مصر بحاجة الى زراعة 300 مليون شجرة فى 2020 لمواجهة التلوث
والأمراض الناتجة عنه
إعداد عادل شلبي
يقول دكتور محمد كفافى رئيس المجلس العالمى للإقتصاد الأخضر تعد أزمة التلوث البيئي إحدى اخطر المشكلات التي تواجه حياة الإنسان وعلى الرغم من أنها من صنع يده، فإنه لا يدرك مدى خطورتها إلا بعد فوات الأوان، خاصة ان ملوثات الهواء تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة الاحتباس الحراري، والاضرار بالحياة على سطح الكرة الأرضية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، إن نحو 7 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب الهواء الملوث وأكثر من 90% من الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، خاصة في آسيا وإفريقيا ولكن أفقر الناس وأكثرهم تهميشا يتحملون العبء الأكبر. كما إن تلوث الهواء يتسبب في (24%) وفيات البالغين الناجمة عن أمراض القلب، و25% من السكتات الدماغية، و43 % من مرض الانسداد الرئوي المزمن و29% من سرطان الرئة.
ولذلك قامت دول العالم باحياء اليوم العالمي للأرض تحت شعار”الأشجار من أجل الأرض”، حيث يهدف إلي زراعة 7.8 مليار شجرة خلال الخمس السنوات المقبلة.
وعند استعراض خريطة دول العالم في نصيب الفرد لعدد الأشجار، وفقا للتصنيف العالمي للدول الذي يشمل 6 مستويات: (1) دول نصيب الفرد اكثر من 1000 شجرة (2) نصيب الفرد من 999 – 500 شجرة (3) نصيب الفرد من 499 – 250 شجرة (4) نصيب الفرد من 250 – 1 شجرة (5) دول عدد السكان اكثر من عدد الاشجار (6) دول غير معروفة… يتضح جليا ان مصر والسعودية واليمن هم اقل دول العالم في نصيب الفرد لعدد الاشجار حيث ياتي تصنيفهم في المستوي (5) اي عدد السكان اكثر من عدد الاشجار في تلك الدول.
وعلي الرغم أن مساحة مصر تبلغ حوالي مليون كيلو متر مربع، إلا أن المساحة المأهولة بالسكان حوالي 8% فقط من إجمالي المساحة، وهو ما جعل مصر بلدا من أعلى الدول في الكثافة السكانية، ففي القاهرة يعيش 38.5 ألف نسمة في الكيلو متر مربع بينما تبلغ النسبة في بريطانيا 428 مواطنا وبلجيكا تبلغ 375 مواطنا لكل كيلو متر مربع، وهو ما يسبب مشكلات كثيرة في حياتنا اليومية، والضغط على البنية التحتية، والطرق وارتفاع نسب التلوث وخلافه.
وتتفاقم الأزمة في الزيادة السكانية حيث تعد مصر أكثر الدول تعدادا في منطقة الشرق الأوسط، ومن أعلى معدل نمو سكاني عالمياً وكذلك الزحف العمراني والبناء العشوائي غول إسمنتي يتمدد على سكينة الأراضي الزراعية والمناطق الخضراء كما تستهلك مصر اكثر من ضعف كمية الموارد التي يمكن لانظمتها الطبيعية اعادة انتاجها. وحيث أن نصف سكان مصر هم أقل من 25 سنة، ما يعنى الحاجة للمزيد من التوسع العمراني والضغط الزائد على البيئة وموارد الدولة الطبيعية المستقبلية من ماء وغذاء وارض وطاقة خلال السنوات المقبله.
وحسب الإحصاءات الرسمية؛ فإن مليارات من مياه الصرف الصحى تُلقى فى النيل سنويًا، والتى تكون سببًا فى انتشار السرطانات والفشل الكلوى وتعد كارثة إنسانية وبيئية كبيرة تلقى بظلالها على صحة المصريين.
وبالتالي فان احد اهم الحلول الاستفادة من مياه الصرف الصحي لزراعة غابات شجرية لاتقل عن 300 مليون شجرة تزرع بالقرب من المناطق الملوثة لخفض معدلات تلوث الهواء والتخلص الامن من الصرف الصحي.
مما يؤدي الي رفع تصنيف مصر عالميا الي المستوي (4) ليصبح نصيب الفرد من 250 – 1 شجرة ، ومواجهة التغيرات المناخية وتعزيز الاستدامة وتحسين جودة الحياة، اضافة الي خفض استيراد كميات كبيرة من الأخشاب سنويا، خاصة بعد ان قامت اثيوبيا بزراعة 300 مليون شجرة في يوم واحد وحطمت الرقم القياسي العالمي الذي تحتفظ به الهند منذ عام 2016 بزراعة 50 مليون شجرة في يوم واحد… والله الموفق
محمد جمال كفافي… رئيس المجلس العالمي للاقتصاد الاخضر