العاصمة

معركة حامية الوطيس

0

متابعة عادل شلبى
نقلا عن استاذنا الرائع محمد عبد الغنى الجمصى
يقول أستاذنا
حضرتُ مناقشة حامية بالمسجد المجاور لمنزلنا كادت تتحول إلى معركة حامية

الوطيس يكثر فيها الرَّكْلُ واللكْمُ فضلا عن التنابذ بالألقاب ، فقد أثار أحدهم مسألة
شرعية الإحتفال بمولد النبى عليه أفضل الصلاة والسلام فتقاطعت الآراء حول مؤيد ومؤيد بشدة ومعارض ومعارض بشدة هى إلى التعصب أقرب ، فذكرتُ لهم أننى فى عام 1976 حضرتُ محاضرة للشيخ عبداللطيف مشتهرى ( إمام الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية ) وكانت تلك المحاضرة فى مسجد الإمامين بالزاوية الحمراء بالقاهرة بين المغرب والعشاء يوم 12 ربيع الأول من ذلك العام ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم وسأله أحد الحاضرين ” ماهو حكم الإحتفال بمولد النبى عليه الصلاة والسلام ” فقال رضى الله عنه ” ماهو إحنا بنحتفل بمولد النبى أهه نتذكر ذكراه العطرة ونتأسى به هو وصحابته الكرام ونتعلم كيف كانوا وكيف أصبحنا ونتدارس حال الأمة وما وصلت إليه من ضعف وهوان وأن السلف الصالح قالوا ” لا صلاح لآخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، لا شىء فى ذلك بل مطلوب أن تفرح بميلاده صلى الله عليه وسلم فقد ورد فى الأثر أن أبى لهب يخفف عنه العذاب كل يوم إثنين لأنه فرح بميلاد محمد صلى الله عليه وسلم عندما أبلغته جاريته أن أخاه عبدالله قد ولد له مولود وأسموه محمدا ففرح واعتق الجارية ، بل إن الله قد ذكر فى كتابه العزيز على لسان عيسى بن مريم ” والسلام علىَّ يوم ولدتُ ويوم أموت ويوم أبعث حيا ” . إنتهى كلام الشيخ ، وأضيف قائلا : لا يصح أن نختلف فى مثل تفاهات الأمور ونترك عظائمها ، ويذكر تاريخ الجبرتى أن مشايخ الشافعية والحنابلة كانوا يتشاجرون فى الأزهر الشريف حول مسألة من المسائل الفقهية بينما جيوش نابليون بونابرت تدك القاهرة بمدافعها وتلقى عليها قنابلها فخرجوا جميعا من المسجد يتعثرون وينكفئون على وجوههم وهم يقولون ” يا خفى الألطاف نجِّنا مما نخاف ” ،
وهكذا وفقنى الله فى إطفاء نار الفتنة فى المسجد وخرج الجميع وهم يتصافحون ويعذر بعضهم بعضا .

اترك رد

آخر الأخبار