مصادر التاريخ المصرى القديم
إيمان العادلى
أولا : الكتاب المقدس
ورد في التـوراة واسفار الكتاب المقدس سرد للعديد من الأحداث التاريخية من بدء الخليقة حتى خروج بنى إسرائيل من مصر وبدء غزو أرض كنعان.
تضمنت أسفار العهد القديم الإشارة إلى الكثير من الأمم والشعوب القديمة ولهذا كثيراً ما يعتمد المؤرخون على ما ورد في الكتاب المقدس للاسترشاد في تأكيد الحقائق التاريخية, وتحديد الأزمنة وفقا لحسابات الكتاب المقدس.
حيث سجلت أسفار الكتاب المقدس حدث مجىء إبراهيم إلى مصر, كما سجلت العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ مجىء يوسف إلى مصر في عهد رعمسيس الحيثى الشهير بموريس ملك مصر, ثم استيطان يعقوب وبنيه في مصر حتى قيام أسرة جديدة في مصر اضطهدت العبرانيين , ثم ميلاد موسى وتربيته في بيت فرعون, ثم حدث خروج بنى إسرائيل من مصر في عهد ثانى ملوكها تحوتمس الثانى ولقبه الكهنوتى امنحتب الثانى وفقا ليوسيفوس المؤرخ اليهودى وقدامى المؤرخين والآثار المصرية.
كما سجلت الأحداث التاريخية التي وقعت في منطقة الشرق الأدنى القديم في مختلف العصور وبخاصة تلك التي تتصل بتاريخ اليهود.
حيث سجلت العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ عهد داود النبى, كما سجلت حدث زواج سليمان من ابنة فرعون ملك مصر الذى صعد على إسرائيل وأخذ جازر وأحرقها بالنار وقتل الكنعانيين الساكنين في المدينة وأعطاها مهرا لابنته امرأة سليمان ” ( الملوك الأول 9 : 16 ) وفقا لما جاء في لوحة إسرائيل للفرعون النوبى ” مرن بتاح حتب حر ماعت ” ببرهان أن ابنته كانت سوداء وجميلة ( نشيد الأنشاد 1 : 5 – 6 ) وتدعى ” شولميت ” ( نشيد الأنشاد 6 : 13 ).
كما تحدثت التوراة أيضاً عن المصريين وعلاقاتهم ببني إسرائيل، مرورا برحبعام المعاصر لشيشق ملك مصر وكوش وحتى سقوط حفرع آخر ملوك مصر الكوشيين على يد نبوخذ نصر ملك بابل.
وتتميز أسفار الكتاب المقدس عن سائر المصادر الأخرى في كونها المصدر الوحيد المرجعى في تحقيق التتابع التاريخى الصحيح والدقيق لحوادث التاريخ في العهد القديم.
بل أن الكتاب المقدس هو الذى أرخ للعديد من الحوادث التاريخية المتعلقة بملوك مصر الكوشيين لم ترد في تاريخ مانيتون نفسه , ولنأخذ مثالا على ذلك القائمة 25 الخاصة بملوك النوبة لم تتضمن سوى ثلاث ملوك هم شباكو مؤسس الأسرة النوبية وشبتكو ( سوا ) وترهاقة يفرق بين أولهم وآخرهم نحو 700 سنة فأين باقى الملوك النوبيين الثمانية عشر الذين أشار إليهم هردوت مثل مرنبتاح حتب وشيشق وزارح الكوشى وتانوت أمانى ونخو وحفرع آخر ملوك مصر الكوشيين الذى قتله نبوخذ نصر ملك بابل, لقد ذكر مانيتون في القائمة 26 أثنان من ملوك كوش وهم نخو وحفرع رغم أن رأس هذه القائمة هو تف نخت الذى كان في حرب مع بيعنخى ( سليم حسن ” مصر القديمة ” ج 12 ص 30 ) ملك النوبة الملقب منا حتى أنه هجا منا على جدران معبد آمون بطيبة على عادة ذميمة ( ميخائيل شاروبيم ” الكافي ” الجزء الأول ص 25 ).
فكيف يكون تف نخت المصرى رأس اسرة مصرية مع ملوك كوشيين من نسل بيعنخى, فضلا عن ورود اسم نخو مكررا ثلاث مرات بهذه القائمة .
ثانياً : كتابات المؤرخين
1 – هوميروس
تضمن مؤلفيه الإلياذة والأوديسا التي تؤرخ لحرب طروادة إشارات هامة عن حيدان الإسكنرد باريس عن طريقة ومجيئه إلى صيدا , وعن الفرعون تى ( برو تى ) الزوجة الإلهية ثون واستضافتها لهيلين وحضور مينلاوس زوجها لاستلامها.
من ذلك ما جاء في الإلياذة من قوله :
أن الإسكندر ومعه هيلين قد حيد بـه عن طريقه فطوف بأماكن مختلفـة. ثم وصـل صيدا في فينيقيـا حيث الثياب الموشاة بالرسوم.
وجاء في الأوديسا قوله :
” وابنة الإله زيوس ( هيلين ) كان عندها عقاقير شافية ممتازة حضرت بمهارة فائقة أهدتها إليها بوليدامنا ( أي ملكة طيبة ) المصـرية زوجة ثون ( أي الزوجة الإلهية آتون الشمس الأنثى ) وأرض مصر خصبة تنتج من العقاقير مالا حصر له كثير منها يضر وكثير منها إذا خلط كان دواء ناجحا ” ( هردوت يتحدث عن مصر الكتاب الثاني ف 116 ص 235 ).
من ذلك أيضا ما تضمنته الأوديسا من الإشارة إلى السلة الفضية التي أهدتها ملكة مصر لهيلين , ومقابلة زوجها مينلاوس ” لبرو تيوس ” أي الفرعون تي في مصر ( د. محمد محمد حسن وهبة ” أحداث الأوديسا ملحمة هوميروس ” ص 19 – 22 ).
وهو ما أثبته هردوت بقوله أن مجيء هيلين إلي مصر كان في عصر بروتيوس أى الفرعون تيوس أو تي, والكاهن ثونيس أى آتون أو اخناتون وهو اسمها الكهنوتى.
وفي عهد هذه الملكة وقعت أحداث حرب طروادة التي سجلها هوميروس أعظم شعراء اليونان ( ” هردوت يتحدث عن مصر ” ترجمة د. محمد صقر خفاجة الكتاب الثانى 1987 ف 112 حتى 116 ومن ف 152 حتى 154 ص 230 -235 , 285 – 287 ).
2 – سولون
هو رجل قانون ومشرع وسياسى واحد حكماء أثينا جاء إلى مصر نحو سنة 600 قبل الميلاد ودرس نظم الحكم وقوانين امازيس ( أحمس ) الملقب بوخوريس ( باكن رع نف – تف نخت ) قبل أن يضع قانون الألواح الإثنا عشر ووضع مؤلفا عن تاريخ مصر.
3 – هيكاته الملتى
هو مؤرخ وجغرافى يونانى من ملتيه بأسيا الصغرى, طاف حول العالم القديم وألف كتابا نحو سنة 525 ميلادية بعنوان ” رحلة حول العالم ” من جزئين , الجزءالأول خاص بأوربا والثانى خاص بأسيا وفيه ذكر رحلته إلى مصر وليبيا.
وعلة ذلك أن اليونانيين القدماء كانوا يعتبرون أن الجزء الشرقى من مصر جزء من قارة أسيا التي يحدها فرع النيل والقسم الغربى تابع لليبيا .
فيما يخص مصر تحدث هيكاته عن جغرافيتها وتاريخها الذى استمده من الكهنة المصريين.
4 – هردوت
هو مؤرخ وجغرافى يونانى من هاليكارناس بأسيا الصغرى اشتهر بأبو التاريخ زار الكثير من بلاد الشرق القديم وجاء إلى مصر في فترة الحكم الفارسى نحو سنة 444 قبل الميلاد.
وضع مؤلفا بعنوان ” تمحيص الأخبار ” من تسع أجزاء, في الجزء الثانى منه تحدث هردوت عن مصر من حيث جغرافيتها وعادات أهلها وطرق التحنيط وتاريخ بعض ملوكها بطريقة غير منظمة ودون أي أشارة لوجود قوائم خاصة بالأسرات منقوشة على المعابد وفقا لترتيب مانيتون لمن يعتبرهم ملوك متتابعين أو أسرات, بل قوض ترتيب الملوك بحسب مانيتون بأن جعل الرعامسة سابقين لعصر بناء الأهرام الذى تم في عصر التحامسة حيث أثبت أن الأهرام بنيت في عهد خوفو وخفرع ومنكاورع الذين حكموا البلاد بعد رعمسيس الثانى ( رامبسينيتوس أو رعم بسينيتوس ) ( هردوت يتحدث عن مصر طبعة 1966 ف 124 ص 248 ) ونسبوا إلي رعمسيس قصة نزوله إلى الجحيم ولعبه النرد مع ربة الزراعة ديميتر ( إيزيس عند المصريين ) ( المرجع السابق ف 122 ص 244 – 255 ) على حسب جارى عادة الفراعنة في تأليه أنفسهم, وغالبا أن هذه القصة تستند لما نراه مصورا من ممارسة اللعبة في رسوم قبر الملكة نفرتارى زوجة رعمسيس الثانى في جبانة الملكات بطيبة الغربية ( المرجع السابق ف 122 هامش 2 ص 245 ) .
5 – مانيتون
كان مانيتون السمنودى كاهنا في عهد بطليموس الثانى نحو سنة 280 قبل الميلاد وقد كلفه بكتابة تاريخ مصر وآثار ملوكها .
ابتدأ مانيتون عمله بوضع قائمة بأسماء الآلهة المصرية يليهم الملوك من أنصاف الآلهة من الكهنة المبجلين ( أي الآباء الأولين ).
ثم قسم التاريخ الفرعونى إلى ثلاث أسرات أو عصور .
العصر الأول عصر ملوك الشمس ( أي الرعامسة كهنة ست ).
العصر الثانى ( عصر ملوك القمر أي التحامسة ) عصر كهنة حور أي الحورشسو
العصر الثالث عصر ملوك تانيس وهو عصر ملوك النوبة الذين اتخذوا تانيس عاصمة لهم بعد أن انتحل مينا أول ملوكهم أسماء الرعامسة الحثيين حيث انتصر على تحوتمس الرابع ( نيتوكريس ) باسم رعمسيس التاسع ( نفر كارع ) وجعل له محرابا في قصره ( سليم حسن ” مصر القديمة ” الجزء الثامن طبعة هيئة الكتاب 1994 ص 344 – 345 ) وهى آخر الملوك الذين حكموا مصر قبل مينا ( نفر كارع ).
ثم بدأ مانيتون في حصر آثار هؤلاء الملوك في ثلاثين قائمة احصائية خاصة باحصاء المقابر والأهرام والمعابد وفقا لتصنيف جغرافى أو نوعى معين. مع وضع نبذة تاريخية عن الأعمال التي تخص كل اسم من هذه الأسماء وسجلها في مؤلف كتبه باللغة اليونانية يقع في ثلاثة أجزاء, كما سجله بالخط الهيراطيقي على ورق البردي، وقد عثر على جزء منه فيما يعرف ببردية تورين التي تحتوى على 300 اسما ملكيا , وهى تتبع ذات التقسيم والتنظيم الذى اتبعه مانيتون في كتابة تاريخ مصر وآثار ملوكها.
كما قام مانيتون بنقش هذه القوائم في المعابد المصرية وعلى لوحات حجرية مثل حجر بالرمو, وأهم هذه المعابد معبد تحوتمس الثالث بالكرنك ومعبد سيتى بأبيدوس.
ومع ذلك فإن أعمال المؤرخين الذين نقلوا عن مانيتون ينسبون إليه جهله بحقيقة هذ القوائم لاعتقادهم بأن ملوك هذه القوائم يشكلون أسرا ملكية متتابعة.
فإذا صح ذلك, يكون مانيتون ناقلا لهذه القوائم الإحصائية الموجودة على الآثار المصرية والتي تتضمن أسماء آخر ملوك مصر الكوشيين. مما يدل على أن هذه القوائم الإحصائية وضعت في عهد حفرع آخر ملوك مصر الكوشية لتضمنها اسمه, أو انها وضعت في العصر الفارسى بعد عودة المصريين من سبى بابل أي بعد سنة 530 قبل الميلاد.
وقد زعم بعض المؤرخين أن النسخة الأصلية من تاريخ مانيتون فقدت في حريق مكتبة الإسكندرية عام 48 قبل الميلاد وأن كل ما وصلنا منه مقتطفات نجدها في كتاب يوسيفوس ” ضد إبيون ” الذي رأى أن هناك صلة بين غزو الهكسوس لمصر وبين خروج بني إسرائيل منها , ولهذا فقد نقل الجزء الخاص بالهكسوس من كتاب ” مانيتون ” ليصبح اليوم أحد المصادر الأساسية عن هذا الموضوع.
وهذا مردود بسؤال منطقى وهو كيف يكون كتاب مانيتون الذى نقل عنه يوسيفوس قد احترق في عام 48 قبل الميلاد وقد ولد يوسيفوس نفسه سنة 37 ميلادية وتوفى سنة 100 ميلادية. أي أنه ولد بعد احتراق كتاب مانيتون على حسب زعم هؤلاء المؤرخين بنحو 85 سنة.
كما نقل عن ” مانيتون ” كتاب آخرون منهم يوليوس افريكانوس عام 221 ميلادية والذي نقل بعضاً من أسماء الملوك, كما نقل عنه كتاب كثيرون مما يدل على أن هذا الفقد لا علاقة له بحريق مكتبة الإسكندرية سنة 48 قبل الميلاد.
6 – ديودور الصقلى
جاء إلى مصر نحو سنة 60 قبل الميلاد وضع مؤلفا عن تاريخ العالم في 40 جزءا خص الجزء الأول منه عن مصر وعن آلهتها ومعتقداتها الدينية.
7 – سترابون
عالم يونانى جاء إلى مصر ووضع مؤلفا عن التاريخ الجغرافى يتكون من 47 جزء خص مصر فيه بالجزئين السابع والثامن عشر وصف فيهما مصر وآثارها.
8 – بلوتارك
مؤرخ رومانى من أصل يونانى كان أستاذا للفلسفة في أثينا عينه هادريان حاكما على اليونان قام بعدة رحلات لشمال أفريقيا ثم جاء إلى مصر لكتابة تاريخ الإسكندر والبطالمة ثم ترهبن وكتب عن التاريخ الفرعونى .
9 – يوسيفوس
هو كاهن ومؤرخ يهودى كان عالما في القانون والفلك كتب عن تاريخ اليهود وعلاقتهم بمصر والحضارات القديمة من بدء التاريخ حتى عصر فسبسيان امبراطور روما.
كما وضع مؤلفا بعنوان ” ضد أبيون ” ملخص مؤلفه ” آثار اليهود القديمة “.
10 – سكستوس يوليوس أفريكانوس
مؤرخ مسيحى ولد بأورشليم كتب تاريخ العالم إلى ميلاد السيد المسيح في خمسة أجزاء خص فيها تاريخ مصر بالجزئين الأول والثانى.
أعتمد في مؤلفه على كتابات مانيتون والمؤرخين القدامى .
اعتقد أن السيد المسيح ولد سنة 5500 لخلق آدم بالمخالفة لحسابات التوراة العبرية التي تجعل ميلاد السد المسيح سنة 4000 لخلق آدم وهى الأصل المعول عليه عند الخلاف.
11 – يوسابيوس
وضع مؤلفا عن تاريخ مصر نحو سنة 320 ميلادية من وقت خروج اليهود من مصر حتى مجىء العائلة المقدسة إلى مصر .
وهناك كتاب كثيرون مما لا يتسع المجال لذكرهم جميعا.
ثالثا : الأثار المصرية
أهم هذ الآثار هو ما يعرف بقوائم الملوك وبيانها كالتالى:
1 – بردية تورين
كتبت بالخط الهيراطيقي على ورق البردي، وهى محفوظة الآن في متحف تورين بإيطاليا, وهى جزء من مؤلف مانيتون .
تحتوى البردية على 300 اسما ملكيا وتنقسم إلى 11 عمود, العمود الأول يحتوى على أسماء الآلهة المصرية.
وفيما يلى نعرض لأسماء الآلهة المصرية وفقا لترتيب كهنة منف وطيبة.
م آلهة منف م آلهة طيبة
1 بتاح 1 آمون المشترى
2 رع الشمس 2 منتو المريخ ( إله الحرب )
3 آتوم
3 شو ( الهواء) واخته تفنوت ( الرطوبة ) 4 شو واخته تفنوت
4 جب ( الأرض ) وزوجته نوت ( السماء ) 5 جب وزوجته نوت
5 أوزيريس وزوجته إيزيس 6 أوزيريس وزوجته إيزيس
6 ست وزوجته نفتيس 7 ست وزوجته نفتيس
7 حورس وزوجته حاتحور (الشعرى اليمانية) 8 حورس وزوجته حاتحور
يليهم أنصاف الآلهة من الكهنة المبجلين ( أي الآباء الأولين من مصرايم حتى قيام الدولة المصرية الأولى المعاصرة لإبراهيم أبو الآباء ).
يليهم ملوك العصر الأول وهم ملوك الشمس أي الرعامسة أبناء الشمس ( رع ) المتعبدين لست.
يليهم ملوك العصر الثانى وهم ملوك القمر أي التحامسة أبناء القمر ( تحوت ) المتعبدين لحور وهم المعروفين بالحورشسو أى كهنة حور الذين حكموا مصر قبل منى أي مينا ملك النوبة وتعبدوا لتمثال حور إم إخت أي أبو الهول ( حور عند المصريين وأبوللو عند اليونانيين ).
يليهم ملوك العصر الثالث وهو عصر ملوك النوبة الذين اتخذوا تانيس عاصمة لهم بعد أن انتحل مينا أو ملوكهم أسماء الرعامسة الحثيين وانتصر على الملكة تى أو نيتوكريس التي حاربت ملك النوبة تحت اسم بسماتيك الأول الملقب حفرع ونيتوكريس وهى آخر الملوك الذين حكموا مصر قبل مينا.
ثم تبدأ البردية المكونة من 11 عمود بسرد آثار هؤلاء الملوك على الآثار في عدد من القوائم تنتهى بأسماء ملوك القائمة السابعة عشرة الخاصة بسرقات المقابر الواردة بورقة إبوت .
ومن البراهين الدالة على أن هذه بردية تورين وضعت في العصر الكوشى أو بعده هو ورود الاسم الحورى للفرعون ترهاقة وهو ” نفر تم خورع ” تحت رقم 19 بالعمود الثامن من بردية تورين.
كما تضمن العمود السابع من بردية تورين تحت رقم 2 اسم الفرعون واح اب رع ابياو, وهو حفرع الكوشى آخر ملوك مصر من الكوشيين قتله نبوخذ نصر سنة 570 قبل الميلاد, وهذا معناه أن هذه البردية الخاصة باحصاء المقابر والأهرام والمعابد في مصر وكوش وضعت في عهد هذا الملك, أو أنها وضعت في العصر الفارسى بعد العودة من سبى بابل سنة 530 قبل الميلاد.
2 – حجر بالرمو
وهو عبارة عن لوحة من حجر الديوريت الأسود تحطم إلى 7 أجزاء الجزء الأكبر عثر عليه بمنف ومحفوظة حاليا في متحف بالرمو بإيطاليا طوله نحو مترين وعرضه نحو 70 سم والقطعة الثانية محفوظة في متحف جامعة لندن.
وباقى القطع من هذه اللوحة في المتحف المصري بالقاهرة.
سجل على وجهي اللوحة أسماء الملوك الذين سبقوا نعرمر وهم ملوك التحامسة المعروفين باسم الحورشسو أي كهنة حور وهم المتعبدين لتمثال أبو الهول أو أبوللو عند اليونانيين , حتى الملك نفر إير كا رع ثالث ملوك القائمة الخامسة.
كما سجلت اللوحة أهم الأعمال المرتبطة باسم كل ملك مثل الحروب التي خاضها أو الأعياد التي احتفل بها أو المعبد أو المبنى الذى أسسه.
3 – قائمة الكرنك
نقشت في معبد تحوتمس الثالث في الكرنك، وهي محفوظة حالياً في متحف اللوفر بباريس.
تصور اللوحة الفرعون تحوتمس الثالث وهو يتجه بالدعاء إلى أسماء 61 اسما ملكياً، وقد تحطم الجزء الأول من القائمة.
تبدأ القائمة من الفرعون سنفرو أول ملوك القائمة الرابعة يليها ملوك القوائم الخامسة والسادسة والقوائم من 11 إلى 14 ثم من 17 القائمة الخاصة بسرقات المقابر في عهد رعمسيس التاسع والتي تضمنتها ورقة إبوت حتى تحوتمس الثالث.
يرى المؤرخين أن خوفوا ثانى ملوك قائمة الكرنك هو الذى نادى بعبادة الشمس فأقام لها الأهرام , وهى العقيدة التي نادى بها ملوك التحامسة ومنهم تحوتمس الثالث وأقاموا لها المسلات التي تعتبر تطورا للإهرامات رمزا لعبادة الإله الشمس.
والثابت أثريا أن تحوتمس الرابع هو مؤسس أبو الهول ومن ألقابه امنحتب الرابع الذى غير اسمه إلى اخناتون وتعبد للشمس الأنثى آتون لكونه بالحقيقة امرأة كما تبين تماثيله وكما جاء في ورقة إبوت, حيث تزوج نفر كارع ملك النوبة تحت اسم رعمسيس التاسع من الملكة ” من خبرو رع ” تحوتمس الرابع ( سليم حسن ” مصر القديمة ” الجزء الثامن طبعة هيئة الكتاب 1994 ص 344 – 345 ).
4 – قائمة أبيدوس
نقشت القائمة على جدران معبد ستى الأول في أبيدوس.
تصور اللوحة سيتي الأول ( اللقب الكهنوتى ) ورعمسيس الثاني ( اسم العرش ) يقدمان القرابين إلى أسماء 76 اسما ملكيا مكتوبا داخل خراطيش ملكية أولها منى أو مينا وآخرها ستى الأول.
القائمة تتضمن اسم الفرعون النوبى جد كارع أسيسى رقم 32 بقائمة أبيدوس ويعرف ببتاح حتب واسمه الكامل مرن بتاح حتب حر ماعت صاحب لوحة إسرائيل المعاصر لسليمان الحكيم ويعرف أيضا باسم الحكيم أمون إم أوبت, وهذا معناه أن هذه القوائم لم تكتب في عصر ستى الأول سواء الحثى أو النوبى , وهذا برهان أنها كتبت مع سائر القوائم الإحصائية في عصر مانيتون المؤرخ المصرى.
ودليل ذلك أن حجر رشيد كتب في عصر بطليموس الخامس باللغتين اليونانية والمصرية بالخطين الهيروغليفى والديموطيقى.
وهذا برهان على تمكن المصريين في العصر اليوناني من الكتابة باللغة المصرية بمختلف خطوطها القديمة الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية.
5 – قائمة سقارة
عُثر عليها في مقبرة الكاهن ” تو نرى ” بسقارة وهي محفوظة حالياً في المتحف المصري بالقاهرة.
نقش على وجهيها أسماء 58 اسما ملكيا تبدأ باسم سادس ملوك القائمة الأولى الخاصة بمقابر أبيدوس والملقب ” عج إيب ” ولا تذكر “سمرخت ” وتنتقل لثامن ملوك القائمة الأولى مباشرتا ويدعى ” قا عا منى عا ” والتي تعنى الروح العظيم لمني ( مينا ) العظيم وتنتهى باسم ” رعمسيس الثاني ” .
ويرجح أن هذه المقبرة للمؤرخ مانيتون.
6 – قائمة الأنساب
وهي عبارة على لوح من الحجر الجيري عثر عليه في منف وهو محفوظ الآن في متحف برلين بألمانيا.
يرجع اللوح لكاهن بتاح بمنف ويدعى ” عنخ إف إن سخمت ” سجل عليها اسماء 60 كاهناً من كهنة منف مع بيان أسماء الملوك المقابلة لكل منهم بدءأ من شيشق خامس ملوك القائمة 21 وحتى منتوحتب الثانى رابع ملوك القائمة الحادية عشر.
7 – مقابر الملوك سواء البديلة أو المعروفة بمقابر النبلاء
تحوي هذه المقابر نقوش ومناظر تصور أهم أعمال الفرعون أو النبيل كما تصور مظاهر الحياة في المجتمع المصري القديم.
8 – رسائل الملوك
وأهمها رسائل العمارنة التي تبين العلاقة بين مصر والنوبة وتتضمن قصة الصراع بين الملكة المصرية تاوسرت ومينا ملك النوبة, كما تروى قصة تحالفاتها مع سكان بحر ايجة من اليونانيين والكاريين من طروادة واسبرطة. كما تحتوى على رسائل الإستغاثة التي أرسلها الكنعانيين لإخناتون ملك مصر يرجونه المبادرة بإعادة ارسال جنود الحاميات لمساعدتهم ضد العبرانيين الذين غزوا كنعان في عهده. كما تحتوى على رسائل قديمة متبادلة بين مصر والحثيين والكنعانيين وملوك مدن بحر ايجة والنوبة وإسرائيل وأشور وبابل القديمة وفارس القديمة .
رابعا : ما جاء في آثار العالم القديم
وتحديدا آثار بلاد الحثيين وأرض كنعان وإسرائيل ( التلمود ) ومدن بحر ايجة بأسيا الصغرى واليونان وكذا بلاد النوبة وأشور وبابل وفارس منذ أقدم العصور وحتى سقوطها في يد الرومان سنة 28 قبل الميلاد.
تعليق واحد
أعجبني
تعليق