مغارة محو الأمية وتعليم الكبار بدكرنس
طارق سالم
في صباح هذا اليوم توجهنا أنا وأمل عبد المنعم لإدارة محو الأمية وتعليم الكبار بمدينة دكرنس للتعرف على الدور التى تقوم به وما تقدمه للمواطنين من تعليم لمحو أميتهم والحصول على الشهادة وفرصة عمل وللمساهمة في الإعلان والإعلام عن هذه الإدارة بدكرنس حتى ننشط دورها ونشجع المواطنين على العلم والتعلم ومحو أميتهم .
ولكننا فوجئنا بما لا يليق ببشر فنظر كل منا إلى الأخر وهو يقول ما هذا هو دا بجد مكان الإدارة دى مغارة وزادت دهشتنا فعدونا فسبقنا ظلنا الذي يمزقه خيال الغابات والحشائش .
• ولكننا عندما توجهت إلى هذه الإدارة لم يخطر ببالى ما شاهدته بعيني عند مرورى من بوابة المدخل التى أكلها الصدأ فوقفت وتأملت ما هذا فدخلت في طرقة طويلة مخيفة وكأنها بهيئتها هذه تصل بك إلى خرابة أو بيت مهجور مليئة بالحجارة والرمال والأتربة وعلى جانبيها حشائش وغابات ولم تكن مستوية للمشى عليها من كثرة الفحر والنقر وكسر الحجر بجميع أنواعه فشمرت وتقدمت وأنا مرة اترنح يمينا ومرة أخرى يسارا ومرة تقع رجلى في حفرة ومرة تصعد فوق حجر ولكننى تحاملت ووصلت السير حتى اصل إلى من بهذه الغارة قصدى هذه الإدارة
• فإذا بى أجد أمامى ما يشبه المبنى عليه يافطة خشبية أكلتها عوامل التعرية والكتابة لم يعد منها إلا أحرف يدوب تتم ترجمتها مع تجميعها حتى تصل إلى تكوين اسم الإدارة وأخيرا وبعد معاناة فهمت وقرأت أن هذه اليافطة تخص هذه الإدارة مع أنها باللغة العربية تبسمت بينى وبين نفسي وقلت ياه أخيرا إدارة محو الأمية وتعليم الكبار
• ثم نظرت إلى المبنى فم أجد غير مبنى قديم جدا وجدرانه أكلتها الرطوبة من أسمنت والطوب الأحمر بلونه يكسوه بفراغاته التى تملئها الحشرات وسقف متساقط ويظهر منه الصدأ الذي يكسو الحديد المتأكل فواصلت السير إلى طرقة أخرة وكأننى بالفعل ذاهب إلى مغارة على بابا وهذه الطرقة هي إمتدار للطرقة الأول ولكنها أشد قسوة منها من حيث الحجارة والطول والرمال والأتربة ثم تزداد بها الغابات والحشائش فتجولت بينها حتى أصل إلى باب المغارة قصدى الإدارة ولكن قبل الوصول إليه تجد ما لا يسر عين ولا قلب تجد مساحة ارض فضاء بها غابات وحشائش كثيرة و:ان هناك من قام بزرعها واشكالها مخيفة جدا وتسكنها الثعابين والقطط والفئران والحشرات وعلى جانبيها بعض الأنقاض الخشبية والحديدية المهملة .
• هذه الغابة امام باب الإدارة مباشرة وبعد خوفى من المرور بهذه الغابة دخلت الباب مسرعا فوجدت غرف مغلقة من زمن طويل ووجدت غرفة بابها مفتوح ولكن لم أسمع صوت فناديت هل يوجد أحد هنا سمت صوتا من بعيد وهو يقول لى تفضل وأنا اصلا مما رايته بعيني عند دخولى من باب الإدارة الخارجي وأنا لم أكن أتوقع أن هناك بشر بالمكان لأنه موحش ومخيف ومزعج حتى في وسط النهار .
• فدخلت فوجدت بالغرفة خمسة موظفين منهم مدير وأربع موظفين منهم ثلاثة نساء ورجل وما أدراك بالغرفة حالها كحال المبنى من الخارج فتنهدت والقيت السلام وأنا أنظر إليهم بتعجب واسال ما هذا المكان قالو لى مكتب تعليم الكبار قولت ده مكتب قالوا نعم تابع لإدارة تعليم الكبار هنا قالوا نعم فقولت وانتو ازاى قاعدين في هذه الغابة المهجورة مش خايفين قالو والله بترعب وبيدخل علينا قطط وكلاب وثعابين بس هنعمل إيه قدمنا شكاوى كثيرة ونداءات لنقلنا إلى مكان أدمى يليق بنا وبعملنا ومهمتنا التى نتعامل من خلالها مع فئة أمية بأنواعها وكبار السن .
• ولكن كان الرد مفيش مكان فاضى للأسف وبعدين كل إلا يجي يسأل عننا مش مصدق أن ده فعلا إدارة محو الأمية وتعليم الكبار ويقول ايه ده دا مكان ده دا غابة مهجورة ومنهم من يأتى ويملئ الخوف قلبه ومنهم من يأتى وعند رؤيته للمبنى فيفر مسرعا إلى الخروج ولم يعود وكمان لم يوجد لدينا حتى كراسي أو استراحة لمن يأتى غلينا ليستريح حتى ننتهى من فحص أوراقه وتقديم الخدمة له فيقفون أمام المكتب وهم ينظرون تحت أرجلهم خوفا من الحشرات والقطط والفئران والثعابين .
وبعد ما كانت نيتي عمل حوار صحفى مع المسئولين ليتعرف المجتمع عن أهمية هذه الإدارة ودورها في تنمية المجتمع وتعليمه ومحو أميته ونشر الوعى الثقافى بينهم .
هنا عجز لساني عن طرح أية اسئلة تخض العمل والعاملين لأنى لم أكن أتوقع أن هذا هو حال إدارة محو الأمية وتعليم الكبار بدكرنس مع علمى بأن الدولة تعمل كل جهودها لهذا الأمر من أجل محو الأمية وتعليم الكبار لتغير ثقافة المجتمع ونشر الوعي الصحي والثقافى والنفسي للمواطنين الذين تسربوا من التعليم وكبار السن التى لم تتيح لهم فرص التعليم بالمدارس الإلزامية حتى يتقدم المجتمع ويساعد على نهضته المستقبلية .
• فاتمنى أن تصل رسالتى هذه إلى من يهمه الأمر بتوفير مكان معلوم يليق بالعاملين ويليق بالمواطنين حتى يتسنى لهم فرص الذهاب للإدارة بسهولة ويسر ويكون مشجع لهم ويساعدهم على الحصول على التعليم وفرص العمل .