معبد السرابيوم
بقلم :أ/ إيمان قمر
“معبد الاسرار ” اذا كانت الاهرامات معجزه الحضارة المصرية فوق الارض فيعتبر “السرابيوم” معجزه الحضارة المصرية تحت الارض.
يوجد معبد “السرابيوم” بسقاره في مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، ويقع شمال المجموعة الجنائزية للملك “زوسر” مؤسس الأسرة الثالثة، ويبعد عن منطقة أهرامات الجيزة بحوالي ٣٠ كيلو في الجنوب الغربي من المحافظة.
كما أنه يوجد العديد من السرابيوم في مصر وإيطاليا، منها الموجود في سقارة وآخر موجود في الإسكندرية وهو مخصص للإله سرابيس، كما يوجد سرابيوم في روما القديمة، وفي مقاطعة أتاكما، وهو أحد المعابد المكرسة للإلهين المصريين إيزيس وأوزوريس، وسرابيوم آخر بمنطقة كامبو مارتسيو في روما، لكن يعد سرابيوم سقارة الأهم والأكثر تعقيدا في هندسته النادرة.
وهناك معبدين باسم السرابيوم، الأول تم بنائه في العصر البطلمي في عاصمتهم الإسكندرية، والثاني يعود تاريخ بنائه للعصر المتأخر من الحضارة المصرية القديمة، وقد اندثر بفعل حركة الصحراء الغربية، ولم يتبق منه غير المقابر التي احتوت على مومياوات الثور أبيس.
والسرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرابيس، وهي عبادة مقدسة في مصر في العصر الهيلينستي”اليوناني”، تجمع بين إلهين من آلهة مصر القديمة وهما أوزوريس وأبيس، والهدف منها جعل المواطنين ذات الأصول الإغريقية والآخرين من ذوي أصول مصرية يشتركون في عبادة الإله الحامي الذي يجمع بين صفات الإلهين الإغريقيين “زيوس وهاديس” مع صفات الإلهين المصريين “أوزوريس وأبيس”.
وارتبط بناء”السرابيوم”بقصة المعبود المقدس «الثور أبيس»، فقد كانت الثيران أحد أهم المعبودات الحيوانية التي انتشرت عبادتها طوال تاريخ الحضارة المصرية القديمة بل امتدت حتى عصر ملوك البطالمة الذين ورثوا حكم مصر عقب موت الإسكندر الأكبر.
«الثور أبيس»….
الثور «أبي»هو أحد أشهر الثيران الذي قدسها المصريون القدماء، وكان يتم عبادته في مدينة منف عاصمة مصر، والتي تقع حاليا في قرية ميت رهينة بمحافظة الجيزة، وقد أقام المصريون القدماء “السرابيوم” لكي يكون مدفن الثور المقدس أبيس.
ووفقا لمعتقدات المصريون القدماء كان للثور أبيس مواصفات معينه لكي يتم اختياره من بين الثيران، بأنه الثور الذي يكون وحيد أمه، وأن هناك وميض أو برق ينزل من السماء على إحدى البقرات فتلد الثور المقدس على جبهته علامة مربعة بيضاء، يكون ذيله خليط ما بين الشعر الأبيض والأسود، وعلى لسانه رسم للجعران المقدس الذي يرمز لإله الشمس رع ، وعلى ظهره يوجد رسم للنسر، وإذا توافرت تلك الشروط يصبح الثور هو معبودهم المقدس أبيس.
وكان يحتفل المصريون وفقا لمعتقدهم حينها كل عام بعيد ميلاد الثور أبيس لمدة سبعة أيام، وبعد موته تلبس النساء ثياب الحداد ولا يدخل أفواههن شيئًا غير الماء والخضار، ويتم إعلان الصيام في مصر لمدة سبعين يومًا حتى يتم دفنه داخل المعبد.
ونال «أبيس» شهرة لم تنلها الكثير من المعبودات، فهو روح الإله «بتاح» الإله الرئيسي لمدينة منف، كما اعتبر أحد رسل الإله «أوزيريس» إله العالم الأخر الذي كان يرسلها من العالم الأخر إلى الناس لكي يبلغوهم بالموت ولهذا السبب اعتبر أيضًا كروح الإله أوزريس.
وفي عصر ملوك البطالمة أصبح«أبيس» المعبود الرسمي لمصر، وعبد تحت اسم «سيرابيس» وهو الاسم الذي اشتق منه اسم «السرابيوم»