بقلم الكاتب الصحفي / فؤاد غنيم
مصر تتألم بفقدان أبناؤها كل فترة من الزمن في حوادث مُروعة تقشعر منها الأبدان من قتل وحرق وإصابات تصل الي درجة العجز عن مواصلة الحياة بشكلها الطبيعي ليعيش المجتمع حياة كلها ألم ومعاناة من قتل وعجز وإستقالة الوزير أوحتي استقالة الحكومة كلها لن يخفف ألام المجتمع ولن يغير من الامر شيئ ومعاقبة المتسبب بأشد العقوبات لن يحل المشكلة ولن ينهي هذة الحوادث الكارثية لانة قد وقعت مثل هذة الحوادث مراراً تكراراً من قبل وإتخذت نفس الإجراءات ولم يتغير شيئ
وأصبحنا معرضين كل يوم لمثل هذة المواقف والاحداث المؤلمة وبصفة خاصة حوادث القطارات والتي كانت في يوم من الايام الوسيلة الأمنة والمنضبطة فقد أصبحت وسيلة المواصلات الأمنة هي نفسها مصدر أساسي للقتل والحرق لأبناء هذا البلد والكل معرض لهذا المصير وفي أي لحظة
فقد أصبحت مصدأً للألم والمعاناة
لقد عاشت مصر كلها أمس يوماً حزينأً مليئ بالألم والحزن والحسرة علي أبناء وطنهم الذين راحوا ضحية لتلك الحوادث المتكرر بين الحين والاخر والتي حملت في هذة المرة وهذة الحادثة مناظر مؤلمة تقشغر منها الابدان
لقد عانت مصر وشعبها علي مر العصورمن ويلات الحروب وفقدان أبناؤها ولكن كان الشعب يدرك جيدا أنة يخوض معركة الدفاع عن الوطن معركة الشرف والعزة والكرامة
وأن أبناؤه استشهدوا دفاعاً عن كرامة وشرف أُمة وهذا في حد ذاتة شرف وعِزة لهم ولأبنائهم
وفي السنوات الاخيرة تعرضت مصر وشعبها لهجمة إرهابية شرسة وراح ضحية هذا الارهاب الكثير من شباب مصر
بل ومن خيرة شبابها ولكن أيضاً هي معركة الدفاع عن وطن وشعب معركة العزة والكرامة وإرتوت أرض مصر
بدمائهم الذكية لتُنبت في أرضها الطيبة الخير والنماء وتحمل مشاعل النور لتُضيى الطريق للأجيال القادمة
فكان وراء استشهاد أبناء الوطن هدف نبيل وغاية سامية ولهذا شاهدنا في كثير من المواقف شعب مصر وهو يشيع جنازة الشهيد وقد تعالت أصوات التكبير والتهليل تلفها الزغاريت من أمهاتهم وأهليهم فهم يزفون عريس الي الجنة
ولكن ما يحدث الان في مثل هذة الحوادث يدعو الي الألم والحسرة لانها ليست في معركة دفاع عن شرف وكرامة أُمة
بل معركة من نوع أخر هي معركة العجز والإهمال وغياب الضمير وان المواطن في هذا البلد لاقيمة له
وكما قلت إن استقالة الوزير او الحكومة ومحاسبة المتسبب في هذا الحادث المؤلم لن يغير من الامر شيئاً فقد حدث ذلك كثيرا ولم يغير شيئ مع انة لاشك مطلوب محاسبة المتسبب
ولكن الأهم من كل هذا والاجدي هو إعادة النظر في مرفق وهيئة السكة الحديد برمتة الذي أصبح متهالك واكل منة الدهر وشرب فعندما أُقيم هذا المرفق الهام كان عدد سكان مصر لايصل الي ١٠ مليون مواطن واليوم عدد سكان مصر تجاوز ١٠٠ مليون لنفس المرفق وبنفس الامكانات وبالإضافة للإهمال المتراكم عبر السنين الذي اصاب كل ما يتعلق بهذا المرفق الهام وعدم التجديد والتوسع والاخذ باسباب التطور الحادث في هذا المجال
ياسادة
انا لا أكتب هذا الكلام لإنتقاد أحد فالمصيبة كبيرة وأكبر من توجية نقد لاحد والكل متألم وفي المقدمة الحكومة والمسؤلين
ولكن علينا أن نأخذ باسباب التطور في هذا المجال والذي وصل إلية العالم من حولنا
وان منظومة السكة الحديد في بلدنا الحبيبة لم تعد موجودة في أي مكان وليس لها مثيل في العالم فقد اخذ العالم باسباب التقدم في هذا المجال وصنع منظومات متطورة باحدث اساليب العصر من التكنولوجيا الحديثة
يا سادة
مصر في حاحة ماسة وضرورية الي إنشاء منظومة سكة حديد جديدة تاخذ باسباب العلم والتكنولوجيا الحديتة والذي وصل إلية العالم من حولنا ونسف هذة المنظومة البالية والمتخلفة التي عان منها شعب مصر كثيراً في حوادث مؤلمة فلم تُعد تصلح لمواكبة العصر بكل متغيراتة
يا سادة
مصر في حاجة وضرورة ملحة لإنشاء منظومة جديدة باحدث ما وصلت إلية التنولوجيا الحديثة في هذا المجال
فمصر ليس أقل من اي دولة ادخلت هذا النظام والتطور التكنولجي في منظومة السكك الحديدية
مها تكلفت مهما تكلفت
فحياة المصرين أغلي وأهم
والله يوفق الجميع الي مايحب ويرضي
وأُعزي نفسي واقدم واجب العزاء الي أهالي الضحايا
داعيا الله عز وجل ان يتغمدهم برحمتة ونحتسبهم من الشهداء ولأهليهم جميل الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إلية راجعون
حفظ الله مصر وشعبها