها في كافة قلاعه..لقد هرب دراكولا…وترك للجيش المسلم ولاية والاكيا
هرب دراكولا إلى هنجاريا ليطلب الدعم من ملكها..ولكن ملكها بدلاً أن يقدم له الدعم قام بأسره وسجنه في هنجاريا..وظلَّ مسجون سنين طويلة
وصار رادو أميراً على والاكيا وحكم فيها بالعدل وجعل شعب والاكيا ينسى كل ما فعله به دراكولا …واستمر حكم رادو لولاية والاكيا (9)سنوات كاملة وتزوج فيها امرأة مسلمة وأنجب طفلة جميلة مسلمة تدعي ماريا ثم أتاه أجله وخرجت روحه إلى حيث مستقرها
ومن بعد وفاة رادو ..حكم والاكيا رجل خارج من سجن سنين طوال في هنجاريا..رجل يُدعى الشيطان دراكولا
شهر واحد فقط حاول فيه الشيطان دراكولا أن يُعيد أسطورة حُكمه في والاكيا.. لكن انتهى برأسه مقطوعة على رماح أحد الحشاشين المتبقين بعد أن أباد هولاكو دولتهم …ذلك الحشاش الذي أمسك بالرأس وغمسها في العسل ثم أرسلها إلى القسطنطينية إلى السلطان محمد الفاتح حتى يستلمها طازجة
إنها رأس دراكولا او فلاد الثالث التي عُلقت في القسطنطينية في البلاط العثماني ليبصق عليها من يبصق ويرميها بحجارته من يرمي..رأس حَوَت عينين كانتا متجبرتين متغطرستين والآن أصبحتا مفقوءتين تنظران إلى الأرض في ذُل
لقد كان دراكولا مختل عقلياً فقد كان يفعل أشياء عجيبة جداً في سجنه في هنجاريا..فكان يصطاد الحشرات والقوارض ويخوزقها على أعواد صغيرة من أغصان الشجر.. ويتسلى برؤيتها تموت..أي شيطان هذا..بل أي مخبول هذا !!!!
لم يكن هناك شخصية تصلح لأن يقتبسوا منها شخصية دراكولا مصاص الدماء الشهير أكثر من شخصية دراكولا الحقيقي..وهو فعلاً كان يحب شرب دماء ضحاياه الممزوجة بالخمر..والواقع أن دراكولا الذي نراه في الأفلام السينمائية يُعتبر طفلاً مُدللاً أمام دراكولا الشيطان الحقيقي
إن دراكولا قد خَلَف والده دراكول في رئاسة تنظيم التنين..وهو أحد التنظيمات السرية التي أُنشِئَت بعد تنظيم فرسان الهيكل..وهي تنظيمات ماسونية ركزت في تلك الفترة التاريخية على تجهيز حملات ضد الدولة العثمانية
تلك التنظيمات كانت في ظاهرها تدعو للإخاء والمحبة والمساواة كعهد كل التنظيمات الماسونية ولكن لها في الحقيقة أهداف أخرى أهداف سوداء
لكن والد دراكولا والذي يدعى دراكول لم يقدر على فعل شيء أمام قوة الجيش العثماني وكل الحملات التي قام بها كانت فاشلة..حتى رضخ في النهاية للسلطان العثماني رضوخاً مطلقاً وأرسل له ولديه كضمان للولاء
وتم تمثيل قصة محمد الفاتح ورادو ودراكولا في مسلسل تركي اسمة Fatih ويحكي القصة كاملة منك الطفولة الثلاثة وحتي فتح القسطنطينية ووفاة محمد الفاتح
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.