العاصمة

من هو الذى خاب وخسر ؟؟؟

0

بقلم / محمــــــــد الدكــــــــــرورى
يشير الينا النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف وهو عندما صعد على المنبر وأمن ثلاثا وقال آمين ثم قال آمين ثم قال آمين وعندما نزل سألوه الصحابه على ماذا كنت تؤمن يا رسول الله فقال جائنى جبريل وانا صاعد على المنبر وقال يا محمد خاب وخسر ثلاثا من ادرك والديه او احدهما ولم يدخلاه الجنه قل آمين فقلت آمين ثم قال يا محمد خاب وخسر ثلاثا من ادركه شهر رمضان ولم يغفر له قل آمين فقلت آمين ثم قال يا محمد خاب وخسر ثلاثا من ذكرت عنده ولم يصلى عليك قل آمين فقلت آمين وهنا نتكلم عن الخسران فى تضيع ثواب الصيام و يقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا النصب والتعب)، وأيضاً، (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه)، فكيف يضيع المسلم هذا الشهر وهو شهر رمضان شهر الصيام من بين يديه دون حصوله على المغفرة من الله؟
وبالتقوى ينال الإنسان المغفرة من الله، والتقوى تتحقق بإمساك الجوارح عن المعاصى منها اللسان وغض البصر، وألا يسمع الإنسان ما يغضب الله، كى ينال المغفرة منه، يقول الله تعالي: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
فمن هم هؤلاء المتقون الذين ينالون هذه المغفرة؟! هم (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)، وعن أبى هريره رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه) ( أخرجه البخارى فى صحيحه )،
إن الله منحنا بهذا الشهر العظيم مغفرة كبيرة وعدها لعباده المتقين تكون سببا كبيراً فى دخول الجنة، ومن كتبت له فقد كُتب له الخير كله، وكتبت له الجنة، ويتساءل، هل يُمنع العباد من دخول الجنان إلا بسبب عدم المغفرة لهم !، وهل يَدخل العباد النار إلا بسبب الذنوب التى لم تُغفر لهم!، والذنوب التى يرتكبها كل إنسان عاص لربه تكون سبباً فى شقاء العبد فى الدنيا والآخرة، فتحل فى القلب الظلمات والوحشة وتحول بين العبد وربه، ومن لم ينتهز هذا الشهر فى طلب المغفرة فمتى يغفر له؟ وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار!.
عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) (أخرجه مسلم )، وهى بشرى من الله عز وجل لكل من أمد الله فى عمره ورزقه الحياة فى شهر رمضان، فليكن الصوم ليس عن الطعام والشراب فقط ولكن عن المحرمات، وإذا كان هناك أمر من الله بالصوم عن الطعام والشراب المباح، فما بالنا بمن يصوم عن الأشياء المباحة ولا يحرم ما حرمه الله، وهذا يدل على حرمة هذا الشهر فى ارتكاب المعاصي، وطلب المغفرة من الله بصيام الجوارح أيضاً ابتغاء وجه الله عز وجل وطلب الرحمة والمغفرة .. وبفضل هذه النفحات الطيبه التى يتعرض لها الانسان المسلم فى هذا الشهر كان ضياعه هو الخسران المبين ومن هنا قال النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه خاب وخسر من ادرك شهر رمضان ولم يغفر له .

اترك رد

آخر الأخبار