من الحب ما قتل
مقال .. عمر أكرم أبومغيث
_______________
من الحب ما قتل …
هكذا يتلذذ العشاق بكلمات تنبض لها القلوب
وتبتسم الوجوه ، فالعقول الذكية التي أدركت معاني كلمات العشق وترانيم الغزل هي التي تعلم أن للحب اطياف ، يتميزون بها العشاق بين الاطلال ويعيشون المراد منها بحالتها الفعالة بكل يسر ، حين يوحى للمشاعر بجرعات من بحور الكلمات التي ينتظم عليها القلب بالمشاعر والاحاسيس ،فإن الأمواج العاتية بعبارات الحب الصاخبة وهي تتخبط مع الرومانسية وتحدث تجاذب وتنافر بين الأجسام والأرواح كالمغناطيس
وهي تتعانق ، هكذا نوصف حالة العشاق بكلمات العشاق التي تؤدي إلى ثورة الحُب المفعم و المتوهج بالإندماج والتلاصق الفعلي ،حتى تتواعد الكلمات مع الألحان سواء بنغمات حزينة أو مبهجة يتغنى بها الأحباب بين الشجر أو بين جلمود صخر وحجر ،وهناك على شواطىء الغرام يكون الإلهام في كل العقول والأطياف التي تختزن حالات المشاعر والاحاسيس المختلفة، حيث تتزن كلمات الحب بمعاني مبهرة تستقيم بقدر مع العقل
والقلب ، فالمقامات في فن الكلام هي حقيقة اختزال الحب التي تغزو الروح والجسد وتتناغم مع أناشيده في الوجدان وتتوافق فكريا ومنطقيا ، ثم يكون التجرد الخالص للقلب ، علينا أن نعطي للقلب فرصة ليستشير العقل حتى تتلاقى المشاعر وتتألف ،حيث نستطيع أن ندرك حقيقة الحب بفهم العاشقين والعاشقات ، أما عن تلاقى الأرواح وإنغماسها في الأجساد فهي أصل القبول في الجذب الروحي والجسدي وطلب النفس الملحة برغبة الممارسة والملامسة الكاملة لكل ما
سبق ،ليس بالطبول التي تقرع السمع بل حديثنا عن صنع كلمات تخترق القلب والعقل معا ،ويحق لي أن أهمس . ألمس .أتعمق .
الحديث عن العشق ليس هو بخيال لكن هو حقيقة يجب علينا أن نستعيدها إلى واقعنا ، نحن جميعا خلقنا من أجل تحقيق الحب إلى درجة العشق
في النفس والروح والجسد حتى يسلك العشق منهجه بشرف ، فالشوق ومناجاة الحبيب سر عجيب يصل لحد العشق الذي يشترط ألا يكون عشقا ممنوعا ونحن في أشد الحاجة إليه لدرجة أننا نهذي دون أن نجد من يواسينا، الحب ورغد ساحاته جميل والبحار ومراسيها التي نرتكن إليها تحت المطر أكثر جمالا ،عن كشف اسرار الحب نتحدث بدون حواجز ومن يحافظ عليه هو من ينال أمانيه. إن وصلنا لدرجة العشق فعلينا أن نعلم أنه هذا هو الحب الذي منه ما قتل .
عمر أكرم أبو مغيث