مصطفى الكومى يكتب : لماذا اعتبر الرئيس السيسي “سرت والجفرة ” الليبيتين خط أحمر لمصر
بقلم / مصطفى الكومى
اعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى خطابه خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية ، أن مدينة سرت والجفرة الليبيتين خط أحمر وتهديد للأمن القومي المصري .
وخلال التقرير التالي نستعرض الأهمية الإستراتيجية لكلاً من المدينتين.
مدينة سرت (450 كم شرق طرابلس) تتوسط أكبر مدينتين في ليبيا، إذ تقع في المنتصف بين عاصمة البلاد طرابلس وعاصمة إقليم برقة في الشرق بنغازي (ألف كم شرق طرابلس).
وتكمن أهمية سرت الإستراتيجية في أنها تقع شمال قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس)، ولا تفصلها عنها سوى طريق مفتوحة لا تتجاوز 300 كلم، وهي مسافة ليست طويلة جداً بمعايير الصحراء.
السيطرة على سرت تجعل الطريق مفتوحاً للسيطرة على الموانئ النفطية، إذ لا يبعد أقرب ميناء نفطي (السدرة) عنها سوى 150 كلم.
بالإضافة لذلك، كانت سرت دوماً القاعدة الخلفية لأي هجوم على الموانئ النفطية من الغرب، لذلك يتمسك الجيش الوطني الليبي بالدفاع عنها لتأمين منطقة الهلال النفطي، الذي يمثل أكثر من 60 % من صادرات ليبيا النفطية، في المقابل تعد السيطرة علي سرت ومن ثم الموانئ النفطية هدفا أساسيا لحكومة فايز السراج.
أما منطقة الجفرة فهي ذات أهمية بالغة وموقع استراتيجي حيث تقع وسط ليبيا وتربط الجنوب بالشمال ومدن ببعضها عبر شبكة طرق رئيسية. وبقربها تقع حقول نفطية وبمسافة ليست ببعيدة منظومة النهر الصناعي، وهي تعتبر العاصمة العسكرية للنظام الليبي في عهد العقيد الراحل معمر القذافي وبها مخازن للأسلحة ومطار عسكري.
كما أن سيطرت مليشيات الوفاق على قاعدة الجفرة سيمكنها من امتلاك سلاحًا جويًا يستطيع الوصول به لمصر، أما استيلاء مليشيات الوفاق بقيادة تركيا على سرت سيتيح لها السيطرة على ممر يبلغ امتداده 350 كيلو متر على طول الطريق الشمالي مرورا بالهلال النفطي وبني غازي. وذكر الرئيس السيسي أن القوات الجوية والقوات الخاصة وحرس الحدود قاموا بتأمين 1200 كيلو متر على طول الحدود المصرية الليبية طوال الـ7 سنوات الماضية وقاموا بتضحيات وبطولات كبيرة. وأشار السيسي أن القبائل الليبية ستبقي على رأس القوات فى حال تدخلت مصر عسكريا فى ليبيا، وهى: قبائل برقة، العبيدات، المغاربة، البراعصة، المسامير، العواقير.